صدرت مؤخراً في البحرين الرواية الأولى للكاتبة البحرينية (حوراء الحداد) تحت عنوان (أوركيد)، وبالرغم من كونها روايتها الأولى إلا أن الحداد تظهر قدرة روائية فارقة، فتشتغل في روايتها على عدد من قضايا المجتمع البحريني، عبر خلقها لشخصيات متباينة ومختلفة داخل الرواية التي يبلغ عدد صفحاتها 222 صفحة. تنطلق الكاتبة من قضية علاقات الحب الذكورية داخل المجتمع البحريني المحافظ، وتذهب بعيداً باتجاه مشكلات الدراسة في الخارج، وتعود لتطرح قضية أخرى تتعلق بمشكلة فهم (الرومانسية) بين الأزواج وتلك العلاقة الباردة بين طرف يرغب في الرومانسية وآخر يعتبرها ترفاً وكيف يمكن لهذا الاختلاف أن يسبب مأزقاً في الحياة الزوجية، وكذلك مشكلات الزواج من كبار السن أو زواج المصالح.
كل ذلك عبر شخصيات متنوعة تلتقي وتفترق على مدى خط سير الرواية بشكل مشوّق ومثير، يضفي إليه إثارة طريقة الكاتبة في رواية الأحداث من خلال طرفي الرواية الأساسيين (أوركيد) الفتاة القوية والحالمة، و(رائد) الذي يحاول تغيير طريقة حياته بعد تسببه في وفاة فتاة كانت تحبه. ومن خلال هذين الطرفين تسرد الحداد قصصها وحكاياتها المتشابكة، لتمس قضايا تتعلق بالفساد الاقتصادي، وأخرى بأنماط التفكير في المجتمع.