كتب - حسن الستري:
طلب نواب حواراً يعبر عن إرادة جميع مكونات المجتمع البحريني دون إقصاء أو تهميش، معلنين رفضهم التدخلات الخارجية بشؤون البلاد والتمسك بثوابت ميثاق العمل الوطني والدستور. وأعرب النواب خلال جلسة الأمس، عن أملهم أن تتكامل مساعي الحوار الحالية في وضع حد للأزمة السياسية في البلاد، مبدين تأييدهم للتوجيه السامي لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، بتكليف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد، بعقد محادثات لاستكمال الحوار وتجاوز معوقات استمراره. وبينما قال النائب خالد المالود «لا إصلاحات سياسية إلا بموافقة الشعب ووفقاً لإرادته»، خاطب الشيخ عادل المعاودة المشوشين على الحوار ومعارضيه «أنتم تضرون البحرين وأهلها ومستقبلها».
ونبه النائب عبدالله بن حويل إلى أن الحوار المخرج الوحيد للأزمة شريطة عدم تجاوز الثوابت الوطنية، فيما قالت النائب سوسن تقوي إن مطلب الحكومة المنتخبة لا يتناسب ووضع البحرين.
إما الصدام أو الحوار
وقال النائب الثاني لرئيس المجلس النيابي الشيخ عادل المعاودة «نحن أمام خيارين، إما الصدام أو الحوار، أو المضي بأمراض يعرفها الجميع»، مضيفاً «الوضع بحاجة لإصلاح، رغم كراهية حاول البعض زرعها بصفوف مكوني الشعب، لابد من تدخل العقل والمنطق».
وأوضح أن أي رأي ينتج عن الحوار سيجد من يخالفه ويسعى لعرقلته، مستدركاً «الأفضل ـ والحال هذه ـ أن ترعى الدولة والقيادة جميع مكونات الشعب، هناك أصوات تشكك بكل شي، وهم لا يعون ألا حل إلا بالجلوس لطاولة الحوار، مع التركيز على ثوابت لا نحيد عنها». وجدد ثقته بسمو ولي العهد وبالقيادة لجهة تحقيق ما فيه مصلحة الجميع دون استثناء، وووجه كلمة للمشوشين على الحوار من جميع الأطراف «أنتم تضرون البلد وأبناءه وأجياله المقبلة».
من جانبه، أشاد النائب أحمد الملأ باستكمال الحوار، وجدد رفضه لأي محاولات خارجية للتأثير على سير الحوار.
إرادة الشعب
وشددت النائب د.سمية الجودر، على أن الحوار لغة حضارية وديمقراطية مسؤولة، مستدركة «إذا لم يعترف المخطئون بأخطائهم ويعتذرون لشعب البحرين، فهناك نقص بالحوار، نتمنى نجاح الحوار وأن تصل هذه القناعة للجميع». من جهته، تقدم النائب خالد المالود بجزيل الشكر والامتنان والتقدير لعاهل البلاد المفدى على حكمته وسعة صدره واحتوائه واحتضانه لجميع أبناء الشعب، لافتاً إلى أن جلالة الملك المفدى يريد لأبناء شعبه أن يعيشوا في وفاق مجتمعي وسياسي مهما اختلفت آراؤهم السياسية والمذهبية والعقائدية. وتوجه بالشكر لجلالة الملك المفدى لدعوته المتكررة إلى الحوار، وسمو ولي العهد لجهوده الكبيرة في تنفيذ أمر جلالة الملك باستكمال الحوار، آملاً من المعارضة أن تقابل هذه التوجيهات بنفس الروح الوطنية، وأن تكون هناك ضمانات من جانب المعارضة بعدم إهدار الفرصة على شعب البحرين وعدم عرقلتها. وأضاف «كنواب للشعب نبشر شعب البحرين أننا من خلال ثوابتنا الوطنية سنكون صمام أمان لاستقرار البحرين بوجه أي أجندة طائفية أو إقصائية تطرح خلال الحوار، ولن يكون هناك إصلاحات سياسية إلا بموافقة الشعب ووفقاً لإرادته، ولن تكون هناك استجابة أو قبول لأي تدخلات خارجية أو القبول بإرضاء طرف على حساب آخر».
مخرج الأزمة
فيما أعلن النائب عبدالله بن حويل تأييده لدعوة جلالة الملك لاستكمال الحوار الوطني، مؤكداً أهمية أن يعكس الحوار الجديد التطلعات الشعبية ويوفر كافة الضمانات لتحقيق كافة المطالب المنشودة دون إقصاء لأي طرف من مكونات المجتمع. وعد بن حويل، الحوار المخرج الوحيد للأزمة السياسية الحالية، شريطة أن يعبر عن الثوابت الوطنية والقيم والعادات السائدة في المجتمع البحريني ويحفظ الوحدة الوطنية. وقال «نتوافق مع أي حوار جامع ينتشل البلاد من وضعها الراهن، ويعكس التطلعات الشعبية ويوفر الضمانات، مع رفض المحاصصة الطائفية»، مضيفاً «الحوار هو المخرج الوحيد، مع الحضور الحقيقي الرافض لأي إملاءات إقصائية لا تعبر عن اللحمة الوطنية».
من جانبه، ثمن النائب جواد حسين دعوة عاهل البلاد المفدى، إلى استكمال الحوار، وقال «كنواب للشعب نحن مع كل حوار صادق يلم الشمل ويحفظ الوحدة».
وطالب بالتمسك بميثاق العمل الوطني الذي صوت عليه شعب البحرين عام 2001 بنسبة فاقت %98.
الثوابت البحرينية
من جانبه، أكد النائب أحمد الساعاتي أهمية استمرار الحوار باعتباره المخرج الوحيد لأزمة البلاد، مجدداً تأكيده للثوابت الوطنية في الحوار ممثلة بميثاق العمل الوطني ودستور المملكة.
وقال «لا يمكن الحكم على نتائج الحوار قبل الدخول فيه، ولا يمكن أن نقاطعه ونسلك نفس المسلك المرفوض في المقاطعة»، لافتاً إلى أن ممثلي السلطة التشريعية سيكونون أمناء على إرادة الشعب في الحوار.
وأشار إلى أن مخرجات الحوار تعرض في النهاية على السلطة التشريعية، مؤكداً أن مكانة المؤسسة التشريعية محفوظة ولا يمكن تجاوزها بمقتضى الدستور.
بدوره توجه النائب عيسى الكوهجي بجزيل الشكر والتقدير إلى جلالة الملك المفدى على مبادرته بالدعوة لاستكمال الحوار، معرباً عن تأييده لجهود سمو ولي العهد في تنفيذ تطلعات جلالته باستكمال الحوار.
وأشاد الكوهجي بالبيان الصادر عن مجلس النواب بتأييد مبادرة جلالة الملك المفدى، مشيراً إلى أن البيان مثل صوت الشعب في تأييد الحوار.
تطوير التجربة الديمقراطية
من جانبها، قالت النائبة سوسن تقوي «نضع يدنا في يد جلالة الملك المفدى وسمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد لما فيه خير البحرين ومصلحة شعبها»، مشيرة إلى أن «موقفنا اليوم لم يتغير عنه بالأمس، كنا ولانزال من أشد المطالبين بالحوار والمرحبين به والمنادين للمشاركة فيه مع جميع الأطراف».
وأكدت تقوى على التمسك في الحوار المقبل بالثوابت الوطنية الراسخة في صميم وجدان شعب البحرين، وأن تكون مساعي تطوير التجربة الديمقراطية البحرينية بالتدريج وإثرائها وإغنائها بما يتناسب مع الخصوصية الوطنية للمملكة. وتابعت «يجب أن نعرف أن المعرقل الأساس لعجلة الحوار هو الجمعيات الخمس بتجميد حضورها، ونحن كنا ومازلنا من أشد المطالبين بالحوار وموقفنا لم ولن يتغير، نضع يدنا بالقيادة لما فيه خير البلد، لا يجب أن يغيب صوت الحق، يجب كسر احتكار الجمعيات الخمس لرأي الأغلبية الصامتة».
وأردفت «ليس كل طلب للجمعيات مطلب للشعب، الديمقراطية هي فن الإصغاء للآخرين، يجب ألا يزايد أحد على أحد، نؤكد على الثوابت الوطنية، ونطالب بتطوير التجربة الديمقراطية بالتدريج، وأن يكون تعيين لحكومة حقاً أصيلاً للملك، لأن مطلب الحكومة المنتخبة غير متوافق ولا يتناسب مع وضع البحرين». ودعت تقوي جميع الأطراف إلى نبذ العنف واحترام رجال الأمن، ووقف دعوات الكراهية والتضليل الإعلامي، وأن يكون تعديل مجلس الشورى طبقاً للديمقراطيات العالمية.
وقال النائب علي الدرازي «نحيي المبادرة الطيبة من سمو ولي العهد للمبادرة في الحوار بمباركة جلالة الملك بالاتفاق مع الجميع دون إقصاء أحد»، مطالباً المجلس بإصدار بيان بمناسبة الحوار ولم الشمل، واتفق معه النائب د.جمال صالح.