لم يدر بخلدي أن أرثيك يوماً، لكنها إرادة الله ولا راد لقضائه، فالله أعطى والله أخذ ولا حول ولا قوة إلا به.
يصادف التاسع والعشرون من يناير الذكرى المؤلمة الأولى لرحيلك يا بو حمد، ذاك الرحيل الذي لم يكن على البال حتى وأنت في الرمق الأخير، ونحن ملتفون حولك بأنها النهاية، معتقدين أنه عارض صحي كالمرات السابقة، لكنه أمر الله ونفذ، فرحمة الله عليك أيها الغالي.
بو حمد.. أنهكني الفراق وطالت المدة، ورغم انقضاء العام الأول لرحيلك، لكن ما زالت في القلب غصة، غصة الفراق القاتلة والشوق والحنين إليك، وما خفف وطأة المعاناة إلا أبناؤك الأعزاء، وتمثل البر كله في الغالي حمد وإخوته.
فنعم الأب كنت ونعم التربية ما زرعتها في هؤلاء الأبناء، فنم قرير العين أيها الغالي فأنت في كفالة رب العرش، وخلفك أبناء بررة وزوجة محبة وأهل وأصدقاء يدعون لك في السر والعلن.
ما أعظمها من دعوة حين تأتي من أبناء صالحين يدعون لك في ظهر الغيب، ها هي البذور التي بذرناها أينعت أبناء صالحين يحملون اسمك أيها الغالي.
أخيراً لن أنساك فكل ما حولي يذكرني بك، بقايا زجاجات عطرك، ساعتك التي بمعصمك عندما فاضت روحك على ساعدي، هويتك أحتفظ بها في قلبي أولاً ثم في محفظتي، ولساني يدعو لك في كل حين، فنعم الزوج كنت، شيءٌ غالٍ افتقدته بعدك، وهو مناداتك لي حين دخولك المنزل ولا تراني.
أنت في انتظاري أيها الغالي فنجتمع إن شاء الله في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر.
زوجتك التي لن تنساك
أم حمد