عواصم - (وكالات): نفى المكتب الإعلامي في الرئاسة السورية تصريحات نسبت إلى الرئيس السوري بشار الأسد ونشرتها وكالة أنباء «إنترفاكس» الروسية وفيها أنه لا ينوي التنحي عن السلطة.
وذكر المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية في بيان مقتضب نشر على صفحة الرئاسة على موقع فيسبوك «كل ما يُنقل عن لسان الرئيس الأسد عبر وكالة إنترفاكس الروسية غير دقيق». وأشار البيان إلى أن الأسد «لم يجر أي مقابلة مع الوكالة».
وكانت الوكالة نقلت عن برلمانيين روس التقوا الأسد في دمشق تصريحات ترجمتها إلى الروسية وفيها نقلاً عن الأسد قوله «لو أردنا الاستسلام، لكنا فعلنا ذلك منذ البداية»، مضيفاً «نحن حماة وطننا».
وتابع الأسد، بحسب الوكالة، «وحده الشعب السوري يمكنه أن يقرر من يشارك في الانتخابات».
في سياق متصل، رحبت الدول الغربية بـ «القرار الشجاع» للمعارضة السورية بالمشاركة في مؤتمر جنيف 2، رغم إعلان الأخيرة أنها تذهب إلى التفاوض بهدف وحيد هو التخلص من نظام الرئيس بشار الأسد، وهو ما يتناقض تماماً مع موقف النظام من هذه المفاوضات.
ووصف وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الفرنسي لوران فابيوس «بالتصويت الشجاع» تصويت الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالأكثرية على المشاركة الأربعاء المقبل في المؤتمر الدولي حول سوريا في مونترو في سويسرا والذي ستليه مفاوضات ثنائية برعاية الموفد الدولي الخاص الأخضر الإبراهيمي بين ممثلي النظام والمعارضة في جنيف.
وتوج هذا التصويت أمس الأول في إسطنبول مباحثات حامية بين أعضاء الائتلاف السوري في ظل ضغوط كبيرة مارسها داعمو الائتلاف الغربيون خصوصاً لدفعه بالقبول بالمشاركة في المؤتمر. وقال كيري في بيان إن «الولايات المتحدة سوف تواصل دعم المعارضة السورية بعد أن اختارت هذه الأخيرة الطريقة الأفضل للتوصل إلى مرحلة انتقالية سياسية عبر التفاوض».
واعتبر الوزير الفرنسي من جهته، أن «هذا الخيار هو خيار السعي إلى السلام»، على الرغم من «استفزازات وتجاوزات النظام». وفي برلين، رأى وزير الخارجية الألماني فرانك ولتر شتاينماير في قرار المعارضة السورية «بريق أمل للناس في سوريا». كما أشاد وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بالقرار «الصعب» الذي اتخذته المعارضة السورية. وقال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف «إنه القرار الصائب، قلنا على الدوام إنه يجب المشاركة في هذا المؤتمر وبدء حوار مع الحكومة». كما أشاد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بقرار الائتلاف. من جهته، قال نائب وزير الخارجية الإيراني حسن أمير عبد اللهيان كما نقلت عنه وسائل الإعلام «إن المؤتمر يمكن أن يمهد الطريق أمام حل سياسي، إذا اعتمد مقاربة واقعية للأزمة في سوريا».
وتؤكد المعارضة السورية أن أي حل سياسي يجب أن يقضي برحيل بشار الأسد مع أركان نظامه من السلطة، بينما يؤكد النظام أن هذا الأمر غير مطروح على طاولة البحث، وأن مصير الرئيس السوري يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع.
وبذلك يتوجه الطرفان إلى جنيف، وهما يحملان أهدافاً متباينة تماماً.
وقال مستشار رئيس الائتلاف منذر اقبيق إن «الأولوية الآن لتشكيل وفد» التفاوض، مشيراً إلى أن ذلك سيتم «خلال الساعات المقبلة»، وأن «الوفد سيضم دبلوماسيين وسياسيين وممثلين عن الجيش الحر والقوى العسكرية»، وسيتألف من أشخاص من داخل الائتلاف وخارجه.
في المقابل، رفض ائتلاف قوي يضم فصائل من المعارضة الإسلامية السورية المسلحة محادثات «جنيف 2». وأعلنت الجبهة الإسلامية وهي ائتلاف من عدة قوى إسلامية مقاتلة تمثل قسماً كبيراً من مقاتلي المعارضة على الأرض رفضها للمحادثات. وقال أبو عمر العضو الباز في الجبهة الإسلامية على حسابه على موقع تويتر إن مستقبل سوريا سيتشكل هنا على أرض البطولة وسيوقع بالدماء على جبهات القتال وليس في مؤتمرات «جوفاء» يحضرها من لا يمثلون حتى أنفسهم.
ميدانياً، قتل 30 شخصاً في مناطق متفرقة من سوريا بينهم 15 مدنياً في قصف جوي بالبراميل المتفجرة والصواريخ على مناطق في ريف حلب شمال البلاد، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وبلغت أضرار الأزمة السورية منذ اندلاعها منتصف مارس 2011 وحتى الآن أكثر من 21 مليار دولار، حسبما نقلت صحيفة «الوطن» القريبة من السلطات عن وزير نائب رئيس مجلس الوزراء لشؤون الخدمات ووزير الإدارة المحلية عمر غلاونجي.
من جهة أخرى، دعا زعيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش» أبو بكر البغدادي الفصائل المسلحة التي تقاتل ضد تنظيمه إلى الصلح والتفرغ لقتال نظام الأسد، وذلك في تسجيل صوتي بثته مواقع جهادية.
إنسانياً، تمكن العشرات ممن يمثلون «حالات إنسانية حرجة» من الخروج من مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المحاصر في دمشق، بحسب ما أفاد مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية السفير أنور عبد الهادي. ويأتي ذلك غداة إدخال أول دفعة مساعدات غذائية للمخيم.
في سياق متصل، افتتحت دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بـ «جمعية الهلال الأحمر الإماراتي» في أربيل مخيماً يؤوي 150 عائلة سورية نزحت إلى إقليم كردستان العراق بسبب النزاع الدامي.