كتب - ثامر طيفور:
توقع باحثون أن يفقد موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية «فيسبوك» نحو 80% من مستخدميه، حيث يشهد «فيس بوك» انخفاضاً متسارعاً في عدد مستخدميه السنوات المقبلة، ليفقد 80% من ذروة قاعدة مستخدميه بين عامي 2015 و2017، بحسب مجلة «بي سي» الأمريكية.
فما هي شبكات التواصل الاجتماعي؟ وهل يأفل نجم «فيس بوك»؟ ؟ وهل يكون «تويتر» قاتل «فيس بوك»؟ وهل يطيل الـ «إنستغرام» من عمر «فيس بوك»؟
شبكات التواصل الاجتماعي عبارة عن مواقع على شبكة الإنترنت يتواصل من خلالها مئات الملايين الذين تجمعهم اهتمامات مشتركة، حيث تتيح هذه الشبكات لمستخدميها مشاركة الملفات والصور والفيديو والمدونات والرسائل وإجراء المحادثات الفورية، وسبب تسمية هذه الشبكات بالاجتماعية لأنّها تتيح التواصل مع الأصدقاء والزملاء وتقوية الروابط بين أعضائها عبر الإنترنت.
وأصبحت هذه المواقع تشكل وجهة رئيسة لمستخدمي الإنترنت حول العالم، فسجلت رقماً قياسياً في إعداد الحسابات والمستخدمين في سجلاتها بأكثر من 3.7 مليار مستخدم في جميع أرجاء العالم في 2013. وأظهرت دراسة نشرتها وكالة we are social المختصة بدراسة مواقع التواصل الاجتماعي، أن نحو 1.8 مليار من مستخدمي الإنترنت أعضاء فاعلون في شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، وأن 37% من سكان الشرق الأوسط مثلاً لديهم حسابات على هذه المواقع.
تجدر الإشارة هنا إلى أن المستخدم الواحد يمكن أن يمتلك حسابات ويستخدم أكثر من شبكة أو حتى جميع هذه الشبكات وغيرها في الوقت نفسه، إلا أن الاختلافات والخدمات التي تقدمها كل شبكة تجذب نوعية معينة من المستخدمين، لكن أكثرية المستخدمين يقبلون كثيراً على استخدام «فيس بوك» و»تويتر» و»إنستغرام».
«فيس بوك» يحتضر
توقع باحثون أن يفقد موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية «فيس بوك» نحو 80% من مستخدميه وتنبأ الباحثون من دائرة الميكانيكا وهندسة الفضاء من جامعة برينستون الأميركية أن يشهد «فيس بوك» انخفاضا متسارعا في عدد مستخدميه السنوات المقبلة، ليفقد 80% من ذروة قاعدة مستخدميه بين عامي 2015 و2017.
ووفق الدراسة، فإن «فيس بوك» وصل بالفعل إلى ذروة شعبيته، ودخل الآن مرحلة الانحدار، ومع بدء المستخدمين هجر الشبكة الاجتماعية، فإن «الانتعاش» منها سينتشر بسرعة كبيرة، مما يعني أن آخرين سيبدؤون بالقفز من سفينة «فيس بوك» بعدما غادرها أصدقاؤهم، على حد تعبير الباحثين. واسترشدت الدراسة بشبكة «مايسبيس» الاجتماعية التي تأسست عام 2003 وكانت يوماً ما ذات شعبية فائقة وصلت إلى ذروتها عام 2008 بمعدل 75.9 مليون زيارة متفردة شهريا بالولايات المتحدة قبل أن «تضمحل إلى المجهول» بحلول عام 2011، وفق الدراسة.
وبذلك فإن المواقع الإلكترونية لها أعمار تماماً مثل الإنسان، تبدأ بالولادة ثم الشباب ثم الشيخوخة، وكمثال عملي، الكثير من الناس كانوا يستخدمون المنتديات والملتقيات، والآن لا أحد يذكرها، بذلك فإن اختفاء ذكر موقع ما هو أمر غير مستبعد.
مقارنة سريعة
شبكة «فيس بوك» العالمية لاقت إقبالاً كبيراً في 2013 لتسجل أعلى رقم من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت من جميع دول العالم عندما بلغ عدد مستخدميها نحو 1.15 مليار مستخدم، ثم جاء موقع «يوتيوب» في المرتبة الثانية بنحو مليار زائر شهريا، ثم شبكة «تويتر» بنصف مليار مستخدم، فشبكة «جوجل بلس» بنحو نصف مليار مستخدم أيضا، لتحتل شبكة «لينكد إن» المرتبة الخامسة بنحو 350 مليون مستخدم، فشبكة «إنستجرام» بنحو 130 مليون مستخدم.
وجغرافياً كانت شمال أفريقيا الأعلى تواجداً على «فيس بوك»، حيث 56% من المستخدمين يتواصلون عبره وكانت نسبة منطقة الخليج والشرق الأوسط متساوية.
أما «تويتر» نلاحظ انتشاره الكثيف بين مستخدمي الخليج حيث 72% منهم يستخدم «تويتر»، لكن فقط 19% يستخدمه من شمال أفريقيا و 9% يستخدمه في الشرق الأوسط. وهذا الأمر يعني أن «فيس بوك» سيبقى قوياً نوعاً ما في شمال أفريقيا، وضيف في الخليج، وكذلك سيبقى «تويتر» أقوى في الخليج، بل ويتملك فرص للانتشار في شمال أفريقيا.
قبلة الحياة
ورغم كل تلك التوقعات السلبية، إلا أن «فيس بوك» حصل فعلياً على قبلة حياة، من موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام» التابع لـ«فيس بوك».
فيوجد 75 مليون مستخدم نشط يومياً على الأقل على «إنستغرام»، فيما يمتلك «تويتر» 100 مليون مستخدم نشط يومياً، مع التأكيد على أن أصحاب الهواتف الذكية فقط هم من يستخدمون «إنستغرام»، فيما يتيح «تويتر» لجميع مستخدمي الإنترنت الدخول والتفاعل من خلاله.
لإن عدد مستخدمي هذا التطبيق حول العالم سيناهز 130 مليون مستخدم نشط يومياً خلال الربع الأول من 2014 بحسب التوقعات. وحالياً يشهد الـ»إنستغرام» تحميل خمسة ملايين صورة يومياً وألف تعليق في الثانية الوحدة.
والتواقعات الإجابية تقول إنه سيصل عدد مستخدمي الهواتف الذكية حول العالم إلى 1.75 مليار شخص خلال العام الجاري، الأمر الذي يؤكد فرضية دخول «إنستغرام» لمعترك الـ5 الكبار في عالم مواقع التواصل الاجتماعي.