كتب - علي الشرقاوي:
هناك في فريج الفاضل، شخصيات خرجت من جلدتها كي تتنفس كل شبر على أرض البحرين، تراها، رغم صغرها، تجاوز أكبر بلدان العالم، لما يملكه إنسانها من خصائص حضارية، وبحرية مينائية وإنسانية، غاية في التسامي والعمل على وحدة الإنسان في كل مكان.
والصديق إبراهيم بشمي، ولد الفريج، المتخاصر مع فريج الحطب، وفي منطقة من أهم مناطق المنامة، وهي سوق الطواويش، حيث تتركز كل النشاطات التجارية ومنها بالطبع تجارة اللؤلؤ، هذه التجارة التي عرفت فيها البحرين، على مستوى العالم.
المنطقة التي ترعرع فيها إبراهيم بشمي، هي ملتقى الجاليات والديانات، والمذاهب، فهنا تجد اليهودي والمسيحي والهندوسي، والصابئي، والإسماعيلي، وغيرهم، يعيشون في هرمونية رائعة، لا أحد يعتدي على أحد، حيث الحب والتسامح والاحترام المتبادل، بين الإنسان والآخر، هو الخيط الرابط بين جميع من يسكن هذه المنطقة، وبشمي شرب من روح التسامح منذ تكوينه الأول.
لهذا أرى إن إبراهيم بشمي، هو واحد من الذين انتقلوا في حياتهم، من الخاص إلى العام - ومن الذاتي إلى الموضوعي، ومن الحلم الفردي إلى الحلم الجماعي. ومن الهم الوطني إلى الهم القومي ثم الأممي، ومن الكتابة في أوراق الصحف إلى الكتابة في أشجار الحياة، ومن العمل للبحرين، الجزيرة العائمة على ماء الخليج، إلى الحلم بوحدة العالم، لهذا نقل قصص الشعوب - لينهل منها الأطفال، وتحولهم إلى بناة في خارطة العالم.
إبراهيم بشمي أول صحافي بحريني تخرج من كلية الصحافة، بعد أن كان العمل الصحافي في البحرين، معتمداً على محبي الكتابة، دون دراسة أكاديمية تصقل الموهبة وتدفعها خطوات بعيدة إلى الأمام.
في الثانوية يعرض أعماله الفنية الأولى
نحن في المدرسة الثانوية، المدرسة الوحيدة في منتصف الستينات، يلتقي بها جميع طلبة البحرين لإنهاء هذه المرحلة المهمة في النظام الدراسي، حيث كانت المدرسة بمثابة الجامعة، ففي الفصول الدراسية، وفي أوقات الفرصة، يلتقي الطلبة لمناقشة آخر الإخبار السياسية، سواء في البحرين أو في الدول العربية أو في بقية دول العالم، ربما في عام 1965، كان معظم الطلبة يتوزعون على الأحزاب الوطنية، فهناك القومي المتعصب للعرب، بما جعل الآخرين المختلفين عنه يصفونه بالشوفيني، وهناك الإسلامي المتعصب للإسلام، ضارباً بالحائط كل الديانات السماوية الأخرى، وهناك الشيوعي المتعصب للأممية الحالم بديكتاتورية البرولتاريا «الطبقة العاملة»، حول العديد من القضايا التي يتناقش فيها الطلبة بصورة شبه يومية، كانت الأيام تسير نحو المرافئ التي ترغب.
ولأن المدرسة كانت تعتبر البوابة إلى الحلم، فقد كانت هناك العديد من الفعاليات والنشاطات، ومن ضمنها المهرجان السنوي الرياضي، والمعارض التشكيلية الطلابية، في هذا الوقت التقيت بالفنان الشاب الحالم بأن يرسم شيئاً مختلفاً، حيث وجدت له رسمة تشكيلية أو أكثر على جدران المعرض في المدرسة، واعتبرته شخصياً أحد الفنانين الصاعدين إلى قمة هذا المجال، إذا واصل رسوماته الجميلة بالصورة التي عرضها في هذا المعرض السنوي.
الصحافي إبراهيم بشمي
بعد أن انتهى الشاب إبراهيم بشمي من دراسته الثانوية في البحرين، وفيما اتجه زملاء التوجيهي لدراسة التجارة والطب والهندسة، اتجه بشمي اتجاهاً مغايراً، ويعتبره البعض مضيعة للوقت، لدراسة الصحافة في القاهرة، الأرض التي أسست للصحافة العربية، حيث تخرج كأول صحافي بحريني من جامعة القاهرة، كلية الآداب - قسم الصحافة عام 1971، وفي فترة الدراسة انخرط في العمل الطلابي، وعايش التجارب السياسية المصرية، وتعرف على كل الاتجاهات المؤثرة في الشارع المصري، وعلى الكتاب والشعراء والمعينين، الذين صنعت منهم هزيمة أو نكسة، سمها كما تريد، الخامس من يونيو 1967 عبارة عن ورش عمل وطنية من أجل إعادة بناء وتقوية الروح الوطنية العربية التي عملت النكسة على إضعافها.
وقد ساهم بشمي مع غيره من طلبة روابط البحرين في الخارج، أثناء عودتهم للبحرين في الإجازة الصيفية، على تدريس الطلبة المحتاجين للتقوية، وعلى مشروع تثقيف من يحتاج إلى تثقيف، وعلى جمع الشباب لبناء مجتمع أفضل وأجمل وأرقى.
بشمي القارئ النهم
بعد أن توطدت علاقتي بإبراهيم بشمي، حيث بدأ عمله في جريدة الأضواء - لصاحبها ورئيس تحريرها محمود المردي، ثم بعد ذلك في مجلة «صدى الأسبوع» لصاحبها ورئيس تحريرها علي سيار، كنت أذهب إليه في فريج كانو، حيث كان بيتهم العود قريباً من سوق الطواويش، والذي كان من أهم الأسواق في المنامة، فعلى مصطبيات دكاكين أو عمارات الطواشيين، كانت تتم صفقات بيع اللؤلؤ، والتي تتجاوز عشرات الآلاف من الروبيات الهندية، ومنه يصدّر هذا اللؤلؤ إلى كل من الهند ولندن وباريس، وفي العديد من المرات كنت أشاركه وجبة الغداء، وفي محيط بيت إبراهيم بشمي وقريباً من مسجد بشمي في فريج الحطب، كان المكان يعج بجميع الجاليات والديانات والأفكار والأيديولوجيات، في هذا المكان المفتوح على العالم، كنت تلتقي بالهندوسي وبالمسيحي وباليهودي، حيث كان أغلب اليهود في تلك الفترة يعيشون في هذه المنطقة، إضافة إلى المعبد الهندوسي. في هذه الأجواء المتسامحة دينياً، عاش إبراهيم بشمي وتشكلت رؤيته الاجتماعية والوطنية والسياسية. إبراهيم من نوع الناس الذين لا يحبون النوم بعد الغداء، ليس مثلي بالطبع، فإن لم آخذ قسطاً من راحة «القيلولة»، لا أعرف أن أعمل أي شيء في بقية يومي، إبراهيم كان يستغل فترة ما بعد الغداء، لقراءة كل الصحف الصادرة في هذا اليوم، سواء المحلية أو العربية، أو تلك التي تصدر في العالم.
وعرفت إبراهيم قارئاً نهماً، يملك مكتبة كبيرة، وقد رأيت في مكتبته في أوائل السبعينات مجلد «دليل الخليج « وهو من أهم المراجع لتاريخ وجغرافيا منطقة الخليج، فتساءلت كيف يمكنني أن أحصل عليه؟ وربما قرأت أجزاء منه من خلال استعارتها من بشمي، إن الجلوس مع إبراهيم بشمي والحوار معه، والاستماع إليه، هو جلوس مع أحد كبار المثقفين في البحرين، فهو يمثل جيلاً كاملاً، وهو شاهد على أحلام وطموحات وعذابات هذا الجيل الحالم بحياة أفضل لكل إنسان، ليس في البحرين، إنما في كل العالم.
مرحلة الأضواء
لم يكن أمام الصحافي الممتلئ بحماس شاب، يريد تقديم أجمل ما لديه من أفكار ومشاريع إلى العمل في الصحافة المحلية، ولم تكن أمامه إلا جريدة الأضواء لصاحبها محمود المردي، هذه الشخصية التي أسست لصحافة وطنية جديدة، واحتضنت كل الطاقات الشبابية العاشقة لمهنة المتاعب، فعمل إبراهيم بشمي، داخلاً في أتون الوضع الاجتماعي والسياسي الذي دخل مرحلة جديدة من مراحله بعد فك الارتباط بين البحرين وبريطانيا، وتأسيس البحرين الجديدة المعتمدة على شعبها في التحول من دولة تحت وصاية الخارج، إلى دولة مستقلة، تقرر مصيرها لوحدها، مرتبطة بمواثيق دولية مع كل العالم، واستمر بشمي يعمل في جريدة «الأضواء» كصحافي من عام 1971-1973.
مرحلة صدى الأسبوع
بعد أن تمرس بشمي على العمل الصحافي اليومي في الأضواء، انتقل إلى مجلة «صدى الأسبوع» لصاحبها الصحافي الكبير علي سيار، ليكون مدير تحريرها، ويصبغها بالصبغة الوطنية الخارجة عن الأطر التقليدية، كحلم علي سيار الدائم، ويعطيها من وقته وصحته وحلمه كل ما يملك من إمكانات.
فكان أداة الوصل بين الطاقات الشابة، سواء في الحركة الأدبية والثقافية الجديدة الحاملة كل بذور، كل التوجهات الوطنية، أو الراغبين في إصلاح المجتمع البحريني. كان إبراهيم بشمي أجرأ الأصوات الصحافية التي دخلت المجال الصحافي، لتشكل كتاباته صوت من لا صوت لهم، وتحاول أن تطرح البدائل التي يحتاجها المجتمع البحريني الجديد، الخارج من وصايات الدول الكبرى، وبسبب الجرأة الكبيرة التي يتمتع بها هذا القلم الجاد والحالم، أوقفت مجلة «صدى الأسبوع « لفترة ليست بالقصيرة.
إبراهيم المغامر
من خلال عمل إبراهيم في المجال الصحافي كان لا يكف عن المغامرة، ربما هي بقية من بقايا تأثير رحلات السندباد الـ7 التي هضمها في فترة الطفولة والصبا، لذلك ذهب إلى أكثر من مكان ساخن، ويمكننا القول إن معظم الكتب السياسية التي أصدرها إبراهيم بشمي:
* اليمن بوابة الخليج الخلفية/ الشارقة 1982
* الكويت فرز الأوراق الديمقراطية/ الشارقة 1982
* بلوشستان قوس الخليج المشدود/ البحرين 1985
في كتابه (بلوشتان.. قوس الخليج المشدود) عمل إبراهيم بشمي على تحريك المياه الراكدة في القضية البلوشية الضائعة بين باكستان وإيران، محاولاً إثارة الاهتمام بهذا الشعب المنسي في خارطة العالم، وقد فعل ذلك، فبعد كتابه بدأت مجموعة من الأصوات تهتم بهذه المنطقة، وعلينا أن نعرف أن بشمي أيضاً هو أحد المجازفين الكبار في تشكيل مساحات للرأي، عبر العمل على إعداد منابر جديدة، لهذا غامر في تأسيس أول مجلة اجتماعية فنية ثقافية هي مجلة «بانوراما» ثم بعد ذلك عمل على إصدار جريدة «الوقت» والتي كانت من أهم الجرائد اليومية المغايرة في طرحها سواء في الشكل أو المضمون، ولكنها توقفت بسبب الظروف المالية.
في سجن جده ترجم مذكرات بلجريف
في السجن يحصل المعتقل السياسي على مساحة من الوقت لا تتوفر خارج المعتقل، بسبب الانشغالات اليومية السياسية والاجتماعية والبحث عن اللقمة، لهذا ما أن حصل إبراهيم بشمي على كتاب «مذكرات بلجريف» المكتوب باللغة الإنجليزية، حتى بدأ مباشرة بعملية الترجمة، لا أذكر حجم ما ترجمه، إلا أننا استطعنا -نحن الذين لا يقرؤون اللغة الإنجليزية- من التعرف على شيء ما من هذه المذكرات، والتي بالطبع إلينا طبيعة المستشار السابق لدولة البحرين، والذي عمل فيها من عام 1925-1957.
الدخول في عوالم الأطفال
إن كان السجن لبعض الناس، الذين لا يملكون القناعات الداخلية بالأفكار التي اعتنقوها والأفعال التي قاموا بها، هو نوع من أنواع التعب النفسي والجسدي، إلا أنه عند البعض الآخر المؤمن بأحلامه نوع من أنواع التحول إلى مساحات أوسع وتفاؤل أكبر بالمستقبل، وإبراهيم بشمي واحد من هؤلاء البعض الذين حولوا أيام السجن إلى أيام فاعلة، فهو بدأ باكتشاف قدرته على كتابة قصص أطفال تدعو للمحبة والتعاطف الكوني.
في سجن سافرة الذي نقل إليه المعتقلون، بدأ إبراهيم بشمي كتابة أولى تجاربه في هذا النوع الجميل من الكتابة، وربما إن لم تخن الذاكرة، كانت قصة (العصفور الأعرج) هي أولى هذه الكتابات، وبعدها استمر بشمي بمواصلة مشروع الكتابة للأطفال، وترجمة وإعداد ما يصلح لهم، حتى تجاوزت أعماله الطفلية، عبر منشورات الأيام، إلى أكثر من سبعين قصة.
«العصفور الأعرج»
في كل يوم، يسمع سكان الصحراء صرخات العصافير وهي تتشاجر. العصافير الصحراوية، طيور متوحشة تقدر القوة والشجار. وتكثر بينها المعارك من أجل السيطرة على بعضها بعضاً. انتشرت بين العصافير الصغيرة عادة العراك السيئة، وكان يوجد بينها عصفور أعرج، لا يشاركها في هذه المشاجرات الخشنة، فسخروا منه ومن مشيته العرجاء، أحس العصفور الأعرج بالحزن، فقال لهم:
«أتسخرون من إعاقتي بدل مساعدتي؟ إن الاستهزاء بالآخرين من الأخلاق القبيحة».
ضحكت العصافير منه، وقالت: «نط يا أعرج نط».
طار العصفور الأعرج، إلى بقعة بعيدة، وجلس هناك وحيداً يبكي من الحزن.
جاء صياد إلى هذه البقعة، ونصب شباكه للطيور، والعصفور الأعرج يراقبه أثناء عمله.
بعد فترة من الزمن، جاءت العصافير الصحراوية، وشاهدت الحبوب منثورة قرب الشباك.
ودون تفكير، هجمت على الحبوب تريد أكلها، فسقطت عليها شباك الصياد.
سمع العصفور الأعرج صراخ العصافير، فاقترب منها وسألها:
«لماذا لا تستخدمي قوتك ومناقيرك الحادة للخروج من الشباك؟».
بكت العصافير المغرورة وقالت:
«نرجوك أن تنقذنا أيها الصديق، قبل أن يأتي الصياد ويذبحنا».
قال العصفور الأعرج: «سأنقذكم مهما فعلتم بي، لأنكم أصدقائي».
فتح العصفور الأعرج الشباك كما رأى الصياد يفعل، وخرجت العصافير فرحة بالنجاة، وشكرت العصفور الأعرج على مساعدته، وعاهدته على ألا تسخر أبداً من الآخرين.
مسرحية ليلى والغول
لكون الساحة المسرحية في البحرين، كانت مهتمة بالمسرح الطفلي، ومحاولة أن تغرس في الأطفال القيم الوطنية والإنسانية، كتب إبراهيم بشمي مسرحيته (ليلى والغول) والتي طلب مني صياغة بعض الأشعار التي تتخلل المسرحية، وكنت أحلم، كما كان يحلم كاتبها، بأن يتصدى لها أحد المخرجين ليجسدها على خشبة المسرح، ولكن لم نرَ من يفعل ذلك، فصدرت المسرحية في كتاب -ربما لم يقرأه المخرجون المهتمون بالمسرح الطفلي في البحرين- عقد اللآل في تاريخ أوال.
اهتمام إبراهيم بشمي بتاريخ البحرين، جعله يحلم بالحصول على كتاب (عقد اللآل في تاريخ أوال) وهو من تأليف المؤرخ البحريني الشيخ محمد بن علي التاجر، الذي يؤرخ للبحرين
عبر عصورها المختلفة، ويروي لنا الصحافي إبراهيم بشمي في مقدمته لكتاب عقد اللآل في تاريخ أوال، عن قصة حصوله على النسخة المخطوطة لهذا الكتاب، ففي إحدى جلسات الأدب والثقافة بمدينة الشارقة جلست مجموعة من المثقفين تتناقش حول الكتب المؤلفة والمترجمة التي كتبت حول منطقة البحرين والخليج، وكان إبراهيم بشمي من ضمن الحضور في تلك الجلسة، فذكر ثلاثة من الكتب المحلية التي تعتبر من الكتب المفقودة، أولها هو (عقود اللآل في تاريخ جزائر أوال) للشيخ محمد بن علي التاجر والآخر هو كتاب ألفه الأستاذ ناصر الخيري(1)(2) والكتاب الأخير ألفه شخص من سكنة جزيرة دارين (3). وإذا بأحد الحضور يفاجئه بأن لديه نسخة مخطوطة من كتاب التاجر وأنه على استعداد بأن يعطيه إياها بشرط أن يقوم بطباعتها، وهذا بالفعل ما قام به إبراهيم بشمي عام 1994.
وتتكون النسخة المكتوبة بخط اليد من 160 صفحة من حجم الفولسكاب. ومن الملاحظ أن مسودة هذا الكتاب لم يكملها الشيخ محمد علي التاجر، حيث أن كثيراً من التواريخ أو المعلومات تركها فارغة حتى يستكملها كما يبدو فيما بعد كعادة المؤرخين ولكنه للأسف لم يكملها أبداً الصوت المكتظ بالرأي الصائب.
عرفنا إبراهيم من أجرأ الصحافيين البحرينيين في طرح آرائهم، التي يختلف معها الكثيرون، ولأنه واثق من صلابة رأيه، فهو يقوله مباشرة، حتى لو كانت على حساب مصلحته الشخصية، فقد أوقفت مجلة صدى الأسبوع لفترة طويلة، وقدمت إلى المحكمة، نتيجة لأحد المقالات الساخنة التي كتبها في بدايات السبعينات:
وجرأته أيضاً تكمن في الآراء التي مازال يطرحها وهو عضو في مجلس الشورى والتي تؤكد على أن قناعاته الوطنية، لا يمكنه المساومة عليها، ومن ضمنها دفاعه المستميت عن قانون الصحافة الجديد الذي لم يرَ النور إلى هذه اللحظة، وموقفه الواضح من الجمعيات السياسية التي فقدت صلاحيتها التاريخية.
رؤية لما يتحرك في عالمنا الآن
يقول إبراهيم بشمي في حوار لجريدة الوقت قامت به باسمة القصاب يناير 2008: بعد هزيمة 67 ظهرت كل المكبوتات في المنطقة العربية. ففي وسط القوميين العرب، ظهرت فئة أرجعت السبب في الانتكاسة إلى القيادة البرجوازية، وأن هذه الأنظمة انكشفت على حقيقتها بعد الهزيمة. وأنه يجب الانسلاخ عنها وخلق قيادة تعتمد على الأيدي العاملة. تعتمد على النظرية الماركسية وإلى نظرية علمية قادرة على التفسير. ظهرت الدعوة إلى الاعتماد على حركة ثورية قادرة على تلبية احتياجات المنطقة. الاعتماد على الكفاح المسلح لتحرير الوضع في فلسطين. جبهة تحرير ظفار، كان جزءاً من قياداتها عناصر من حركة القوميين العرب الذين يؤمنون بهذا التغيير، وكان عبدالرحمن النعيمي من بين هؤلاء.
كتب بشمي تنتظر النشر
ولأن إبراهيم بشمي صاحب مشروع وطني كبير، مازال يواصل الكتابة يومياً، إلى أن تكدست لديه مجموعة من الكتب في قراءة الوضع الراهن وتداعيات العمل السياسي منذ العمل في الميثاق الوطني ومن بعد الدستور البحريني، وفي أدارجه مجموعة من الكتب المحتاجة إلى الطباعة والنشر، إضافة إلى أكثر من 14 قصة للأطفال، هي الأخرى تطمح للوصول إليهم، لهذا على المؤسسات الرسمية والأهلية ضرورة الاهتمام بهذا الإنجاز الذي تحتاج إليه مملكة البحرين، فليس في كل يوم يخرج صاحب مشروع مثل مشروع المثقف والكاتب الكبير إبراهيم بشمي.