القاهرة - (وكالات): احتشد ملايين المصريين في مختلف أنحاء البلاد، للاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير 2011، مردِّدين أغنيات وأهازيج وطنية، معلنين تأييدهم الكامل للجيش ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي. وبعد 3 سنوات من رحيل نظام الرئيس السابق حسني مبارك إثر ثورة شعبية، رددت الجماهير تحت سحابة من الأعلام المصرية وصور قائد الجيش هتافاً واحداً مستمراً لـ «البطل.. سيسي.. سيسي» . في المقابل، أعلنت وزارة الصحة مقتل 29 شخصاً وإصابة 176 في تظاهرات لأنصار «الإخوان» وحركة «6 أبريل» في عدة محافظات، بينما استخدمت قوات الأمن قنابل الغاز لتفريق المحتجين. على الصعيد السياسي، أعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس عدلي منصور «سيلقي كلمة هامة للأمة» اليوم. وصباح أمس، تم إلقاء عبوة ناسفة فوق سياج مركز للتدريب تابع للشرطة بالقاهرة من دون أن يؤدي ذلك إلى إصابات. وأعلن مساعد وزير الداخلية عبد الفتاح عثمان إصابة 3 أشخاص في انفجار سيارة مفخخة قرب معسكر للأمن المركزي في مدينة السويس. من جانبها، أعلنت جماعة «أًنصار بيت المقدس» المرتبطة بالقاعدة مسؤوليتها عن التفجيرات الأربعة التي هزت القاهرة أمس الأول، وطلبت من المسلمين الابتعاد عن مباني الشرطة. في غضون ذلك، قالت مصادر طبية إن 5 عسكريين قتلوا إثر سقوط مروحية للجيش شمال سيناء. في موازاة ذلك، تم خطف 5 من أعضاء السفارة المصرية في العاصمة الليبية في أقل من 24 ساعة. واحتشد الآلاف في ميدان التحرير، الذي كان رمز الثورة على مبارك، معلنين تأييدهم للجيش المصري ووزير الدفاع فيما تم تفريق إحدى التظاهرات المعارضة في القاهرة بقنابل الغاز وطلقات الخرطوش.
وأعلنت وزارة الصحة مقتل 29 شخصاً خلال اشتباكات تخللت تظاهرات الأمس وإصابة 176 فيما أعلن مصدر أمني إلقاء القبض على 725 من مثيري الشغب على مستوى الجمهورية. وانفجرت سيارة مفخخة بالقرب من مركز لقوات الأمن المركزي في مدينة السويس موقعة 16 جريحاً.
وأكد مساعد وزير الداخلية اللواء عبد الفتاح عثمان أن «سيارة مفخخة كانت تقف في شارع مجاور» لمعسكر الشرطة انفجرت. على الصعيد السياسي، أعلن المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في بيان أن الرئيس المؤقت عدلي منصور «سيلقي كلمة هامة للأمة».
ومنذ إقرار الدستور المصري الجديد الأسبوع الماضي، ينتظر أن يصدر منصور قراراً بشأن ما إذا كانت الانتخابات الرئاسية أم التشريعية ستجرى أولاً وتحديد موعديهما.
وقال مسؤولون حكوميون إن الانتخابات الرئاسية ستسبق على الأرجح التشريعية. وفي حي المهندسين غرب القاهرة، تدخلت الشرطة لتفريق تظاهرات في ميدان مصطفى محمود حيث كانوا يهتفون «الشعب يريد إسقاط النظام» و»يسقط يسقط حكم العسكر». وفرقت قوات الأمن التظاهرة باستخدام القنابل المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش. وينتمي غير الإسلاميين الذين شاركوا في المسيرة إلى حركة تطلق على نفسها اسم «جبهة طريق الثورة» تعارض عودة الجيش أو الإخوان المسلمين أو بقايا نظام مبارك إلى السلطة. وفي ميدان التحرير، كانت فرقة موسيقية تابعة للشرطة تعزف أناشيد وطنية في أجواء احتفالية بينما كانت الحشود تلوح بالأعلام المصرية كما شكل بعضهم حلقات للرقص. واتخذت إجراءات أمنية مشددة عند مداخل الميدان، الذي كان مهد الثورة المصرية على مبارك، إذ أغلقت بمصفحات الجيش وبأسلاك شائكة وكان رجال الشرطة والجيش يفتشون مرتين الأشخاص الراغبين في الدخول. وكان بعض المتظاهرين يهتفون «الشعب يريد إعدام الإخوان» غداة 4 تفجيرات دامية في القاهرة استهدفت قوات الأمن وأسفرت عن سقوط 6 قتلى، وعشرات الجرحى. ويحمل أنصار الجيش مسؤولية هذه الانفجارات لجماعة الإخوان المسلمين التي أعلنت رسمياً «تنظيماً إرهابياً» إثر اعتداء على مقر للشرطة في مدينة المنصورة بدلتا النيل الشهر الماضي أوقع 15 قتيلاً. وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس المرتبطة بالقاعدة مسؤوليتها عن التفجيرات الأربعة وطلبت من المسلمين الابتعاد عن مباني الشرطة. وفي ساعة مبكرة من صباح أمس ألقيت عبوة ناسفة صغيرة فوق سياج مركز تدريب تابع للشرطة في القاهرة من دون يؤدي ذلك إلى وقوع إصابات، بحسب وزارة الداخلية المصرية.
من جهة أخرى قالت مصادر طبية إن 5 عسكريين قتلوا إثر سقوط مروحية للجيش المصري بمنطقة جنوب الخروبة شمال سيناء. وأجبر مبارك على التنحي في 11 فبراير 2011 بعد 18 يوماً من التظاهرات التي أدت إلى سقوط 850 قتيلاً، لينتهي حكمه الذي استمر 30 عاماً.
وفي يوليو الماضي قرر الجيش عزل الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي، إثر تظاهرات مليونية طالبت برحيله. من جهة أخرى، تم خطف 5 من أعضاء السفارة المصرية في العاصمة الليبية في أقل من 24 ساعة. وقال المتحدث باسم الخارجية الليبية سعيد الأسود إن «الملحق الثقافي و3 موظفين في السفارة المصرية لدى ليبيا خطفوا في طرابلس»، بينما أعلنت الخارجية المصرية سحب بعثتها الدبلوماسية من ليبيا.
ولم تتبن أي جهة المسؤولية عن عمليات الخطف لكن مصادر في طرابلس لم تستبعد أن تكون على علاقة بتوقيف الشيخ شعبان هدية أبرز قادة الثوار السابقين الذين قاتلوا نظام معمر القذافي في 2011، في مدينة الإسكندرية شمال مصر بعد دهم شقة كان فيها.