عواصم - (وكالات): بحث وفدا النظام والمعارضة السوريين في قضية عشرات آلاف المعتقلين والمفقودين في سوريا، في ثاني يوم من جلسات التفاوض ضمن مؤتمر جنيف 2، وباشرا أمس جلسات منفصلة للانتقال إلى الشق السياسي، فيما أعلن الموفد الأممي الأخضر الإبراهيمي أن النظام السوري سمح للنساء والأطفال المحاصرين منذ أشهر في حمص وتحديداً في مدينتها القديمة بمغادرة المدينة.
وعقد الوفدان جلسة مشتركة هي الثالثة منذ أمس الأول بحضور الإبراهيمي، دامت أكثر من ساعتين في قصر الأمم، مقر الأمم المتحدة بجنيف.
وقال عضو وفد المعارضة المفاوض عبيدة نحاس بعد انتهاء الجلسة الصباحية إن وفد المعارضة طالب بـ «الإفراج عن عشرات الآلاف من المعتقلين في سجون النظام، وبينهم نساء وأطفال»، داعياً إلى «فصل موضوع النساء والأطفال عن باقي المعتقلين، لأن النساء والأطفال يجب أن يخرجوا فوراً».
واوضح أن لدى المعارضة «47 ألف اسم أصحابها معتقلون في سجون النظام، يتم التحقق منها بدقة، وهناك أسماء غيرها، قدمنا قائمة بأسماء ألف امرأة و1300 طفل، وأملنا أن يتم الإفراج عنهم فوراً».
وذكر أن «النظام تعامل مع هذا الموضوع بعدائية، وحاول التركيز على قضايا مكافحة الإرهاب».
وبالنسبة للمخطوفين في مناطق خارجة عن سيطرة النظام، قال نحاس إن وفد المعارضة «قال اإه مستعد للبحث عن مخطوفين، وإذا كانت هناك إمكانية للتفاهم مع الجهات الخاطفة، يمكن أن يتم ذلك».
ولا توجد إحصاءات دقيقة عن أعداد المعتقلين والمفقودين منذ بدء النزاع في سوريا منتصف مارس 2011. ويقدر المرصد السوري لحقوق الانسان وجود 17 ألف مفقود مجهولي المصير، إضافة إلى «عشرات آلاف» المعتقلين في سجون النظام، وآلاف الأسرى لدى المجموعات المقاتلة على الأرض، بينها تنظيمات جهادية.
وقال المتحدث باسم وفد الائتلاف المفاوض منذر اقبيق إن «الجيش السوري الحر ليس لديه معتقلون مدنيون، بل لديه أسرى حرب، مقاتلون وجهوا سلاحهم إلى الشعب السوري».
ورداً على سؤال حول المخطوفين وبينهم صحافيون أجانب تحتجزهم منظمات جهادية، قال اقبيق «كما تعلمون، أن منظمة القاعدة ليست لنا علاقة بها بل نحن نحاربها».
وأضاف «إذا كان لديها مخطوفون، فهذا أمر خارج التفاوض».
وأوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» من جهتها أن الوفد الرسمي السوري «طالب وفد الائتلاف المسمى المعارضة بتقديم صورة واضحة عمن له السيطرة عليهم من المسلحين في المناطق السورية، إلا أن وفد المعارضة لم يقدم أي شيء، وقال إنه ليست لديه أي سلطة على المجموعات المسلحة بل لديه فقط اتصال معها».
وسأل الوفد الحكومي الإبراهيمي، بحسب سانا، «كيف يمكن لوفد الائتلاف إذن أن يضمن تطبيق أي تفاهم؟».
من جهة أخرى، قال نحاس إن وفد المعارضة أبلغ الإبراهيمي في بداية الجلسة أن «قافلة المساعدات لم تدخل إلى حمص حتى الآن»، كما تم الاتفاق عليه في جلسة التفاوض أمس الأول.
وقال «هناك قافلة من 12 شاحنة مازالت تنتظر إذن دمشق تحديداً. هناك مماطلة من جانب النظام، لكن الإبراهيمي عبر عن أمله في أن تدخل المساعدات اليوم أو غدا».
وكان الوفدان بحثا في الحصار المفروض منذ يونيو 2012 على أحياء حمص القديمة التي يسيطر عليها المعارضون.
وفي وقت لاحق، أعلن الإبراهيمي أن النظام السوري سمح للنساء والأطفال المحاصرين منذ أشهر في حمص وتحديداً في مدينتها القديمة بمغادرة المدينة.
وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي في اليوم الثاني من المفاوضات بين ممثلي النظام والمعارضة السوريين إن «الحكومة السورية أبلغتنا أن النساء والأطفال يستطيعون المغادرة فوراً»، مضيفاً «هناك أمل أنه اعتباراً من اليوم، يستطيع النساء والأطفال مغادرة حمص القديمة».
وأضاف «نأمل في أن تدخل قوافل المساعدات الإنسانية اليوم إلى حمص، موضحاً «قلت إن الجماعات المسلحة في مدينة حمص أبلغتنا وقالت لأطراف آخرين إنها لن تعترض القوافل».
ولاحقاً، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مؤتمر صحافي منفصل الاتفاق المذكور، وقال «كنت معنياً مباشرة في العامين الأخيرين بعملية إخراج النساء والأطفال. لكن المجموعات المسلحة منعتنا ولم تسمح لأي شخص بأن يغادر».
وفي اليوم الثاني من المفاوضات بين ممثلي النظام والمعارضة، أبدى الإبراهيمي «سروره» بكيفية حصول هذه المفاوضات.
إلى ذلك، أعلن الإبراهيمي أن الائتلاف السوري المعارض «سيحاول الحصول» على لوائح بأسماء المعتقلين لدى مقاتلي المعارضة وتحديداً «من الجهات التي لها سيطرة عليها أو لها صلة بها».
من جانبها، أكدت المستشارة السياسية للرئيس السوري بثينة شعبان أن لا جدول أعمال للجلسات الجارية برعاية الأمم المتحدة، وأن مواضيع البحث تتقرر تباعاً.
وقالت شعبان «المشكلة أن الطرف الآخر حاول خلال جلسة أمس الأول أن يركز على أمور صغيرة جداً. الحكومة السورية لديها أجهزة كاملة في كل محافظات القطر تقضي ليلاً نهاراً لمحاولة إغاثة الناس المتضررين من هذا الإرهاب الذي يفتك ببلدنا».
وعن «هيئة الحكم الانتقالي» التي تقول المعارضة إن المفاوضات ستنتقل إلى البحث بها، قالت شعبان «سوريا لديها تحفظ ليس فقط على هذه العبارة وإنما لأن هذا الموضوع يطرح في وقت تدمى فيه سوريا وتعاني من إرهاب فظيع».
وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي إنه»لا إحراج» بالنسبة إلى الوفد الحكومي في مناقشة مسألة هيئة الحكم الانتقالي، وإنه «منفتح» على كل المواضيع.
ميدانياً، تدور اشتباكات عنيفة في الأحياء الواقعة على أطراف مدينة دمشق خاصة في جنوبها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، «فارق 6 أشخاص الحياة، بينهم سيدتان وطفل، جراء النقص الشديد في المواد الطبية والغذائية وسوء الأوضاع الصحية والإنسانية» في المخيم المحاصر من القوات النظامية منذ نحو 200 يوم، بحسب المرصد.
وأوضح المرصد أنه بذلك «يرتفع عدد الذين فارقوا الحياة منذ يونيو 2013 إلى 75، بينهم 24 سيدة و4 أطفال»، في المخيم الذي يسيطر مقاتلو المعارضة على غالبية أحيائه.
وفي مدينة حلب، قال المرصد إن حصيلة القصف بالطيران الحربي على حي الصالحين في المدينة ارتفعت إلى 18 قتيلاً بينهم 6 أطفال.