كتبت - نور القاسمي:كشف رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة د. محمد عبدالغفار أن «دراسات» استعان في تصميم وصياغة خطته الاستراتيجية بخبرات مؤسسة ستانفورد الدولية للأبحاث، موضحا أن الخطة الاستراتيجية لمركز «دراسات» تمثّل رؤية شاملة وإطار عمل للسنوات الخمس المقبلة.وقال عبدالغفار، خلال تدشين «دراسات» استراتيجيته للسنوات الخمس المقبلة بحضور مهتمين بالشؤون الفكرية والاستراتيجية، إن «المركز يسعى من خلال استراتيجيته الخمسية إلى تحديد مسار عمله ووضع الأولويات وتبني المشاريع التي من شأنها تحقيق الأهداف التي يطمح المركز للوصول إليها حتى العام 2018».وأضاف أن «المركز استعان في تصميم وصياغة خطته الاستراتيجية بخبرات مؤسسة ستانفورد الدولية للأبحـــاثStanford Research Institute (SRI) International وهي مؤسسة بحثية مستقلة غير ربحية ذات خبرة تمتد لأكثر من ستين عاماً عملت فيها على ربط الفجوة بين مراكز البحث في الجامعات وبين الحياة المهنية والأسواق الكبرى».وأشار إلى أن «الاستراتيجية اشتملت على مشروع تعاون بين المركز ومؤسسة SRI على ثلاثة مرتكزات أساسية لتصميم استراتيجية تضمن للمركز أعلى معدلات الأداء والجودة في مجالات اختصاصه وهي دراسة وتحليل سياق عمل مركز «دراسات»، ودراسة البيئة المحيطة للمركز، ثم وضع الخطة الاستراتيجية التي تعينه على تحقيق أهدافه ورؤاه». وتابع د. عبدالغفار أن استراتيجية «دراسات» تأتي لتحقيق أهداف المركز حسب الإمكانيات البشرية والمالية المتوفرة حالياً للارتقاء بمخرجات ومنتجات المركز إلى مستويات المنافسة خلال السنوات الخمس القادمة، وضمن جهود ومسار أتبعه «دراسات» خلال الفترة السابق تكللت بحصوله على المرتبة الثالثة بين المراكز الاستراتيجية في الوطن العربي بحسب تقييم أجراه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبريل 2013. ولفت إلى أن «إجمالي عدد المراكز والبحوث في العالم بلغ 6826 مركزاً بحثياً وفقاً لرصد جامعة بنسلفانيا حول مراكز الدراسات في العالم لعام 2013، منها 511 مركزاً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، و52 مركزاً بدول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة».ومن جهته، قال د. خالد الرويحي المدير التنفيذي لمركز «دراسات» إن «مشروع إعداد الاستراتيجية اشتمل على تحليلات علمية تم من خلالها تحديد نقاط قوة المركز والفرص والتحديات أمامه ودراسة تأثيرات البيئة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها على عمله».وأضاف أن المركز توصل إلى معلومات عن البيئة المحيطة بالمركز تم أخذها بعين الاعتبار أثناء إعداد الاستراتيجية، مشيراً إلى أن الهدف الأساس من ذلك هو معرفة موقع المركز بين نظرائه في المنطقة وتبعاً لذلك تم تحديد النطاق الذي سيعمل فيه مركز دراسات.وأشار د. الرويحي إلى أن مركز دراسات يسعى عبر خطته الاستراتيجية إلى أن يكون أول مركز استراتيجي قائماً على المعرفة بالكامل في مختلف أنشطته وأعماله وقد بدأ في وضع البنى الأساسية لتحقيق ذلك.وقال إنه خلال السنوات الماضية ومع التغيرات التي مرت بها المنطقة استشعر المعنيون في المنطقة بشكل عام بأهمية الدراسات الاستراتيجية، ومع هذه المتغيرات كان لزاماً على مركز «دراسات» تبني فكراً استراتيجياً حديثاً يلبي الاحتياجات المتزايدة للنشاط الاستراتيجي والحاجة الملحة للحصول على التحليل والرأي الرصين المستند على أسس علمية.محاور الاستراتيجيةوفي السياق ذاته، قال مركز «دراسات» بمناسبة تدشين استراتيجيته إنه «في الجانب السياسي، تضمنت استراتيجية المركز الاهتمام بمحاور رئيسة منها تتبع تأثيرات ما يسمى بـ»الربيع العربي، والصراعات السياسية في المنطقة، وتتبع آثار المشروع الإصلاحي في مملكة البحرين ونتائجه، وتعميق فهم العلاقات الإقليمية المعقدة بين دول الجوار، إضافة إلى تتبع التدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة.وفي الجانب الاقتصادي ترى الخطة الاستراتيجية لـ»دراسات» ضرورة أخذ عدة عوامل في الاعتبار من خلال أنشطته الفكرية القادمة ومنها زيادة الارتباط الاقتصاد البحريني بأسواق واقتصاديات دول الخليج العربية، والارتباط المتصاعد بين الاقتصاد الخليجي ككل والاقتصاد العالمي كنتيجة للعولمة والتطور التقني والتوجه نحو الاقتصاد القائم على المعرفة، وأخيراً ارتفاع حدة التنافس على ريادة القطاع المالي في بلدان المنطقة.أما أبرز القضايا الاجتماعية التي وجد المركز أهمية مراعاتها في عمله القادم فقد تم حصرها في: ارتفاع نسبة الشباب الى إجمالي عدد السكان في مملكة البحرين، وآثار بروز التجاذبات الطائفية في المجتمع الإقليمي وتأثيراته السلبية لذلك على المجتمع المحلي، ودور المرأة والفرص المتاحة أمامها.وتلمَّس المركز في خطته الاستراتيجية ضرورة مراعاة بروز الدور الهام للتقنيات الحديثة في دعم الاقتصاد، وانتشار أدوات التواصل الاجتماعي الحديثة وصعوبة التحكم في المعلومات ووسائل بثها وانتشارها، وظهور مصادر غير تقليدية لنشر الأخبار. وفيما يخص قضايا البيئة والطاقة التي وجدت الخطة ضرورة الاهتمام بها فقد اشتملت على ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع منسوب مياه البحر وخطورتها على المنطقة إلى جانب مشكلات التلوث البيئي والنفايات الكيميائية والمشعة، والتقدم في تقنيات استخراج النفط والغاز، وظهور مصادر بديلة للطاقة الإحفورية وأهمية رفع الوعي بالمحافظة على موارد الطاقة وترشيد استهلاكها.وبناء على التحليلات التي تضمنها مشروع إعداد الخطة ، قام «دراسات» بصياغة رؤيته في أن يكون مؤسسة فكرية رائدة في المنطقة للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة تساهم في القرارات الاستراتيجية في مملكة البحرين والمنطقة.وحدد المركز ملامح رسالته الاستراتيجية وهي العمل كبيت خبرة ومؤسسة فكرية تعين صنّاع القرار بمملكة البحرين، وإجراء الدراسات واقتراح الحلول المبتكرة للمشاكل المعاصرة والناشئة في المجالات الاستراتيجية والدولية والطاقة إلى جانب التشجيع المستمر على النقاش الفكري الحر وتسهيل الآليات للحوار في القضايا السياسية الساخنة محلياً وعالمياً، وجمع المعلومات ورصد التطورات الاستراتيجية المتعلقة بمجالات عمل المركز، وتطوير ونشر المعرفة والمعلومات حول القضايا المتعلقة بالدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، وإجراء الدراسات الاستراتيجية بالتعاون مع المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية. ووضعت الخطة الاستراتيجية أهدافاً محددة للمركز منها إنتاج دراسات استباقية في المجالات التخصصية للمركز، تطوير برامج مستدامة للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاق، تطوير منظومة فاعلة لجمع وتحليل المعلومات ورصد التطورات الاستراتيجية إقليمياً ودولياً، تبني أفضل الأنظمة الرقمية للبنية المعلوماتية الأساسية، تطوير أدوات فاعلة لإصدار ونشر المعرفة، تكوين شبكة من العلاقات المؤسساتية والمهنية إقليمياً ودولياً،خلق كوادر وطنية متميزة من المحللين والباحثين المتخصصين في مجال الدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، وتنفيذ خطة واضحة للفعاليات في مجالات عمل المركز. وجاء في بيان «دراسات» إن المركز يسعى إلى إلى أن يكون مركزاً قائماً على المعرفة، ومحطة إقليمية للدراسات الاستباقية وللفعاليات الاستراتيجية المتخصصة والهامة لمملكة البحرين ودول الخليج العربي والمنطقة بصفة عامة.