كتب – أحمد الجناحي:
أكد الكاتب الروائي الشاب عبدالرحمن الرفاعي أن المعرفة باللغة العربية شرط لتميز الروائي، من خلال مداومته الاطلاع والاجتهاد في الكتابة. وأضاف الفائز بالمركز الثاني ضمن جائزة البحرين للروائيين الشباب لصحيفة الوطن البحرينية، عن رواية «جيسي بلانك»، برعاية النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة: أن الراوية تعطي قوة للفكرة والمعنى وتعطي المخيلة حقها بدون حدود، حيث يمكن للكتاب أن يوصل الفكرة إلى ذهن القارئ ويرسخها من خلال تذكره لسير الأحداث في القصة، معتبراً كتاب كليلة ودمنة القصصي خير مثال على ذلك. وكشف الرفاعي عن جملة من اهتماماته عبر لقاء مع «الوطن»...
متى بدأت الاشتغال على الرواية؟
- بدأت في كتابة أول رواية لي قبل ثلاث سنوات تقريباً ولكنني لم أتمكن من إنهائها لسبب ما، أما روايتي الفائزة بالمركز الثاني فكانت روايتي الأولى التي أنهيتها بالكامل. والفضل في كوني كاتباً يعود للقراءة. حيث اكتسبت أسلوبي من اطلاعي على أساليب الكتابة المتعددة لغيري، كما أن القراءة توسع الأفق.
رواية اجتماعية
ما هي فكرة العمل الفائز؟
- روايتي الفائزة تعرض لقضية اجتماعية وهي التفرقة بين الناس بالطبقات الاجتماعية والمادية، أما الرسالة التي أردت إيصالها فهي أن المادة لم تكن في يوم من الأيام معياراً لقياس النفس، ولن تكون كذلك يوماً ما، وقد لا يعلم الفقير مادياً مدى غناه النفسي إلا بعد تفكّر وتمعن، والعكس صحيح، لذلك روايتي للجميع دون استثناء.
هل شعرت بالحماسة؟
- المنافسة كانت شيقة وتبعث الحماس، وعامل الوقت كان يسبب بحد ذاته نوعاً من الضغط والتوتر لدى الجميع، ورغم ذلك توقعت أن أكون أحد العشرة الأوائل، وكان فوزي أمنية مبهمه، فرغم رضاي التام عن روايتي، لم أكن أعرف بمستوى روايات زملائي المتسابقين. وأتمنى أن أعيد التجربة لسبب واحد وهو أن أعيش أجواء المسابقة مرة أخرى، أما من ناحية الاستفادة فأنا أفضل أن أخوض تحديات مختلفة للحصول على نتائج ودروس مختلفة أيضاً.
أكتب للتعبير عن نفسي
لماذا تكتب؟
- أكتب للتعبير عن نفسي، وهذا هو الدافع الرئيسي لكل من مسك قلماً باعتقادي. والمشاركة في المسابقة كان وراءها امتحان نفسي، وقياس إمكاناتي الروائية مقارنة بالشباب الآخرين، وأنا لست منظماً لأي جمعية أدبية أو ثقافية، لذلك كانت المسابقة فرصتي المثلى للتجربة، ولا أنكر خوفي في بادئ الأمر خصوصاً بعد تعرفي على المتسابقين وملاحظتي أن أغلبهم متخصص في مجال الإعلام والصحافة، بينما كانت قراءتي الشخصية هي كل ما أملكه في هذا المجال.
ماذا عن القراءة هل أنت مغرم بها؟
- عرفت القراءة منذ طفولتي بفضل من الله ثم جهد وتشجيع والديّ، ولم أنقطع عن القراءة يوماً أما اليوم فأصبحت لي مكتبة خاصة أفخر بها، فالكتاب هو خير صديق للإنسان، ومن المهم للكاتب أن يتسلح بالقراءة فالذي لا يقرأ التاريخ يعيد تكرار أخطاء غيره. لقد كان هناك كتاب لا يقرؤون وهم أوائل الفلاسفة الصينيين والهنود، أما في وقتنا الحالي ما فائدة من يكتب شيئاً ليكتشف أنه لم يأت بجديد يفيد الناس فيه، إن كان هناك كاتب لا يقرأ فلا أعتقد أنه يستحق المتابعة، فالعلم بالتعلّم، والحكمة ضالّة المؤمن. لكني أحب أيضاً الخروج من المنزل برفقة أصدقائي، لست من النوع المنزلي أبداً، حيث أفضل الخروج على البقاء في المنزل. أحب ألعاب الفيديو كثيراً، كما أتابع الأفلام والمسلسلات الأمريكية وأفلام الرسوم المتحركة والألعاب الرياضية باستمرار.
أقرأ «الكوميديا الإلهية»
من يستهويك من الكتاب؟
- أعتبر الكاتب الإيطالي دانتي ألغيري المفضل عندي فأنا من عشاق الكتب العظيمة، ودانتي قدم لنا في كتابه العظيم «الكوميديا الإلهية» تحفة أدبية موسيقية ثقافية جمع فيها بين الفلسفة والتاريخ والسياسة والخرافات والأديان، وكفاه كتابه عن مؤلفات أخرى، ويعجبني شكسبير الغني عن التعريف بمسرحياته الشهيرة.
هل تقرأ للكتاب العرب؟
- لست من المبتعدين عن اللغة العربية بل أحبها حباً جمّاً، لكن لا يعجبني كثيراً اللون الروائي العربي، العرب أبدعوا في الشعر والمقامات أكثر من غيرها من الفنون، وأرى أن الكتابة خليط بين القدر الذي نبحث عنه وبين القدر الذي ينزل علينا، فالكتابة موهبة بلا أدنى شك، لكن على الكاتب الموهوب أن يحدد أسلوبه من الاطلاع على أساليب الآخرين في الكتابة، كما أن القواعد اللغوية والصور البلاغية هي بلا شك علم مكتسب».
أتقبل الرأي الآخر
هل تضيق ذرعاً بالنقاش؟
- أبداً، أحب أن أناقش من يخالفني الرأي خصوصاً في المواضيع الشبابية والتي تهم الشباب والمجتمع بشكل عام، وأستمتع بمجالسة من يخالفني الرأي أكثر من الذين يتفقون معي، والجائزة زادتني ثقة في قدراته الأدبية، وحصلت على اهتمام كثير من معارفي، ولم يكن الجميع يعرف بحبي للكتابة لهذا الحد لذلك كان فوزي مفاجأة للكثير من معارفي، وهذا الأمر الذي يعطيني دافعاً للمواصلة.
ما الذي يميز الروائي برأيك؟
- برأيي أن المخيال هو الفرق الرئيسي بين الكاتب العادي والكاتب الروائي، هكذا وبكل بساطة، الكاتب العادي يكتب الحقائق والنظريات، وينتقل من فكرة لأخرى بمجرد إثباتها، أما الكاتب الروائي فربما عن قصة واقعية، ولكن باستخدام الخيال والأسلوب الصحيح في الكتابة يمكن له تحوير القصة كيفما شاء.
الموهبة تختلف عن التخصص
هل تخصصك الدراسي يتوافق وموهبتك لأدبية؟
- لا، فأنا أحمل شهادة بكلوريوس في نظم المعلومات الإدارية، لا شأن لها بالأدب طبعاً، لكني استفدت من دراستي الثانوية بالقسم الأدبي، وأنا انتقائي في تذوقه للفنون بشكل عام، فربما أحببت لونا واحدا فقط من نوع معين من الفن وأترك الباقي، أعتقد أن الفن يمكن الحصول عليه في أي مكان، حتى في ألعاب البليستيشن التي أعشقها.
هل أنت شديد الثقة بنفسك؟
- أعتبر نفسي إنساناً حالماً، وأي محطة في حياتي هي نقطة في طريق الوصول إلى مصير أكبر من ما تصورته يوماً، وأثق أنني سأصل يوماً إلى مصافّ من قرأت عن سيرهم وإنجازاتهم، ليس ذلك غروراً، بل أعتقد أنه يجب أن يكون هذا تفكير كل إنسان طموح.
مشروعي يتواصل باستمرار
ما الجديد لديك؟
- هناك مشروع جديد نوعاً ما، لا أعلم بالتحديد متى سأنتهي من كتابته لكن أعلم أنني أريد أخذي وقتي دون عجلة، لكن من الخطأ أن أحدد نقطة انتهاء، لا أعلم إلى أين، لكنني متيقن بأنني سوف أواصل المسير حتى النهاية، التي لا أعلمها، أما عن الطموح فطموحي مفتوح أيضاً، لدي طموحات ثانوية في مجال العمل والتعليم والحياة الاجتماعية أسعى إلى تحقيقها، كان آخرها تحقيق حلمي بطباعة اسمي على غلاف كتاب. وقد خضت كثيراً من التجارب المفيدة في حياتي، لكن لا أرغب في تكرار بعضها لصعوبتها على النفس، لذلك سأختار تجربة المسابقة، كانت أياما رائعة تعرفت فيها بأناس رائعين، لا أعتقد بأنني سأنسى هذه الأربع وعشرين ساعة».
ماذا تتمنى؟
- أمنيتي لهذا الوطن الغالي، هي أن يتحول شعبها يوماً ما إلى متعلمين بدلاً أن يكونوا من عامّة الناس، لم يفتح المسلمون القسطنطينية إلا عندما كان عامة الناس متعلمين يقودهم علماء، ولم يتقدم العرب علميا على الغرب في السابق إلا عندما كان عامة الناس متعلمين، فخرج من بينهم العلماء، أتمنى أيضا أن أرى زحمة المساجد كزحمة الأسواق، حينها سنكون انتصرنا على أنفسنا»، وأوجه شكري لجريدة الوطن البحرينية وللأخوة العاملين عليها ولن أنسى فضل الطاقم الذي ساهم في تحقيق حلمي وبداية مشواري الكتابي، أتمنى لهم دوام التوفيق والنجاح، شكراً جزيلاً.