قال الإمام محمد متولي الشعراوي رحمه الله في خواطره حول القرآن الكريم: «القرآن الكريم حمل معه وقت نزوله معجزات تدل على صدق البلاغ عن الله سبحانه وتعالى، وعن صدق رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت أول معجزة أن القرآن كلام الله، فيه عطاء الله ما تحبه النفس البشرية ويستميلها، إنه يخاطب ملكات خفية في النفس لا نعرفها نحن ولكن يعرفها الله سبحانه وتعالى خالق الإنسان وهو أعلم به، وهذه الملكات تنفعل حين تسمع القرآن فتلين القلوب، ويدخل الإيمان إليها، ولقد تنبه الكفار إلى تأثير القرآن الكريم في النفس البشرية تأثيراً لا يستطيع أن يفسره أحد، ولكنه يجذب النفس إلى طريق الإيمان ويدخل الرحمة في القلوب، لذلك كان أئمة الكفر يخافون أكثر ما يخافون من سماع الكفار للقرآن، ويحاولون منع ذلك بأية وسيلة، ويعتدون على من يتلو القرآن، ولو أن هذا القرآن لم يكن كلام الله الذي وضع فيه من الأسرار ويخاطب ملكات خفية في النفس البشرية، ما اهتم أئمة الكفر أن يستمع أحد للقرآن أو لا يسمع، ولكن شعورهم بما يفعله كلام الله، جعلهم لا يمنعون سماع القرآن فقط، بل قالوا كما يخبرنا به القرآن الكريم: «وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون».