طرابلس - (وكالات): أعلن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري المقيم في فرنسا والمملكة العربية السعودية منذ 2011 أنه سيعود إلى لبنان «للمشاركة في الانتخابات النيابية» المرتقبة في نوفمبر المقبل و»لأتولى مجدداً يوماً ما رئاسة الحكومة»، مشيراً إلى أن «المتهمين باغتيال والدي هم أعضاء في «حزب الله»، وهذا الحزب له هرميته، والكل يعلم من أعطى الأوامر باغتيال والدي إنه بشار الأسد».
وتم إرجاء الانتخابات التشريعية إلى نوفمبر المقبل فيما ليس مؤكداً التمكن من إجراء الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو المقبل في موعدها. ويقود الحريري ائتلاف 14 آذار المعارض لسوريا الذي تأسس رداً على اغتيال والده رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري عام 2005.
كما علق الحريري على بدء المحاكمة الغيابية لأربعة متهمين في عملية الاغتيال في ضواحي لاهاي، هم عناصر في «حزب الله». وصرح في إشارة إلى المحكمة الخاصة بلبنان «منذ 50 عاماً والإفلات من العقاب يشكل أساس السياسة في لبنان. للمرة الأولى تقوم محكمة بوضع حدّ للإفلات من العقاب وهذا يعني الدفاع الحقيقي عن الديمقراطية في لبنان».
وأضاف «المتهمون هم أعضاء في حزب الله، وهذا الحزب له هرميته، والكل يعلم من أعطى الأوامر باغتيال والدي إنه بشار الأسد». وتحدث تقرير تمهيدي حول التحقيق الدولي عن ضلوع دمشق في اغتيال رفيق الحريري و22 شخصاً في 14 فبراير 2005 في بيروت، فيما كان لبنان خاضعاً للوصاية السورية.
وافتتحت المحاكمة الخميس الماضي في ضواحي لاهاي بغياب المتهمين بالرغم من صدور مذكرات توقيف دولية بحقهم، فيما رفض الحزب الشيعي اللبناني التعاون مع المحكمة الخاصة بلبنان.
والمحكمة التي بدأت عملها في الأول من مارس 2009 شكلت على الدوام موضع خلاف في لبنان.
وهي نقطة خلاف بين «حزب الله» الشيعي المدعوم من دمشق وخصومه السياسيين في تحالف قوى 14 آذار المناهض لسوريا والذي أطلق بعيد اغتيال الحريري. في شأن متصل، قتل 6 أشخاص في معارك بين سنة وعلويين في مدينة طرابلس شمال لبنان، والتي شهدت خلال الفترة الماضية أعمال عنف على خلفية النزاع السوري، بحسب ما أفاد مصدر أمني لبناني. وقال المصدر «قتل 6 أشخاص خلال اشتباكات عنيفة، استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة والقذائف الصاروخية، بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية المتعاطفة مع المعارضة السورية وجبل محسن ذات الغالبية العلوية المؤيدة للنظام».
وأوضح أن 45 شخصاً أصيبوا في المعارك.
وذكر أن الجولة الأخيرة بدأت إثر مقتل 8 أشخاص بينهم 5 أطفال، في قصف مصدره الأراضي السورية، استهدف بلدة عرسال ذات الغالبية السنية شرق لبنان. ويشهد لبنان انقساماً حاداً على خلفية النزاع السوري المستمر منذ منتصف مارس 2011، بين المتعاطفين مع المعارضة، والمؤيدين لنظام الرئيس بشار الأسد، وأبرزهم «حزب الله» الشيعي المشارك في المعارك إلى جانب القوات النظامية.
970x90
970x90