عواصم - (وكالات): أعلنت المعارضة السورية في إسطنبول موافقتها على المشاركة في مؤتمر السلام في سوريا المعروف بـ «جنيف 2» الأسبوع المقبل، وذلك بعد تقديم النظام السوري عرضاً بوقف لإطلاق النار في مدينة حلب شمال سوريا. وقبل 4 أيام من الموعد المحدد لهذا المؤتمر الذي أعدت إليه الولايات المتحدة وروسيا، صوت أعضاء الائتلاف السوري المعارض لصالح إرسال بعثة للمشاركة في مؤتمر «جنيف 2» بسويسرا الأسبوع المقبل، بعد الضغوط الكبيرة التي مارسها رعاة الائتلاف العرب والغربيون.
وبعدما كان مقرراً انطلاقها، بدأت الجمعية العامة للائتلاف اجتماعاتها بتأخير 24 ساعة بسبب خلافات بين عدد من مكونات الائتلاف بشأن التجديد لمكتبه السياسي قبل 10 أيام، وفق ما أفاد أعضاء في الائتلاف.
وإثر عملية تصويت سري أيد 58 عضواً في التحالف المشاركة في مؤتمر جنيف في حين عارضها 14 عضواً وامتنع عضوان عن التصويت وآخر وضع بطاقة بيضاء، بحسب النتائج التي أعلنها الائتلاف.
وشارك 75 عضواً فقط من أصل الاعضاء الـ120 في الائتلاف المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في هذا الاقتراع السري، في مؤشر إلى النقاشات المحتدمة داخل الائتلاف.
وتوج هذا التصويت ساعات طويلة من المباحثات الحامية بين أعضاء المعارضة السورية المعتدلة التي عقدت اجتماعاً مغلقاً منذ منتصف نهار أمس وحتى الليل في فندق على مشارف إسطنبول.
وأكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا أن الهدف الوحيد للمعارضة من المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» هو تحقيق مطالب «الثورة» «كاملة»، وعلى رأسها إسقاط الأسد ومحاكمته.
وفي تعليق على هذا التطور، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوى العسكرية السورية المعارضة دعمها «حلاً سلمياً» للأزمة السورية، وناشدت المفاوضين عن المعارضة الذين سيشاركون في مؤتمر «جنيف 2»، التمسك بـ «أهداف الثورة» وعلى رأسها رحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي باريس، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان أن قرار الائتلاف السوري المعارض المشاركة في 22 يناير الجاري في مؤتمر «جنيف 2».. «خيار شجاع».
وقال الوزير «رغم استفزازات وتجاوزات النظام، فإن هذا الخيار هو خيار السعي إلى السلام»، مؤكداً أن «فرنسا ستستخدم كل الوسائل حتى يمكن أن يسفر مؤتمر جنيف عن قيام حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة».
ومنذ أسابيع عدة، أثار موضوع المشاركة في مؤتمر «جنيف 2» انقسامات حادة في صفوف الائتلاف خصوصاً لجهة رفض الكثير من أعضائه فكرة الجلوس إلى طاولة واحدة مع ممثلين للنظام الذي يحاولون إسقاطه منذ حوالي ثلاث سنوات. وحذر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري النظام السوري من أي محاولة «لتحوير هدف» مؤتمر جنيف 2.
وجمعت تركيا وقطر المفوضتان من قبل جميع الداعمين الغربيين والعرب للمعارضة، لليوم الثاني على التوالي في أنقرة 4 مجموعات مقاتلين معارضين سوريين لا ينتمون إلى الائتلاف المعارض، بينها الجبهة الإسلامية، في محاولة لإقناعها بفائدة مؤتمر جنيف 2 كما أفاد مصدر دبلوماسي.
وأعطت 3 مجموعات موافقتها على الانضمام إلى وفد المعارضة السورية إلى سويسرا. وبتأثير حليفته روسيا، قدم نظام بشار الأسد مجموعة تنازلات «إنسانية» تحمل تجاوباً مع متطلبات أخرى من المعارضة.
وإثر لقاء مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن النظام السوري مستعد لتبادل «معتقلين في السجون السورية مقابل مخطوفين لدى الجماعات المسلحة»، إضافة إلى القبول بخطة تنص على «وقف كافة الأعمال العسكرية» في منطقة حلب شمال سوريا. وبقيت شروط وقف إطلاق النار غامضة. وقال مصدر أمني في دمشق إن «التفاصيل والآليات سيتم تحديدها حالما يجري الحصول على موافقة الأطراف الأخرى».
وشهدت وعود نظام دمشق أولى تجلياتها الملموسة مع دخول دفعة مساعدات غذائية إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق للمرة الأولى منذ سبتمبر الماضي. ولا يزال الجيش السوري يحاصر المخيم الذي يحتل جزءاً كبيرا منه مقاتلو المعارضة منذ أشهر.
ميدانياً، سجل مقاتلو تشكيلات من المعارضة السورية نقاطاً على التنظيم الجهادي «الدولة الإسلامية في العراق والشام، «داعش»» بطرد مقاتليه من سراقب معقلهم الأخير في محافظة إدلب وبتحقيق تقدم في محافظة حلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
لكن الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطة بتنظيم القاعدة تمكنت من «فرض سيطرتها الكاملة على مدينة جرابلس» الواقعة في أقصى الريف الشمالي لحلب على مقربة من الحدود التركية بحسب المرصد.
وقال ناشطون إن 12 شخصاً لقوا حتفهم وجرح 30، جراء قصف قوات النظام لحي الصاخور بحلب، كما قتل 9 عناصر من الجيش الحر في كمين لقوات النظام أثناء توجههم لفك الحصار عن حمص، بينما أعلن مقاتلو «الحر» سيطرتهم على بلدة ريتان بريف حلب بعد اشتباكات مع «داعش».
إلى ذلك سيمثل أمام القضاء في لندن بريطانيان اتهما بأنهما دخلا إلى سوريا لغايات إرهابية، كما أعلنت الشرطة. كذلك تم توقيف رجل آخر يشتبه بأنه شارك في معسكر تدريب في سوريا.