كتب – أحمد الجناحي:
يشكل موسم التخييم في الصخير، ملاذاً للشباب لقضاء أوقات لا تتكرر دائماً. إنهم يفضلون الأجواء الصحراوية الباردة على الأجواء الدافئة في البيوت، ويجدون سعادتهم في صحبة الأصدقاء في خيم تكلفهم ما بين 2000 إلى 5000 آلاف دينار!.
فيصل العلي يعمل مع أصدقائه على تجهيز المخيم ويستعينون في بعض الأحيان بالعمال الأجانب لبعض الأعمال الشاقة، وعادة مايفضلون المخيمات المتوسطة الحجم، «نعمل على التجهيز معاً يداً واحدة بمساعدة الأصدقاء رواد المخيم، ونستعين ببعض العمال أحياناً للمساعدة، ومخيمنا متوسط الحجم يضم حوالي 4 خيماً متوسطة الحجم، وملعباً بسيطاً».
تكلف العلي وأصدقاءه 2000 دينار لتجهيز مخيمهم، «»بطبيعة الحال لايمكن الاستغناء عن دورة المياه، بالمخيم يقع بالعمر وبالداخل بعيداً عن الشارع وعن المنزل، ولا يمكن الاستغناء عن الملعب البسيط، الذي نلعب به كرة الطائرة هناك التي هي بمثابة أحد أهم البرامج بالإضافة للعب البلايستيشن».
ويفضل العلي الذهاب للصخير برفقة أصدقائه وعادة مايزورون المخيم 3 ألى 4 أيام في الأسبوع ويقضون بعض الليالي هناك. ويجد أن سخان الماء أمر غير ضروري ويمكن الاستغناء عنه وتعويضه بطرق بديلة، ويحب المخيمات البسيطة التي تشعره بأنه في البر بعيداً عن المدينة وصخب تطورها ومميزاتها، لكنه يفضل المخيمات كاملة المواصفات إن كانت للعائلة والأهل.
ويضيف العلي: أنا مع الحفلات الغنائية والسهرات البسيطة لتغيير النمط والروتين وإضافة جو من المتعة ولكن بشرط عدم المبالغة وإزعاج الآخرين»، وينصح مرتادي البر بضرورة وضع حارس للمخيم والحذر من المواد المشتعلة التي قد تتسبب بحريق، آملاً أن يكون موسم التخييم هذا العام بعيداً عن الحوادث والكوارث والخسائر البشرية الناتجة عن الحوادث.
الخيم من السعودية
بدوره يقول سعود صالح: استعداداً لموسم التخييم نذهب للملكة العربية السعودية قبل بضعه شهور لشراء الخيام والمستلزمات قبل بدء الموسم وارتفاع الأسعار، لأن سوق بيع وتأجير الخيام يشهد هذه الأيام ارتفاعاً واضحاً، ونفضل الخيام ذات الأعمدة الثلاث لكبر حجمها ومساحتها التي تستوعب الأصدقاء وحتى العائلة».
ويضيف: إن يوم الجمعة هو اليوم المخصص للعائلة، نذهب للصخير نحن شباب العائلة مساء الخميس ونقضي ليلتنا هناك، وفي صباح الجمعة يأتي أفراد العائلة جميعهم ونعد الفطور المكون من البلاليط والبيض بالمخيم».
ويقوم سعود مع الأصدقاء بشراء طعام الغداء من أحد المطاعم المجاورة بعد أداء صلاة الجمعة في مسجد الصخير قرب مركز خدمات المخيميين بالصخير، ويرى سعود أن فكرة قضاء إجازة نهاية الأسبوع بالبر من ضمن الأولويات شريطة توافر جميع إمكانيات المخيم المتكامل، مع توافر عوامل الأمن والسلامة، «إن الخيمة والمولدات الكهربائية والمستلزمات الأخرى من الضروريات، ويبقى الدور فقط على الأصدقاء أو العائلة، وما تقوم به من مهمات داخل المخيم».
استثمار الموسم
ويتواجد محمود طيلة موسم التخييم بالبر، حيث يقدم على إجازة سنوية من العمل، ولايذهب إلى المنزل إلا نادراً من أجل الاستحمام أو حاجته لبعض المستلزمات، «أقدم على إجازة سنوية وأقضي موسم التخييم كله بالصخير في المخيم، وأذهب إلى المنزل في مرات متفاوته من أجل الاستحمام وقضاء بعض الحاجات، ويتجمع الأصدقاء معي بالمخيم ونقضي أوقاتاً باللعب والسهر والتجول بالبر، وعادة ما نجري دوري لكرة القدم وألعاب البلايستيشن وغيرها، ونضع جوائز للفائزين من باب التسلية والمرح، وفي ليالي إجازة نهاية الأسبوع، نقيم بعض الحفلات الغنائية البسيطة التي لاتزعج الجيران.»
ويضيف محمود: موسم التخييم له الكثير من المحبة والتفضيل عند أغلب المواطنين، فالكثير يرى أنه موسم للترويح عن النفس والهروب من ضغط المدينة ومشكلاتها وزحام العاصمة» ويدعو مرتادي البر إلى ضرورة الاستمتاع دون إزعاج الآخرين أو تعطيل مصالحهم، الاهتمام بأمور الأمن والسلامة.
نستعد باكراً
من جانبها تحرص مريم العباسي، على قضاء وقتها مع أفراد العائلة في البر، مبينة أن الاستعداد لهذه الرحلة يجب أن يكون كاملاً، مع تجهيز كافة الأدوات، «من المهم أن يكون الاستعداد لرحلة البر باكراً، لعدم نسيان أي غرض، وأحرص على توغير الفرش والصحون وجميع المستلزمات، حرصاً مني على رحلة كاملة سعيدة غير ناقصة، ولكن أولادي دائماً يقولون لي على سبيل الضحك والمزح، «جاهزية أمي للبر، كجاهزيتها للهجرة»، وأرد عليهم مازحة «لابد من تقمص الجو البدوي على أصوله».
الاستعداد للبر يكلف عائلة العباسي حوالي 3000 دينار بحريني، وفي بعض المواسم حوالي 5000 دينار بحريني إذا اضطرت العائلة لتغيير بعض الخيام وشراء بعض المستلزمات الجديدة، ومع ذلك يؤكد الزوج صالح الكوهجي أن للبر متعة خاصة وحفاوة جميلة بتجمع أفراد الأسرة في مكان واحد ليقضون وقتاً ممتلئ بالفرح والتسلية والضحك، «للبر متعة خاصة بالنسبة لنا نحن العائلات، تكون خطتنا الأسبوعية هو الذهاب للبر لقضاء أيام مليئة بالبرامج والضحك والتسلية، وعادة ما أشتري مجموعة من الحطب لنستعملها للطبخ والتدفئة ليلاً، حيث نتجمع جميعاً حول النار ونشرب الشاي ونتبادل الطرائف والقصص التي مررنا بها، ونستذكر الذكريات الجميلة وسط أجواء عنوانها الفرح والتسلية».
خيم كالبيت
في السياق نفسه يقول محمود علي: أعمل مع عائلتي على تجهيز المخيم ويكلفنا حوالي 3500 دينار بحريني، وعادة ما يكون حجم المخيم متوسط»، ويضيف «نصبنا خيمة كبيرة تحتوي على مكان للنوم والفرش الداخلي والتلفزيون وهي عبارة عن مجلس نتجمع فيه، وأخرى متوسطة ذات عمودين، وواحدة صغيرة لأدوات المطبخ من حافظات للأطعمة كترامس الثلج والماء ودلات الشاي والقهوة والحطب والفحم، ومحولات الكهرباء». ويتميز مخيم محمود بكثرة الأضواء وأعلام البحرين ويحرص دائماً على أن يكون المخيم متميزاً وذا إطلالة تجذب القادمين للبر، ليتصدر حديث الناس، ولايمكنه الاستغناء عن هذه الأضواء والزينة بأي حال من الأحوال على حد قوله.
الشاي أولاً
ومن ناحيته يعتبر بومبارك من أحد الشباب الذين يهتمون بالتجارة البسيطة، حيث يملك محلاً بسيطاً في البر أطلق عليه اسم «بسطة الليانت»، ويبيع فيها الشاي وبعض الأطعمة والألعاب، «موسم البر مناسب لتجارة بسيطة، وهو تسلية لي مع الناس والزبائن».
ويذكر يحيى محمد صاحب محل لبيع لوازم البر أن الناس تفضل شراء الخيم ذات العمودين لأنها متوسطة الحجم ومناسبة لعده أغراض، و»أغلب الزبائن من الشباب، وعادة ما يشترون الخيام المشمعة القوية التي تحميهم من المطر وتتحمل الأجواء المتقلبة، ويفضلون الخيام ذات العمودين، ولكل خيمة سعر خاص ومواصفات معينة حسب رغبة الزبائن والصنع والجودة»، ويملك يحيى مجموعة من الخيام تتراوح أحجامها بين (4 × 6) (5×5) أمتار، و(6 × 6) و(6×8) أمتار.