بقلم - الشيخ زياد السعدون:
من الملاحظ أن كثيراً من الشباب يطلقون، وكذا الشابات يطلبن الطلاق في السنة الأولى من الزواج، بل في الأشهر الأولى، وأحياناً بعد مرور أيام من الزواج، ونسمع منهم بعض المصطلحات التي حفظوها من وسائل التواصل الاجتماعي، حتى إن بعضهم يردد كلاماً لا يفهم معناه. كنت مرةً أحاول الإصلاح بين شاب وزوجته، فلما كلمته، قال: «يا شيخ لا تحاول وكلامك هذا أسطوانة مشروخة»، فقلت له ممكن تبين لي ماذا تعني أسطوانة مشروخة؟ فلوى عنقه وقلب يديه ظهراً على بطن، وقال: «والله لا أعرف معناها»، فقلت له: أعان الله زوجتك التي قبلت برجل يتكلم ولا يعرف معنى كلامه. وهذه الظاهرة التي بدأت تنتشر وتتسع بين شبابنا مردها انعدام الثقافة الزوجية الصحيحة، فالشاب يتعامل مع زوجته كما يتعامل مع أصدقائه، فإذا اختلف مع صديقه أو خاصمه، مثلاً لا يكلمه أو يبتعد عنه، وربما يقطع علاقته به تماماً وقد يكون ذلك لأتفه الأسباب، وهي كذلك تتصرف كالبنت المدللة في بيت أهلها وتتعامل مع الزوج كما تتعامل مع أخواتها أو صديقاتها، وقد مرت معي حالة شابة تريد الانفصال بعد مرور ستة أشهر على زواجها، والسبب أن الزوج تعود أن يسهر مع «الربع» وذلك كل ليلة إلى الساعة الواحدة، ولما تكلمنا معه وقلنا أنك قد تفقد زوجتك بسبب هذا السلوك، قال ومن دون تردد: «ما في مشكلة، الطلاق.. ولا يقول الربع «جبان» خايف من زوجته»!! بالله عليكم هل هذا الرجل يصلح أن يكون زوجاً أو أباً، أو هل تصلح أن تكون زوجة من تطلب الطلاق من أجل أن الزوج لم يسمح لها بالذهاب إلى حفل زواج، ومن أجل هذا كله نقول لابد من سن قانون يشترط لإجراء عقد الزواج لابد للزوجين من دخول دورة تدريبية للثقافة الزوجية الصحيحة مثل الفحص الطبي، حتى يفهم الزوجان معنى الميثاق الغليظ الذي جعله الله سبحانه وتعالى بين الزوجين.