أرجعت مواطنات هروب خادمات المنازل إلى حزمة أسباب، أبرزها قسوة معاملة بعض الأسر للشغالات، وتسهيل مكاتب الاستقدام هروبهن لمصلحة خاصة، والقوانين المنصفة للشغالات بهذا الجانب، وسعي بعضهن لتحسين مستوى الدخل بالعمل في ميادين الدعارة والفجور. وطالبت المواطنات بسن تشريع لتشغيل الخادمات ينصف طرفي العلاقة، وتساءلن عن كيفية تطبيق القرار الخاص بتحديد ساعات عمل خادمة المنزل بـ10 ساعات يومياً. ترد أم مريم السبب الرئيس لهروب الخادمات، إلى ضغط العمل في المنزل وقسوة معاملة بعض الأسر للخادمات، واصفة عمل الخادمة ساعات طويلة دون فترات راحة بـ»العبودية»، ما يجعلها تهرب وتفكر في عمل ثان أقل جهداً وأعلى راتباً. وتساءلت عن كيفية تفعيل القرار الخاص بتحديد ساعات عمل الشغالات بـ10 ساعات يومياً يستثنى منها فترات الراحة، وقالت «يمكن أن تكذب الخادمة وتدعي العمل 10 ساعات وأكثر، ويمكن أن يحصل العكس».
فيما أرجعت أم أحمد سبب هروب الخادمات إلى قانون العمل، باعتباره لا ينظم العلاقة بين الخادم والمخدوم على أسس واضحة وصريحة، مضيفة «إما أن ينصف القانونُ الخادمة على حساب المخدوم أو العكس، ولا وجود لتوازن في هذا الجانب على حد قولها.
واتهمت أم أحمد مكاتب الاستقدام بتسهيل هروب الخادمات بصورة غير مباشرة، حيث يستقدم الخادمة للعمل في صالون أو «بوتيك» مثلاً، وتتفاجأ عند قدومها البحرين أنها خادمة، فتعد العدة للهروب. ونبهت إلى وجود خدم يقدمن البحرين بأي «فيزة» حتى لو كانت خادمة، وبمجرد وصولها تفكر في الهرب من قبضة الكفيل والبحث عن فرصة وظيفية أعلى دخلاً. وأضافت «عادة ما تكون الخادمة الهاربة متفقة مع أشخاص في البحرين يوفرون لها ظروف الهرب»، موضحة أن «الخادمة ليست المخطئة دوماً، هناك الكثير من الأسر تعامل الخادمة بقسوة وتضرها، وتجبرها على العمل في أكثر من منزل وبذات الدخل». وتقول المواطنة شيخة صالح إن تعرف الخادمة على صديقات خارج محيطها السبب الرئيس لهروبها، مشيرة إلى أن الكثير منهن يملكن هواتف نقالة ولديهن معارف في البحرين بعلم أو بدون علم الكفيل، وعندما ترى أن الثقة بينها وبين الكفيل زادت وأن الأخير لا يعيرها اهتماماً تلوذ بالفرار.وأكدت أم علي أن المكاتب وراء هروب الخادمات، موضحة أن لديها صديقة استقدمت خادمة وبعد 3 أيام هربت، وبعد البحث والتحري وجد أن صاحب المكتب هو من هرب الخادمة. وأضافت أن الجميع اليوم يحتاج إلى خادمة، والحاجة تفرض معاملتهن بطريقة بحسنى خوفاً من هروبهن، وقالت «من النادر هروب الخادمة بسبب معاملة الكفيل».
وأوضحت أن الخادمات على علم كامل بقوانين البحرين، ولأن القانون في صف الخدم لا الكفيل يصبح هروبهن سهلاً.