كتبت - نور القاسمي ونورهان طلال:
أكد المنتدون في المؤتمر الدولي الأول لطب وجراحة العيون الحاجة الماسة إلى ثقافة مجتمعية للتعريف بالعين والعناية بها، داعين الدولة لبتني استراتيجية في هذا الإطار بالتعاون مع الأطباء. وقال الأطباء المشاركون في المؤتمر الذي انطلق أمس الأول بفندق رامي غراند بمنطقة السيف برعاية رئيس مجلس النواب خليفة الظهراني ويستمر حتى اليوم السبت: إن البحرين أثبتت مرة أخرى باحتضانها المؤتمر؛ ريادتها في استقطاب المؤتمرات المهمة على المستوى الخليجي والعربي. وقالت صاحبة مستشفى الدكتورة هيفاء للعيون المنظم للمؤتمر، د. هيفاء المحمود: إن إقبال المشاركين على المؤتمر كونه لأول مرة في المملكة ممتاز، خصوصاً آن المؤتمر ضم 37 طبيباً متخصصين في مجال جراحة العيون من مختلف دول العالم كمتحدثين من أفضل الدول المتقدمة بمجال الطب كتركيا وألمانيا واليونان ومصر ولبنان والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة والكويت وعمان وقطر ومملكة البحرين، و 180 مشارك من جميع دول الخليج من الأطباء و 26 من الشخصيات المهمة في المملكة كضيوف شرف والنواب والوزراء، مشيرة إلى أن المؤتمر هدف إلى التحدث في أحدث التقنيات التي وصل لها الطب وصب تجاربه للمشاركين والحاضرين وبين بوضوح وأمانة رؤيته للجراحات الحديثة ومدى فعاليتها ومدى أمانها على عين المريض. وأشادت المحمود بالأطباء العرب بشكل عام والخليج بشكل خاص نظراً لما قدموه من عرض دقيق في العمليات وشرح مفصل وغني لا يقلون بشيء عن الأطباء الأوروبيين بل قد ينافسوهم أيضاً. وأضافت المحمود: إن العين بحساسيتها تتعرض للمؤثرات الخارجية بشكل مباشر وتؤثر عليها سلباً بشكل مباشر أيضاً خصوصاً أن خلاياها حساسة ومهمة جداً، لذلك على الإنسان أن يهتم بها بشكل أفضل، فوجود التكنولوجيا الحديثة أثر عليها بشكل سلبي، لكن بدأنا نحن الأطباء بدورنا في توجيه النصح والإرشاد للمجتمع في كيفية التعامل معها وكيفية تقليل عدد الساعات المستعملة لهذه الأجهزة، ونطلب منهم أن يريحوا العين كل فترة عند تعرضها للحاسوب أو الأجهزة الذكية عبر الابتعاد عنها وإراحتها وإغلاقها لفترة معينة خصوصاً بعدما أخذت التكنولوجيا وقت وحيز كبير من جميع فئات المجتمع.
وتابعت المحمود: نحن في مملكة البحرين بحاجة إلى ثقافة مجتمعية ووعي مجتمعي نقودها نحن كأطباء عيون بتعاون من جهات المملكة الحكومية والخاصة لإبراز أهمية الاهتمام بالعين، مؤكدة أن على الدولة أيضاً أن تنظم استراتيجية من شأنها أن تساهم في تسليط الضوء على عين الإنسان، وجذب جميع أنواع العلم والبحوث العلمية المتخصصة واستضافة مزيد من المؤتمرات العالمية العلمية المتخصصة لما يؤثره بشكل كبير في تطوير المملكة وفي صالح مرضانا، والحكومة البحرينية تدعم هذه التوجهات فعلينا نحن أن نقوم بدورنا كأبناء للمملكة.
وأوضحت المحمود أن هذه المؤتمرات العلمية هي من توضح مسارنا نحن كأطباء لتوصلنا إلى بر الأمان في عملنا الطبي وإلى سلامة مرضانا، مشيرة الى ان هذه المؤتمرات هذه تبين أفضل الأجهزة التي تكون في صالح علاج المريض، في الطب وجراحات العيون بوجود شركات عالمية كبيرة تعرض الكثير من الأجهزة الحديثة المستخدمة، موضحة أن هذه المؤتمرات بمثابة المؤسسة الإرشادية للأطباء في كيفية استطاعتنا التعامل مع هذه التقنيات وتوظيفها بأفضل صورة ممكنة في المملكة.
تبادل للخبرات
بدوره قال استشاري أول لطب جراحة العيون في المستشفى التخصصي الطبي بالرياض د. سعيد القهيلان: إن الهدف الرئيسي من هذه المؤتمرات هو تبادل الخبرات وتلاقح الأفكار بين التقنيات المستخدمة في الشرق والمستخدمة في الغرب، وما قد وصل له العلم والطب من تقنيات حديثة لم نصل لها بعد، مؤكداً أن بعد أي مؤتمر يشهد المجتمع قفزة لدى الأطباء الممارسين للواقع العملي وتحسن كبير في أداءهم وجلب المستشفيات أجهزة جديدة وتغيير أفكار وطرق العمليات التقليدية الروتينية، وهذه المؤتمرات للأطباء “كالملح” بشكل إنها لا تكثر أكثر من اللازم ولا تهدر، مطالبا القهيلان أن يقوم هذا المؤتمر سنوياً خصوصاً لمواكبة هذا التطور الشاهق في الطب الحديث والتقنيات الجديدة والأجهزة المتقدمة.
وأضاف: أن مملكة البحرين ودول الخليج تعتبر من الدول الرائدة والمتقدمة في التكنولوجيا الحديثة، خصوصاً لما يعانيه الطب في الدول المتقدمة من قيود تقيد العمل الطبي غير موجودة لدينا، مثل أن المملكة العربية السعودية حصلت على نتائج هائلة جداً في عمليات تصحيح النظر قبل أمريكا وبريطانيا وغيرها من الدول التي لم تصبح رسمية بها إلا بعد فترة إجادتها المملكة العربية السعودية، بسبب انتظارها لكسر قيودها القانونية والإلزامية والمباشرة بهذه العمليات، مشيراً إلى أن البحرين تتعاون مع المملكة العربية السعودية في تبادل الخبرات والمعلومات والأبحاث عن طريق زيارة الاستشاريين السعوديين بشكل دوري إلى المملكة للإشراف على عدة عمليات وإجراء بعضاً منها أيضاً الأمر الذي شكل تعاوناً استثمارياً ممتازاً بين البلدين وصب هذا في مصلحة المريض وطالب الخدمة، والبحرين حريصة أشد الحرص على توصيل صوت الأطباء في المجتمع وتطويرهم بشكل دائم ودوري لكل ما يصب في صالحهم.
ومن جانبه قال استشاري طب العيون في مركز بوكمال التخصصي في الرياض د. علي الراجحي: إن المؤتمر جمع العديد من أطباء العيون في إقليم الخليج العربي ودول مختلفة حول العالم مع محاضرات جيدة. وأكد أن العين تعد بوابة لأكثر الأمراض شيوعاً في عصرنا الحالي مثل السكر والضغط وبعض أمراض الأورام، خصوصاً أن مرضي السكر والضغط منتشرين بشكل رهيب في المنطقة، مشدداً على المجتمع الالتفات بصورة أكبر لمسبباته ولمداخله وتسليط الضوء عليهم كهذا المؤتمر للحد منهم وللتشخيص المبكر لهم وتوفير الرعاية الطبية اللازمة. وشدد الراجحي على أن التعليم للطبيب عليه أن يكون مستمراً، فالطبيب بدوره عليه أن يكون متطلعاً ومتفتحاً لمعرفة كل ماهو جديد من التقنيات الجديدة والأجهزة المساندة الحديثة، موضحاً أن جزءاً كبيراًَ من التعليم للأطباء هو ما تحويه المؤتمرات من خبرات ومعلومات قيمة قد ينساها الطبيب وتذكره هي بها أو قد لا يعرفها أصلاً. وأضاف: أن توعية الأطباء لكل ماهو جديد أمر ضروري، وتطبيق الدولة للتقنيات الحديثة أهم، فمن المتوقع بعد المؤتمر أن يتحسن مجال طب وجراحة العيون في جميع المناطق القريبة من المملكة في المستشفيات والمراكز والعيادات. وكون العالم اليوم قرية صغيرة أي جديد في التقنيات وجد في الشرق أو الغرب لابد أن يطلع عليه الاثنين، والطبيب العربي اليوم بفضل ما تقدمه دولهم من تسهيلات ومميزات لهم أصبح متابع لكل ماهو جديد والتطورات في الدول الغربية. وأكد أن المؤتمر حرص على تقديم أفضل التقنيات الحديثة كعمليات الليزر، وتصحيح طول النظر الشيخوخي عن طريق عدة تقنيات سواءا عدسات داخل العين أو الليزر أو إدراج العدسات داخل القرنية.
تميز البحرين
من ناحيته قال استشاري أول طب وجراحة العيون وعمليات الليزك د. عثمان العمر: إن استضافة مملكة البحرين مثل هذا المؤتمر -الذي اعتبره من أعلى المستويات- هو ما دائماً يميز البحرين باستضافتها أهم وأنجح المؤتمرات على أرضها، مشيراً إلى تخصص طب العيون بالذات الذي بات مؤخراً يحتاج إلى متابعة مدى حساسية العين بالذات من أجزاء جسم الإنسان. وأضاف العمر: لقد تطور الخليج العربي جداً في التقنيات والأساليب العلاجية لأمراض العيون لمستوى عالٍ جداً لا يفرق عن الدول الأوروبية، مشيراً إلى أن الدول الخليجية قد تستضيف بعض المعدات والتقنيات الحديثة قبل الدول الأوروبية لتأخر موافقة بعض الجهات الرسمية في الدول الأجنبية مما جعل الخليج العربي مركز استقطاب مهم لمرضى العيون وتوفر العلاج المناسب بأرقى التقنيات والوسائل الحديثة. واعتبر العمر، جراحة تصحيح عيوب الإبصار باستخدام الليزر إحدى أكثر العمليات التي يقع عليها اختيار المرضى شيوعاً هذه الأيام، وقد شعر جميع من خضعوا لها بالارتياح حيث أبدى 97 في المائة منهم استعدادهم الرائع أن يوصوا أصدقاءهم بالخضوع لها. حيث تطورت تقنيات الليزر ومهارات الجراحين تطوراً هائلاً خلال العشرين سنة الماضية. في السياق نفسه، أعرب استشاري طب عيون بالمملكة العربية السعودية د. أحمد الصالح عن مدى سعادته وفخره بالمشاركة في مثل هذا المؤتمر الكبير بكل مستوياته، بداية من المنظمين إلى المشاركين والمتحدثين الدوليين، مردفاً: أن البحرين تعتبر رائدة في هذا المجال واستضافتها لمؤتمر العيون الدولي الأول ما هو إلا دليل على تميز البحرين وارتقائها بأعلى المستويات في شتى المجالات خاصة طب العيون مؤخراً. وأشار الصالح الى جودة المؤتمر العالي الذي استضاف مختلف الاستشاريين والجراحين لطب العيون من مختلف البلدان على مستوى العالم وليس الوطن العربي، مضيفاً «لا يوجد تفاوت الآن بين علاج مرضى العيون في الخليج والدول الأوروبية لتطور التقنيات الحديثة التي يتمتع بها الخليج في الآونة الأخيرة ماعدا موضوع الأبحاث العلمية التي مازالت الدول الأوروبية متقدمة فيه».
وأضاف الصالح: علينا الاهتمام بمستوى الجودة واستضافة مثل هذه المؤتمرات في جميع الدول العربية وإنشاء مراكز متخصصة أكثر في طب العيون والاهتمام بجودة العمل والتعليم الطبي. وقد تحدث المؤتمر عن الجديد في إزالة المياه البيضاء بتقنيات حديثة يرى أن تأخر العلاج فيها وجفت المياه يقلل من فرص الشفاء وبعض التطورات في أمراض القرنية المخروطة، مشيرا الى أن مرض المياه البيضاء أصبح من أكثر الأمراض المنتشرة في العالم ويعالج بنوع جديد من أنواع الليزر. وواصل الصالح: أن من أهم أسباب الحول هو بعد النظر عند الأطفال وبعض الأسباب الأخرى. أهم نقطة لتفادى مشاكل عيون الأطفال هو الفحص المبكر من قبل طبيب العيون المختص (ما بين 2 إلى 3 سنين) وذلك لأنه لا يوجد علاج لكسل العين مثلاً بعد سن 7 إلى 8 سنين، مشدداً على ضرورة مراجعة طبيب العيون منذ السنوات الأولى إن لوحظت هناك مشاكل عند الطفل. وأكد الصالح التعاون المثمر بين مملكة البحرين ودول الخليج خاصة المملكة العربية السعودية وتبادل الاستشاريين والاختصاصيين في العيون للارتقاء في العلاج ولتوفير كل سبل الراحة لمرضى العيون.
تدشين مركز د. هيفاء
من جانب آخر شهد المؤتمر الدولي الأول لطب وجراحة العيون، تدشين مركز الدكتورة هيفاء للدراسات والأبحاث العلمية. وحضره أكثر من 250 طبيب والمهتمين بالمجال الطبي لجراحة وطب العيون. وضم المؤتمر 37 طبيباً متخصصين في مجال جراحة العيون من مختلف دول العالم كمتحدثين من أفضل الدول المتقدمة بمجال الطب كتركيا وألمانيا واليونان ومصر ولبنان والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة والكويت وعمان وقطر ومملكة البحرين، و 180 مشاركاً من جميع دول الخليج من الأطباء وأكثر من 26 من الشخصيات المهمة في المملكة كضيوف الشرف من الوزراء والنواب والمجلس الأعلى للمرأة والإعلاميين. وعقد المؤتمر ورش عمل وندوات ومحاضرات متخصصة في أحدث ما توصل إليه العلم في طب العيون على مستوى العالم. وطرح المؤتمر في يومه الثاني عدداً من الورش والمحاضرات والندوات القيمة أولها كان “ FEMTO-CATARACT فاخرة أم أساسية؟” وترأس الورشة د. صالح المصيعبي من دولة الإمارات العربية المتحدة ونائبه د. علي سيباهير من تركيا ود. هولغر لوباتسجوسكي من ألمانيا، وتضمنت حلقة نقاش منطقة الخليج الخبرات أشرف عليها د. علي الراجحي من المملكة العربية السعودية وشارك فيها خالد السبتي من الكويت وصباح جاستنيه من المملكة العربية السعودية وفهد القحطاني من قطر وأحمد الصالح من المملكة العربية السعودية. وعرض د. خالد طبارة من المملكة العربية السعودية لطرائق علاجية جديدة في التهاب القزحية خلال دورته التعليمية، ليعرض المتحدثين في المؤتمر بعد ذلك فلماً ثلاثي الأبعاد لدورة “Vitreo” في الشبكية الأولى أجري في اليونان وبالتحديد في أثينا. وترأست العرض د. سلوى الهزاع من المملكة العربية السعودية ونائبها د. زياد باشور من لبنان ود. نيتول بهات من مملكة البحرين ود. عماد عبود من دولة الإمارات المتحدة وأربع من نخبة أطباء اليونان. واستمرت ورش العمل مع دورة تعليمية مختصة بطول النظر الشيخوخي وعلاجه بعنوان: «العودة إلى الشباب!» ترأسها د. وليد الطويرقي وشارك بها خالد الأرفاج وعلي الراجحي من المملكة العربية السعودية ود. هيفاء المحمود من مملكة البحرين ود. سام نافون من الإمارات العربية المتحدة ود. محمد شفيق من جمهورية مصر ود. هولغر لوباتسجوسكي من ألمانيا والدكتورة إلين سعد من فرنسا. واختتمت ورشات الأمس بدورة تعليمية لـ»OCT» شارك فيها د. كاترينا بابادوبولو من اليونان ود. سكوت سميث من الإمارات العربية المتحدة ود. مازن سنجاب وعادل بدر من مملكة البحرين.