أعلنت وزارة الصحة عن وصول خبير فنلندي إلى المملكة بهدف إنشاء برنامج وطني عام للترصد من الأمراض المزمنة غير السارية وعوامل الخطورة المرتبطة بها، وتحديث البرنامج الموجود حالياً، مشيرة إلى أنه مع نهاية زيارة الخبير الفنلندي سيتم وضع اللبنة الأولى لإنشاء البرنامج ودمجه مع البرنامج المعلوماتي الموجود بالوزارة (I-seha).
وقالت «الصحة» في بيان أمس، إن «الخبير الفنلندي البروفيسور جاكو توماليتو يزور البحرين حالياً لإنشاء برنامج رصد الأمراض غير السارية والعوامل المصاحبة، من خلال تحديث البرنامج الموجود حالياً من حيث الموارد والبنية التحتية وكذلك جمع البيانات، وتحليلها ومن ثم المراقبة وإصدار التقارير المتعلقة بالبرنامج للداخل والخارج».
وأضافت أن «الخبير التقى الإدارة العليا بوزارة الصحة، وزار عددا من المرافق التابعة لوزارة الصحة للاطلاع على النظام المتبع في رصد الأمراض المزمنة غير السارية، منها قسم السجلات الصحية حيث اطلع على طريقة تسجيل وزارة الصحة لهذه الأمراض، كما اطلع على الإحصائيات الخاصة بوفيات الأمراض المزمنة غير السارية».
ونقل بيان «الصحة» عن الخبير قوله على هامش زيارته لقسم السجلات الصحية، إن وزارة الصحة «تملك خطط عمل جيدة وممتازة في مجال الرصد وجمع المعلومات والبيانات»، مؤكداً «أهمية أن يتم العمل في المستقبل على ربط كل هذه المعلومات مع بعضها البعض لتكتمل الصورة».
وأضاف أن «ذلك يتحقق من خلال مشاركة جميع القطاعات ذات العلاقة بالموضوع من أجل مكافحة الأمراض غير المزمنة»، داعياً إلى حكومة البحرين ممثلة بوزارة الصحة إلى «إجراء البحوث الدورية لعوامل الخطورة نحو ممارسة الرياضة وارتفاع الكولسترول والتدخين وترصد من خلال البحوث الخطط التي تقلل من الأمراض المزمنة».
هذا ويعتبر الترصد الوبائي للعوامل المسببة (التدخين، الخمول البدني، الغذاء غير الصحي والإفراط في تناول الكحول) للأمراض غير السارية (أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكر والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة) مكوناً رئيساً في برنامج الوقاية والسيطرة عليها بما يقدمه من معلومات مهمة لتخطيط وتقييم فعالية هذا البرنامج. ولقد قامت وزارة الصحة بتنفيذ عدد من البرامج للوصول إلى برنامج وطني شامل للرصد ومنها المسح الوطني لعوامل الاختطار للأمراض المزمنة غير السارية.
وأوضحت وزارة الصحة أن البروفيسور جاكو توماليتو عمل في عدة مجالات تتعلق برصد الأمراض غير السارية ويتمتع بعضوية في العديد من المنظمات ذات العلاقة، وحائز على جوائز تقديرية عدة في هذا المجال.ومن أبرز أعماله مشاركته في برنامج الوقاية من أمراض القلب والشرايين في فنلندا والمعروف بمشروع (نورت كارليا) حيث كان مسؤولاً عن الترصد لعوامل الاختطار لهذه الأمراض مثل خطر ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون في الدم حيث أدى في نهاية المشروع إلى التقليل من الإصابة بأمراض القلب والشرايين حيث أصبح المشروع قدوة لجميع دول أوروبا والعالم. وقد عمل في عدة مشاريع مماثلة مما أكسبه الخبرة الكبيرة في مجال رصد الأمراض المزمنة غير السارية وعوامل الاختطار المصاحبة.
وحول المسح الوطني لعوامل الاختطار للأمراض المزمنة غير السارية قال رئيس وحدة الأمراض المزمنة غير السارية د.عبدالحسين العجمي: «تُعد الأمراض غير السارية من أهم أسباب اعتلال الصحة والوفاة في مملكة البحرين، فإذا لم يتم التصدي لهذه الأمراض وإحكام السيطرة عليها فإن أعباءها المتزايدة سوف تتسبب في فقدان القدرة الإنتاجية للأفراد وكذلك زيادة عدد الوفيات وحالات الإعاقات مما يُشكل استنزافاً للموارد المالية للدولة».
وتابع العجمي: أن «المسح الوطني لعام 2007 أظهر أن نسبة ارتفاع ضغط الدم بلغت 38.2% والسكري 14.3% وارتفاع الدهون 40.6%، وزيادة الوزن والسمنة 35.9%، وعلاوة على ذلك فإن 62% يتناولون الخضار و56.25% يتناولون الفواكه يومياً، إضافة لذلك فإن 75ز 1% لا يقومون بأي نشاط بدني أثناء الفراغ، وأن معدل انتشار التدخين بلغ 19.9%».
وأضاف أنه «لا يكتمل نجاح برنامج الترصد إلا بإدماجه في البرنامج المعلوماتي الوطني الموجود حالياً في الوزارة مثل (I-seha) بحيث يحتوي على المكونات الأساسية لنظام الرصد وهي مراقبة التعرض لعوامل الاختطار المرتبطة بالأمراض المزمنة غير السارية، ومراقبة مخرجات البرنامج وهي الوفيات من هذه الأمراض، وكذلك معدلات المراضة لهذه الأمراض، ومراقبة قدرة النظام الصحي في البلد والتجاوب للسيطرة على هذه الأمراض ومنها الخطط والقوانين والقوى العاملة والحصول على الأدوية الأساسية».