عواصم - (وكالات): يلتقي الموفد الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مسؤولين ومعارضين لإقناعهم بالتفاوض المباشر اعتباراً من اليوم في جنيف بعد افتتاح مؤتمر السلام في أجواء من التوتر في مونترو أمس الأول.
وأنهى المؤتمر أعماله الافتتاحية من دون أن يتحقق في الظاهر أي تقدم على صعيد ردم الهوة بين وفدي النظام والمعارضة اللذين التقيا للمرة الأولى منذ بدء النزاع في سوريا قبل 34 شهراً. إلا أن الوفدين بإدارة من الإبراهيمي، سيدخلان في صلب الموضوع اليوم في جنيف التي تنتقل إليها الوفود المشاركة لبدء مرحلة البحث عن حل للأزمة.
وحذر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أن المفاوضات «لن تكون سهلة أو سريعة». ولم يتضح بعد إذا كان الوفدان سيجلسان إلى الطاولة نفسها في جنيف، أو ما إذا كانت الأمم المتحدة، راعية المؤتمر الذي أطلق بمبادرة روسية أمريكية، ستتولى نقل مقترحات كل طرف إلى الآخر.
وأعلن الإبراهيمي أنه سيلتقي الطرفان لبحث المرحلة المقبلة. وقال «سألتقي بهم على انفراد وسنرى ما هي الطريقة الأفضل للمضي قدماً». وأضاف «هل سنجتمع في قاعة واحدة ونبدأ المباحثات أو سنتحدث بشكل منفصل قبيل ذلك؟ لا أعرف بعد». واعتبر عضو وفد المعارضة هادي البحرة أن المؤتمر الذي انعقد في مونترو «صب في صالح المعارضة» و»أظهر بلطجية» النظام. وقال إن «المؤتمر الذي انعقد كان بالتأكيد لصالحنا. وصلتنا أصداء أن التأييد في الداخل السوري كان ممتازاً. للمرة الأولى نشعر بمثل هذا الالتفاف حول الائتلاف». وتابع «النظام عاد إلى الإسطوانة القديمة نفسها. الدبلوماسية أثبتت أنها ليست دبلوماسية، بل استخدمت أسلوب مبدأ البلطجية». وانتقد الائتلاف «استمرار نظام الأسد بحملات القتل والقصف والإجرام بالتوازي مع التمسك بالسلطة، ورفض الرضوخ لمطالب الشعب السوري في الرحيل وتسليم السلطات لهيئة انتقالية كاملة الصلاحيات».
واعتبر أن ذلك يؤكد «إصراره على إفشال جميع مبادرات الحل السياسي».
ووجهت صحف سورية انتقادات إلى المعارضة والدول الداعمة لها. ويشكل دور الرئيس بشار الأسد نقطة الخلاف الأبرز بين النظام والمعارضة. ففي حين تصر المعارضة وداعموها على ضرورة تمخض جنيف 2 عن حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لا دور للأسد فيها، ترفض دمشق هذا الموضوع إطلاقاً، معتبرة أن الأسد والنظام «خطان أحمران». وفي ظل هذا الانقسام الحاد، يرجح أن يتم البحث في خطوات تخفف من معاناة ملايين السوريين جراء أعمال العنف المستمرة في مناطقهم. وأعلن الإبراهيمي وجود «إشارات» إلى استعداد الوفدين للبحث في توفير ممرات إنسانية واتفاقات وقف إطلاق نار في مناطق محددة خاصة حلب، إضافة إلى تبادل المعتقلين. وكان عضو في الوفد الروسي قال إن المفاوضات قد تستمر ما بين 7 و10 أيام، بمشاركة مسؤولين أممين وأعضاء في الوفدين السوريين. إلا أنه طلب من ممثلي روسيا والولايات المتحدة والدول الأخرى البقاء على جهوزية في جنيف للتدخل في المساعي الدبلوماسية حين تدعو الحاجة.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جازماً في تصريحاته، بقوله إن «هدفنا هو أن نبعث برسالة إلى الوفدين السوريين وإلى الشعب السوري لنقول لهم إن العالم يريد نهاية فورية للنزاع». وأضاف «هذا كثير، لقد طفح الكيل، وحان الوقت لإجراء مفاوضات».
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن «العالم سيحمي العلويين والأقليات في سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد». وأضاف كيري في مقابلة مع قناة «العربية» أنه «يوجد دول مستعدة لإرسال قوات سلام إلى سوريا»، قائلاً إن «الأسد يقف عائقاً أمام السلام»، متهماً إيّاه «بـجذب الإرهابيين إلى سوريا، وارتكاب جرائم حرب». وأمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس السويسرية، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي تعد بلاده أبرز الحلفاء الإقليميين للنظام السوري، إن «الحل الأمثل» لإنهاء النزاع هو انتخابات حرة وديمقراطية».
وكان بان سحب الدعوة الموجهة لإيران للمشاركة في جنيف 2 إثر اعتراض المعارضة السورية ودول غربية عدة. وطالبت الأطراف طهران بإعلان موافقتها على بيان جنيف 1 الذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات في سوريا.
من جانبه، قال رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا إن روسيا أبرز حلفاء نظام الرئيس بشار الأسد، أكدت للائتلاف أنها «ليست متشبثة» ببقائه، في تصريحات تأتي عشية بدء المفاوضات بين الوفدين السوريين بإشراف الأمم المتحدة في مؤتمر جنيف 2.
ميدانياً، دعا زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في رسالة صوتية نشرت على الإنترنت إلى وقف القتال بين «إخوة الجهاد والإسلام» في سوريا، في إشارة إلى معارك منذ مطلع يناير الجاري بين عناصر الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش»، وتشكيلات أخرى من المعارضة السورية. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل نحو 1400 شخص في هذه المعارك، خلال 20 يوماً. والضحايا هم 760 مقاتلاً معارضاً، و426 عنصراً من الدولة الإسلامية، و190 مدنياً، إضافة إلى 19 شخصاً مجهولي الهوية. إنسانياً، أعلنت كندا أنها ستقدم للأردن 105 ملايين دولار كندي «94 مليون دولار أمريكي» لمساعدة المملكة في التعامل مع أكثر من نصف مليون لاجئ سوري فروا من العنف في بلدهم.