عواصم - (وكالات): شن الجيش العراقي عملية واسعة النطاق ضد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام - «داعش»» في مدينة الرمادي التي خرجت بعض أحيائها عن سيطرة الحكومة، بحسب متحدث عسكري، فيما قتل 9 أشخاص في هجمات متفرقة شمال بغداد. وفرضت السلطات العراقية حظراً شاملاً للتجول على مدينة الرمادي حتى إشعار آخر، بحسب المصادر الأمنية. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الفريق محمد العسكري إن «الجيش العراقي شن عملية واسعة بغطاء جوي ضد عناصر داعش والقاعدة».
ومازال مسلحون ينتمون إلى تنظيم داعش يسيطرون على مدينة الفلوجة فيما ينتشر آخرون من التنظيم ذاته وسط مدينة الرمادي، كبرى مدن محافظة الأنبار، وجنوبها، وفقاً لمصادر أمنية ومحلية.
وإلى جانب القوات العراقية شاركت قوات تابعة لعشائر داعمة للحكومة قوات الجيش في العملية، بحسب مقدم في الشرطة. وأوضح الضابط أن القوات العراقية شنت هجوماً على أحياء الملعب والعادل والحميرة وشارع ستين وجميعها وسط المدينة وجنوبها. وتقصف مروحيات تابعة للجيش أهدافاً في حي الملعب وتستهدف القوات التي تنفذ الهجوم المسلح. وتسعى قوات الأمن لاستعادة السيطرة على مناطق متفرقة في مدينة الرمادي التي باتت تحت سيطرة مسلحين من تنظيم «داعش» منذ نحو 3 أسابيع. وحث دبلوماسيون بينهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حكومة بغداد على مواصلة المصالحة السياسية لتقويض الدعم للتنظيمات المتشددة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية المقررة نهاية أبريل المقبل.
وتشكل هذه الأحداث أسوأ أعمال عنف تشهدها محافظة الأنبار السنية التي تتشارك مع سوريا بحدود تمتد لنحو 300 كلم، منذ سنوات. وقال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في كلمة ألقاها خلال زيارة لمدينة الناصرية جنوب بغداد إن دولاً عربية «شيطانية خائنة تدعم الإرهاب» في بلاده محذراً من «وصول الشر إليها» كما وصل لغيرها في السابق. وأعرب مجلس الأمن الدولي عن دعمه للحكومة العراقية في كفاحها لاستعادة السيطرة على عدد من المناطق بالقرب من بغداد والتي كانت سقطت بأيدي مسلحين مرتبطين بالقاعدة. وهي المرة الأولى التي يسيطر فيها مسلحون على مدن كبرى منذ اندلاع موجة العنف الدموية التي تلت الغزو الأمريكي عام 2003. في هذه الأثناء، أعلنت المملكة الأردنية استعدادها لتدريب قوات عراقية على مكافحة الإرهاب. ونقلت صحيفة «الرأي» اليومية الحكومية عن المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية، قوله إن «الأردن ينظر بإيجابية للطلب الأمريكي العراقي المتضمن تدريب قوات عراقية على الأراضي الأردنية لمكافحة الإرهاب في العراق». وفي حديث إلى صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أكد المالكي أنه يدعم مشروع تدريب لمكافحة الإرهاب في الأردن.