لدى لقاء سموه برؤساء تحرير الصحف وكتاب الأعمدة ، أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أننا نقف دائماً مع الإصلاح المرادف للتطوير والتحسين للأفضل ، فهذه سياستنا وهذا دأبنا ، ونحن في الحكومة نسخر كافة طاقاتنا وإمكانياتنا من أجل خير ورفاهية شعبنا ، فأولوياتنا هي تحسين مستوى معيشة الناس وضمان حصولهم على أفضل وأجود الخدمات الحكومية ولن نتوان في ذلك أبداً.
وحذر صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء من أن المستجدات في المنطقة لا بد أن تلقي بظلالها على أوضاعنا الداخلية وهذا ينبغي أن يدفعنا للمزيد من التكاتف والتركيز على ما يجمعنا لا على ما يفرقنا وللصحافة والكلمة دوراً كبير في ذلك.
وقال سموه لن نرضى بالبحرين أن تكون نسخة مكررة من تلك الدول التي تفككت وتضعضعت أوضاعها بسبب الانجراف لسياسات التفرقة والانصات لصوت الفرقة ولن نقبل أبداً بالتدخل في شأننا الداخلي من أي كان فهو مرفوضاً شعبياً قبل أن يكون رسمياً ، فحينما يتعلق الأمر بمصلحة الوطن سنقف شعباً واحداً بكل معتقداته ومذاهبه لصد المخاطر وهذا ما تعلمناه من تاريخنا المضيء ، محذراً من أن المحاولات لإلهائنا وإشغالنا عن استكمال أولوياتنا تجاه شعبنا بافتعال الأزمات لن تجد لها صدى فالمواطن أولويتنا وضمان أن ينعم بالعيش في أجواء آمنة مستقرة هدفنا وشغلنا الشاغل وسنعمل دائماً على تحقيق ذلك .
وشدد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء على أهمية الاتحاد بين دول مجلس التعاون فهو قوة وسلامة لدوله وشعوبه ، وأن اقتراح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة يجب أن يحظى بالدعم والتفعيل لأن مقتضيات المرحلة وما تمر به الدول العربية والإسلامية من مرحلة دقيقة تجعلنا أشد ما نحتاج إليه اليوم هو الاتحاد فلا غنى عن الوحدة داخل البيت البحريني وداخل البيت الخليجي ، منوهاً سموه بدور المملكة العربية السعودية ودعمها المستمر لقضايا العرب والمسلمين مما أهلها لتكون هي السند القوي للجميع .
وخلال اللقاء وجه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الشكر للصحافة الوطنية لدورها الوطني الداعم لاستقرار الوطن والحفاظ على مسيرته ، معرباً سموه عن الفخر والاعتزاز لما يوالي الصحفيين والكتاب والإعلاميين بذله من عطاء وجهد في خدمة بلادهم من خلال منبر الصحافة والكلمة ، وقال سموه "للصحفيين إن جميع الأبواب أمامكم مفتوحة ومنكم التنبيه ومنا العمل لأنكم مرآة للمجتمع وتعكسون ما يموج به ، وإذا كان مجلس النواب هو بيت الشعب لأنه يضم كافة ممثلي وأطياف المجتمع البحريني فالصحافة الوطنية هي مرآة البيت البحريني لأنها الممثلة لكافة تلاوين الشعب" .
وطمأن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء بأن البحرين بخير ولن يؤثر إن شاء الله في عافيتها وقوتها من يعاديها بزرع الفتن وإثارة الإرهاب فبتماسك شعبها وإرادة قيادتها ستظل أبية وعصية على من يعاديها.
وأعرب صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء عن الأسف لبعض التقارير الدولية التي لا تنصف البحرين ولا إنجازاتها ولا تنظر لواقع الحال فيها بنظرة محايدة فهي مرفوضة رفضاً باتاً فنحن لا نضيق بالنقد لكن يزعجنا كثيراً التقليل من منجزات البحرين في كل المجالات التي لا تخفى على منصف.
ونوه صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء خلال لقائه بالصحفيين إلى أن الحكومة تعمل بجهود دؤوبة لتحقيق التنمية المستدامة وتحرص في سبيل ذلك على استكمال الخدمات وتوفير أفضلها وفي مقدمتها القطاع الصحي والطبي حيث تولي الحكومة أهمية كبيرة للعلاج فأنشأت المراكز الطبية المتخصصة التي حظيت بسمعة إقليمية كمركز محمد بن خليفة آل خليفة لأمراض القلب وأن مساعيها متواصلة لإنشاء المزيد من المراكز والمستشفيات الطبية المتخصصة ولن نستغني عن الخبرات أبداً فهي ضرورة ، كما أن الحكومة تنفق حوالي 15 مليون دينار سنوياً لعلاج المواطنين بالخارج وفي إطار التخفيف عن المواطن فإنها تخصص دعماً حكومياً كبيراً على السلع والخدمات وهذا ليس فضلاً بل واجباً تمليه رغبة حكومية أكيدة في رفاهية المواطن ، لافتاً سموه إلى أنه حينما يشتكي المواطن من أمر ما من خلال الصحافة فإنني أحرص أن أتحقق من شكواه وأبادر بمتابعتها شخصياً.
وفي إطار ذي صلة فقد أبدى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء تفهمه ودعم سموه لما طرحه الصحفيين بشأن مشروع قانون الصحافة ومشروع قانون الإعلام المرئي والمسموع حيث أكد سموه الحرص على العمل والتنسيق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية للإسراع في إقرارهما.
إلى ذلك فقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء ، أن الكلمة لها وقع أمضى من السلاح، ودورها التنويري والتثقيفي له الإسهام الواضح في التقدم والتطور لأي مجتمع.
وقال سموه: "إن صحافة البحرين أثبتت على مدى تاريخها الطويل أنها صحافة وطنية وحرة عبرت عن طموحات وتطلعات أبناء الوطن، ووقفت سدًا في مواجهة من يسعى إلى نشر الفرقة والانقسام بين أبناء المجتمع الواحد".
وأكد سموه "إننا فخورين بما حققته البحرين من منجزات تنموية وحضارية شملت كل المجالات، ونتطلع إلى المزيد منها، ورجال الصحافة والإعلام لهم دور هام في التوعية عبر فكرهم المستنير وعطاءهم للوطن يجب أن لا يلين أو يتوقف".
وأضاف سموه أن اليوم العالمي لحرية الصحافة هو مناسبة لتقديم الشكر إلى رجال الصحافة والاعلام في البحرين على الجهود المخلصة والدؤوبة في تنوير الرأي العام والتعبير عن نبض المواطنين وتطلعاتهم.
وقال سموه إن البحرين تؤمن بحرية التعبير في جميع وسائل الإعلام، وجاءت رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى التي تجسدت في الدستور بما اشتمل عليه من نصوص ومواد، لتشكل الإطار الضامن لهذه الحرية والداعم لها ، ولا تراجع مطلقا عن حرية وسائل الاعلام وتطويرها.
وقال سموه " إن أبوابنا مفتوحة للجميع، وتماسكنا هو السد المنيع ضد كل محاولات التدخل في شئوننا، ولقد عملنا وسنعمل على خدمة الوطن، ولن يستقيم هذا العمل إلا بوحدتنا الوطنية وتعزيز أمننا واستقرارنا، فوحدتنا هي القوة".
وأكد سموه أن حرية الرأي والتعبير في البحرين تشكل محورًا ودعامة لترسيخ أسس المجتمع المتحضر نحو المزيد من الرخاء والإزدهار.
وأشار سموه إلى أن الصحافة تحتل مكانة الصدارة في المجتمع بوصفها أداة فذة للاتصال والتواصل، وهي ليست بمعزل عن المجتمع الذي تعيش فيه بل تتفاعل مع قضاياه وهمومه ومرآة تعكس ما يدور فيه.
ودعا سموه إلى الترفع عن كل فكر يعمل على تقويض وزعزعة مجتمع البحرين الآمن، وأن تنقل الصحافة كل ما هو قيمُ من أجل مجتمع منسجم تمثل المواطنة القاسم المشترك بين جميع أفراده.
وطالب سموه الصحافة بأن تقف موقف المواجهة في وجه من يريد تقويض وهدم أركان المجتمع، وأن يكون الوطن أكبر همومها، حيث لا يمكن لأمة أن تحافظ على كيانها ما لم يكن لديها فكر خلاق يعمل على بناء الانسان وتنويره بما يدور من حوله، وهو دور تلعبه الصحافة باقتدار مما سينعكس على استقرار المجتمع.
ودعا سموه إلى بناء الوطن وعدم حجب انطلاقته نحو التقدم والتطور بمناشط الحياة الآمنة، وعلينا أن نحفظ لهذا الوطن مكتسباته وانجازاته من أجل أجيالنا القادمة.
ونوه سموه بموقف الصحفيين وكتاب الرأي البحرينيين في التصدي لمحاولات التشويه التي تعرضت لها المملكة، وقال سموه "إن هذا الموقف كان ولا يزال مشرفًا، نعتز ونفتخر به جميعا، وهذا هو دأب الصحفيين البحرينيين الذين سخروا أقلامهم للدفاع عن الوطن في مواجهة كل ما يتهدد أمنه واستقراره".
وشدد سموه على أهمية الرسالة الإعلامية في تكوين الوعي والفكر، وضرورة أن تنطلق من بواعث الضمير الوطني، حتى يصل صداها الصادق إلى وجدان مكونات المجتمع بكل أطيافه وتحقق أهدافها في صون تماسكه ووحدته الوطنية.
وأشار سموه إلى أن تزامن يوم الصحافة هذا العام مع ذكرى مرور عشرون عاما على إعلان اليوم العالمي لحرية الصحافة، يلقي مزيدًا من المسئولية على الصحفيين في مختلف انحاء العالم في الحفاظ على القيم السامية لمهنة الصحافة، وتوجيه أقلامهم إلى كل ما يسهم في الارتقاء بأحوال البشر على كافة المستويات.
بعدها، جرت مداخلات بين صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء والصحفيين والكتاب تناولت مجموعة من القضايا التي تهم المواطنين.
من جانبهم، توجه الصحفيين والكتاب إلى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر بخالص عبارات الشكر والتقدير لحرصه على التواصل مع معهم الالتقاء بهم واطلاعهم على كافة القضايا التي تهم الوطن والمواطن.
وأشادوا بدعم سموه المستمر للصحافة وحرية الرأي والتعبير، بما يجسد نهج سموه في التواصل مع كافة فئات المجتمع والاستماع إليهم للتعرف على كل ما يهم الوطن والمواطنين.