فازت جمعية البحرين للأطفال ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل مؤخراً، بجائزة ناصر بن حمد لإبداعات ذوي الإعاقة في نسختها الثانية، من بين 10 جمعيات تنافست على الفوز بالجائزة.
وقال عضو مجلس إدارة الجمعية فتحي مطر، إن الفوز بالجائزة يمثل تتويجاً لعطاء مثمر استمر 8 سنوات أويزيد، حاولت خلالها الجمعية أن تسهم بشكل مباشر في التنمية البشرية لمواطني البحرين والمقيمين على ارضها، مشيراً إلى أن «هذا التقدير يمنحنا الحافز لمواصلة محاولاتنا الجادة لإدماج ذوي الإعاقة في المجتمع بشكل فعال ومنتج».
وأضاف مطر أن الجمعية تتميز ببرامجها الأكاديمية العالمية المجربة بشكل ناجح في الدول المتقدمة في مجال معالجة ذوي الإعاقة، والعمل على تجديدها وتطويرها بشكل دوري، حيث تستفيد الجمعية من تقنية المعلومات في التواصل المباشر مع الجمعيات المماثلة في الولايات المتحدة لتدريب وتطوير إمكانات المدرسات العاملات في الجمعية.
وعن دور الجمعية في خدمة ورعاية ذوي الإعاقة، قال مطر «إن الدور المحوري للجمعية يتمثل في وجود مركز للتدخل المبكر، يعتبر نموذجاً لرعاية المصابين بالتوحد، وهو مركز متخصص ورائد على مستوى المنطقة، يقدم خدمات التدخل المبكر والخدمات التعليمية المتكاملة لهذه الفئة التي تعاني من التوحد وصعوبات التعلم، حيث يجري البحوث وينظم الدورات التدريبية والندوات والمؤتمرات، ويقدم خدمات التدخل المبكر وخدمات أخرى تعليمية متكاملة للحد من آثار الصعوبات بأنواعها المختلفة (حركية، سمعية، تخاطب، نفسية، توحد، صعوبات تعلم)».
وعدد الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة عبر الجمعية بإرساء الأسس الحديثة لرعاية الأطفال ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل والأطفال المصابين بمرض التوحد، وتقديم خدمات لذوى الاحتياجات الخاصة تشمل رعاية الطفل الصحية وتنفيذ البرامج الإنمائية لتنمية ذكاء هؤلاء الأطفال مع فترات ترفيهية «أقل من 6 سنوات، فترة الطفولة المبكرة»، وتنفيذ البرامج القومية للأطفال ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل حسب المناهج الموضوعة وتمكينهم من الحصول على شهادات معترف بها من الوزارة.
وأضاف أن أهداف الجمعية تتمثل بوضع خطة علاج موحدة لكل نوع من أنواع فئة ذوي الصعوبة في السلوك والتواصل يلتزم بها القائمون على علاج هذه الفئة، ويتم التعاون مع الخبرات المختلفة من وزارة الصحة، وإجراء البحوث المتقدمة في مجال الوقاية والتشخيص المبكر للإعاقات المختلفة، والإسهام في تدريب الأخصائيين والمتقدمين للدراسات العليا بالاستعانة بإمكانيات المركز.
وأوضح أن الخطط تتضمن أيضاً تدريب أولياء أمور الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة على كيفية التعامل مع نوع الصعوبة المصاب بها طفلهم على أسس علمية سليمة، تمهيداً للاستعانة بهم في التدريب بالمركز، وتنظيم ندوات تهدف إلى توعية المجتمع بكيفية الوقاية والاكتشاف المبكر والتدخل المبكر والتأهيل المرتكز على المجتمع لجميع أنواع الصعوبات، وتنظيم مؤتمرات محلية ودولية لعرض الحديث في المجال والتعاون مع المراكز المماثلة داخلياً في الدول المتقدمة مع الاستفادة من الخبرات الأجنبية المميزة.
تأسست الجمعية مارس 2004، وتسعى إلى المساهمة في تنسيق الجهود الخاصة برعاية حالات التوحد على مستوى المملكة، من خلال إنشاء مركز معلومات يتضمن كافة الجهات التي تقدم الخدمات لهذه الفئة، وتحقيق التكامل بينها فيما يتعلق بهذه الخدمات.
وتسعى الجمعية إلى تبني سياسة إعلامية تحقق هدف رفع مستوى الوعي بقضية التوحد في المجتمع بما ينعكس إيجاباً على المساهمة في التشخيص والتدخل المبكر للعلاج والتأهيل. وتولي الجمعية الجوانب التدريبية للكوادر العاملة مع فئة التوحد جل الاهتمام، حيث تسعى لتنظيم دورات تدريبية في مختلف مناطق المملكة للعاملين والمتخصصين في هذا المجال بهد الارتقاء بالخدمات المقدمة.
ومن خطط الجمعية المستقبلية إنشاء عدد من مراكز الرعاية والتأهيل لفئة التوحد لتقديم الخدمات المتخصصة الطبية والتربوية والتأهيلية، بعد إتمام عمليات المسح والإحصائيات لعدد الحالات على مستوى المملكة، وتحديد آليات الرعاية والتأهيل المناسبة بالتعاون مع كافة الجهات ذات العلاقة.