من غيرك عزيزتي لا تستغربي فأنت أميرتي، تشدني ضحكاتك وذلك الخجل البريء المرتسم على خديك، أمازلت لا تعلمين كم تملكتني بسمتك وزادت من لهفة اللقاء، بت أحاكي نفسي وأهيم في بحرك الواسع علني أعرف مرسى سفينتي وأين تسير بي دفتك، لا تفارق تلك الملامح مخيلتي فقد أسرتني فهي ليس لها مثيل بين فاتنات الكون، من أين جئت وماذا فعلت بي أنسيتني وتغيرت معك كل عناويني، أصبحت لغتي حروف اسمك أذكرها مع شروق فجري وكلما جلست أكلم نجمتي، دعينا نمشي تحت زخات المطر لا نبالي فنتخطى حدود اللامعقول ولن يهمنا قول البشر، فطالما يدي تشابك حناء يديك أعدك بأنها ستكون عهدي ووعدي للأبد.
أريد أن أرسم معك لوحتنا الجميلة المبنية على الواقع الذي نعيشه لا ما نكتبه، أحلم بدفء حضنك وتقبيل جبينك لأنقذ نفسي فانتشليني من هذا البرد القارس، ليس الحب أن ننسى من حولنا لنشعر بما يمليه عليه قلبنا دون اكتراث للآخرين، هي أنانية وجنون وخطوات تدفع إلى انعدام المشاعر، صارحيني وقابلي عيوني التي تسترق إليك النظر وامنحيني الجرأة لأقولها، نحن لوحدنا الآن على المائدة وشرشفها الأبيض يعبر عن صفحاتي الناصعة التي لا تحمل إلا الخير والعطاء دون مقابل، ليس بالإمكان أن أعاني خيانة الزمن أكثر من مرة أو أكون جسراً للوصول لتتحطم عظامي على صخرة قاسية، فإنك إن تحتويني وتقبلي بي وكنت نصيبك فلن أكون إلا لك فقط فلا تخذليني.
أخفيت وردتي الحمراء تحت الطاولة وبقربها خاتمك رمز وفائنا وانتمائنا لجسد واحد، جال في خاطري السؤال المعتاد الذي تنتظره كل فتاة تحلم برجلها ولكنه ليس على جواد بل بسيارته البيضاء، في وقت غلبت فيه مصالح وتطاول فيه الذئاب على الحملان الوديعة دون رحمة وغابت المسؤولية وسعى كل إلى أهوائه، ترى أتقبلين أن أكون أسعد البشر وأعيش معك ما بقي لي فيه من العمر فلم يبقَ بمثل ما مضى، إني أموت فأنقذيني أطمح لعناق أمزق فيه صفحاتي الحزينة، وأترك لي الغلاف وما أحتاجه من بقايا صفحات كي أسطر فيه أبياتاً من دمي لقادم الأيام، قاسميني لقمتي، وارويني من كلماتك المعسولة فلربما لم أعتد على سماعها بإحساس صادق.
كان بيننا شمعة مضاءة ومزهرية وقطع من المناديل والهدوء يخيم على المكان ماعدا صوت لحننا الذي عشقناه ودقات أحاسيسنا الطاهرة، كم تمنيت أن ترتفع عينك في مستوى عيني لكني أعلم ما تشعرين وتريدين البوح به، ترددت فلم تجدي إلا المنديل لتطبعي عليه قبلتك الوردية.
يا لها من لحظة رائعة اختصرت بها كل المسافات لكني بصراحة غرت من المنديل، حبك سكن بين أضلعي وأحتاج لكبح جماحي فيا رباه طال الصمود، ولكن تنحي إن لم تستطيعي مسايرة نفسي واقنعي بي كما أنا إنسان عادي، لي عيوبي ومحاسني كما لك ولغيري ويجب أن نتحلى بالقناعة والتضحية، ولولا نعمة العقل والحكمة كنا سنكون من الخاسرين. تيقني أنك أميرتي واكشفي عن شخصيتك فمن واجبي أن أرفعك فوق كل النساء، فإن قلت أحبك فيجب علي أن أتحمل تبعاتها وأضع نفسي مكانك لأعرف كيف تشعرين، ولا تنسي بأننا نريد أن نكون لأبنائنا الأب والأم والصديق وكل شيء فإني لها وليعش كل عالمه الذي ارتضاه لنفسه، مصيرهم نحن نقرره كي لا نكون عثرة في طريق سعادتهم ونقتل براءتهم بيدنا، فمتى يأتي يوم أستيقظ فيه من حلمي لأجدك يا من تقاسمني هذه الحياة دون زيف.
عبدالله الشاووش