كتبت - شيخة العسم:
رغم فوائده الصحية الكبيرة؛ يغفل عنه أبناء اليوم بخلاف أبناء الأمس. «الفقع» اسم لفطر بري على شكل درنة كدرنة البطاطس يظهر في الربيع، ويكثر في المواسم التي يهطل فيها المطر باكراً في فترة (الوسم) التي تعد بداية فصل الشتاء، وتمتد بين منتصف أكتوبر حتى بداية ديسمبر.
يتذكر خميس شاووش: عندما كنت شاباً، كنت أتوجه مع أصدقائي بعد كل موسم مطر للبحث في البر عن «الفقع « كنا نحتفظ بالبعض منه ونطهوه في بنفسنا، ونقوم ببيع الباقي على تجار الخضار، ونربح منه كثيراً وذلك على حسب الكميات التي نحصل عليها، واليوم يغفل كثير من أحفادي الشباب عنه ، وحتى أنهم لم يتذوقوه أبداً في حياتهم».
وتقول خولة القاسم إن «الفقع فطر يشبه فطر المشروم كثيراً، وطعمه لذيذ جداً، يقوم الكثير من البحرينيين بطبخه في المنزل، وأنا وزوجي نحب الفقع كثيراً وننطر نزول الأمطار الموسمية كل سنة فيها يكثر الفقع، وأقوم بطبخه ناشفاً أو مجبوساً أو مصلياً، وطعمه يشبه المشروم كثيراً».
وتذكر عبير عطا الله أن ابنة خالتها أهدتها سحارة «سلة « كاملة من الفقع عندما رجعت من السفر من الجزائر، «سعدت بها كثيراً فقد أصبح الفقع نادراً جداً في البحرين وخصوصاً بعد أن بدأ الناس بالتخييم في كل مكان، فالفقع لا ينمو عندما تقوم الأقدام بالمشي عليه، وقد وصل الكيلو في إحدى السنوات الماضية ب 10 دنانير ، وأما سعرها الطبيعي 3 دنانير، الآن يقوم البعض باستيرادها من السعودية والكويت وقطر والمغرب وإيران».
لكن للفقع عيباً كما يشير محمد الجار، «أحب الفقع كثيراً لكن للأسف لا أتناوله، فكوني مريضاً بالكلى وبها حصى، ومن المستحيل أن يكون الفقع بدون تراب ولو قليلاً وهذا عيبه».
خبير الأعشاب إبراهيم الحسن يقول: إن الفقع أو ما يسمى ب الكمأ عند أهل المغرب هو هبة الله الخالصة التي لا يتدخل الإنسان في زراعتها أو رعايتها. والفقع لمن لا يعرفه ، هو فطر بري على شكل درنة كدرنة البطاطس يظهر في الربيع، ويكثر في المواسم التي يهطل فيها المطر باكراً فيفترة (الوسم) التي تعد بداية فصل الشتاء لدينا، وهي تمتد بين منتصف أكتوبر حتى بداية ديسمبر. ويبدأ موسم التقاط الفقع عادة في أواخر شهر يناير، ويستمر حتى نهاية فبراير، ويمتد أحياناً إلى مارس».
ويضيف الحسن: بشكل عام ينصح بعدم أكل الكمأة للمصابين بأمراض في معداتهم أو أمعائهم كما يجب عدم أكلها من قبل المصابين بالحساسية والأمراض الجلدية. ووردت في الفقع والكمأ أحاديث عديدة ، وذكرت منافعه، فقد جاء في صحيح البخاري ومسلم عشرة أحاديث تتكلم عن فضل الكمأة، ومنها ماورد عن عمرِو بْنِ نُفَيْلٍ قَالَ سَمِعْتُ النبي صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: (الكَمْأَةُ من المَنِّ وماؤُها شفاءٌ للعَيْن). رواه البخاري ومسلم.
ويبين الحسن أن من فوائد الفجع «أنه يستعمل لعلاج هشاشة الأظافر وسرعة تكسرها أو تقصفها، وتشقق الشفتين واضطراب الرؤية ، كغذاء جيد حيث تبلغ قيمتها الغذائية أكثر من 20% من وزنها حيث تحتوي على كمية كبيرة من البروتين، ويصنع من الكمأة الحساء الجيد وتزين بها موائد الأكل. ويجب أن تطبخ جيداً ولا تؤكل نيئة حيث تسبب عسر الهضم. أيضاً يستعمل الفقع بعد غسله جيداً وتجفيفه وسحقه لتقوية الباءة وذلك بعمل مغلي منها بشرط ألا يقل زمن الغلي عن نصف ساعة، وأيضاً يستعمل عصير الكمأة لجلاء البصر كحلاً، بالإضافة إلى ذلك إذا حك الأثمد مع الكمأة أو الفقع واكتحل به فإنه يصلح البصر ويقويه ويقوي أجفان العين ويدفع عن العين نزول الماء.
ويتابع الحسن: بينت الدراسات أن الكمأة تحتوي على البروتين بنسبة 9% ومواد نشويه بنسبة 13% ودهن بنسبة 1% وتحتوي على معادن مشابهة لتلك التي يحتويها جسم الإنسان مثل الفوسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم. كما تحتوي على فيتامين «ب1، ب2» وهي غنية بفيتامين أ. كما تحتوي على كمية من النيتروجين بجانب الكربون والأكسجين والهيدروجين، وهذا ما يجعل تركيبها شبيهاً بتركيب اللحم. وطعم المطبوخ منها مثل طعم كلى الضأن. تحتوي أحماض أمينية الضرورية لبناء خلايا الجسم».
ويلفت الحسن إلى أن للفجع أو الكمأة أضراراً، «لا ننصح أبداً بتناولها من قبل المصابين بأمراض في معداتهم أو أمعائهم كما يجب عدم أكلها من قبل المصابين بالحساسية والأمراض الجلدية، فهي ضارة لهم»