عملاً بحق الرد الصحافي، تنشر «الوطن» رد د.عادل جاسم فليفل، على ما كتبته انتصار البناء في الصحيفة الأحد 26 يناير 2014.
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً).
أسأل الكاتبة لماذا خرج المقال الآن؟ ولصالح من نشر؟ الهدف من المقال هو محاولة يائسة للتصدي للموجة العاتية للصحوة الإسلامية التي تهز من وقف مع أمريكا وكف المسلمين حتى عن مساعدة إخوانهم المسلمين بالدواء والمعونات الإنسانية التي يحتاجونها نتيجة اعتداءات وحشية يتعرضون لها في دماج وسوريا والعراق من ذبح وتهجير.
لم نذهب كما ذهب الآخرون للتآمر على البحرين وشعبها مع قيادات إرهابية خارجية، ألم يأمرنا الله سبحانه وتعالى بالجهاد بالمال والنفس حتى وصل بأهل الانتفاع والاستكانة والرضا بفتات الدنيا وأعداء الأمة ينهشون فينا نهشاً، حتى تخرجي علناً أيتها الكاتبة وتقولين لنا أنتم سبب البلاء ودعاة الخراب وجالبو المصائب.
أسألك بصورة أكثر صراحة هل الوضع في البحرين يتحسن أم يتدهور؟ وما هو موقع الشريعة والدين بل حتى الأخلاق المتعارف عليها في الإعلام والسلوك العام والفساد والاقتصاد وما إلى ذلك؟ أم أن مقالك يدعو للهروب من الواقع ويكون حلاً شرعياً لجميع مصائبنا.
ليس هناك فرق بين استباحة سفك دماء المسلمين في فلسطين والعراق وسوريا واليمن والبحرين، فالعدو واحد وهو التحالف الأمريكي المجوسي على أهل السنة، وقد نكون أناساً قليلين إلا أننا سائرون على نهج رسولنا محمد بن عبد الله الذي أوصل رسالته للعالم بشخص واحد صدقه وآمن برسالته وهو الصديق رضي الله عنه، وكم من الزعامات والقيادات الإسلامية تراجعوا عن بث روح العقيدة ولكنهم ذهبوا حيث ذهبوا وبقي الإسلام وانتصر (والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون).
النصر والتغيير لا يأتي يا أختي العزيزة عندما تجلسين في مكتبك وسط أوراقك وكتبك دون تقديم تضحيات من نفس ومال وولد وفراق وطن، ولم نذهب إلى اليمن افتخاراً وتعظيماً لأنفسنا، بل إيماناً لعون إخواننا ولو بالبسيط مما نملك لنواجه ولو بالقليل الأحداث العظام التي تعصف بالعالم الإسلامي عصفاً، وفي مواجهة أعداء الإسلام نحن نحمل مسؤولية هذا الدين بحملات نبيلة وسامية، فنحن لسنا طلاب منافع دنيوية، وابتعدي عن الفتاوى بقولك هذا جائز وهذا غير جائز، وهذا واجب وهذا حرام، وتقرير أحكام شرعية في نوازل عظيمة.
أم أنك أيتها الكاتبة تريدين منا أن نكون عجزة ضعفاء مشلولين مكسوحين أو كما قيل:
ياقــوم لا تتكلمــــــــوا إن الــكلام محــــــرم
ناموا ولا تستيقظـــــوا مافــــــاز إلا النـــــوم
وتأخـروا عــن كل مــا يقضـي بأن تتقدموا
ودعــوا التفهــم جانباً فالخيـــر ألا تفهمــــوا