«لم أعش حياة مستقرة.. وطليقي كان يضربني»، هكذا ابتدأت (ن.ع) تجربتها الشخصية مع طليقها، مضيفة «تجرأ بشرب الخمر يوم الزفاف وضربني»، لكنها استمرت في حياتها الزوجية خاضعة لأوامره ولم ترفض رغبته بإنجاب أطفال في فترات قصيرة على الرغم من صغر سنها وتأثير ذلك سلبياً على صحتها.
قالت (ن.ع) إنها كانت تعيش في نفس المنطقة مع زوجها حيث تقدم إليها وهي طالبة في المدرسة، وقبلت به على الرغم من صغر عمرها إلا أنها كانت تفتقد النصيحة والحنان لأن أمها فارقت الحياة ومع رفض أبيها لهذه الزيجة أصرت هي على ذلك، وفي فترة الخطوبة التي تعتبر أهم وأجمل مراحل الحياة الزوجية إذ إن جمالها قد زال بضرب الخطيب المتكرر لها، ولكن (ن.ع) تعلق قلبها بهذا الرجل على الرغم من قسوته، غير مبالية بالعواقب التي ستتبع هذه الأمور.
وباعتقاد الضحية أن الزوج يكّن لها الحب ولكن المشكلة كانت في ضربه المتكرر لها، لم تعش (ن.ع) حياة مستقره كباقي الزوجات فكان زوجها يكثر من الشرب فنتيجة لذلك يكثر من ضربها على الرغم من خضوعها لطلباته بالجلوس في المنزل كل الوقت وعدم خروجها إلا أحياناً لزيارة والدها، كان الزوج غير مبالٍ بعائلته فكانت سفراته كثيرة وسهره خارج المنزل إلى أوقات متأخرة، بادرت الزوجة بنصح زوجها ومحاولة مسايسته ولكن كان يكافئها بضربها، وحتى في سكوتها كان يلومها بالضرب بسبب عدم نصحها له وهذا يدل على تناقض الزوج.
في بداية حياتهما الزوجية كان يلتزم الزوج بالمصاريف المالية حيث يقدم لعائلته ما يكفيهم من الطعام والشرب، حتى اقتصر إعطاؤه المصروف لأبنائها فقط دونها، تمادى الزوج بالضرب المبرح ليشمل ذلك أبناءه مما أدى إلى إصابة أحد الأبناء في الرأس بإصابة حادة تسببت بنزيف الدماء ولكن وقفت الأم عاجزة أمام إصابة ابنها الصغير بنقله للمستشفى ولملمت جرحه بوضع قطع من الثلج حيث إنها لا تمتلك رخصة قيادة وعدم قدرتها على السياقة، ومع مرور الأيام ازداد الأمر سوءًا إلى أن أصبح يجري خلفها هي وأبناءها ماسكاً بالسكين مهشماً للتلفونات وكل ما يمكن تكسيره في المنزل، وأضافت «ن.ع» بكل أسى أن في يوم ما أحرق السيجارة على جسدها، وبعد كل تلك الأمور وجهت أم الزوج لزوجة ابنها أن تتقدم بالشكوى ضده ولكن الزوجة ترددت في بادئ الأمر وخوفها دفعها أن تلجأ للمحكمة طالبة بحقوقها واحترام ذاتها.
ولكن لم تنتج عن شكواها إلا سوءًا وتعقيداً فبعد معرفته باشر بضربها، وفي شهر رمضان المبارك أخبر الأطفال بأنه لا يريد أمهم في المنزل ولكن بادر الأبناء بالطلب من والدهم تغيير رأيه بحجة اهتمامها بشؤون المنزل، وفي أيام العيد الذي من المفترض أن يكون من أسعد الأوقات بين العائلة أتى الزوج في المساء إلى المنزل وشاهد عائلته مجتمعة حول سفرة الطعام متمنين مشاركته معهم في هذه اللحظات، رمى الزوج صحناً في الهواء أصاب الحائط معلناً عدم رغبته بوجودها في المنزل.
وعندما توجهت (ن.ع) إلى أبيها تشكو من ظلم زوجها مستنجدة بعطف والدها وتقديم يد العون أخبر الزوج أباها بأنه سوف يرضى بجلوس ابنته معه في المنزل على شرط أن تكون حالها من حال الخادمة، وأضافت: «في وقت الفجر بادر زوجي بمكالمة أبي ليأخذني من المنزل وذهبت مع والدي بعد نصيحة ابنتي الكبرى، ذهبت مع والدي وأنا مكسورة أجر أذيال الحزن والألم لا أملك شيئاً، فاقدة لأبنائي وبيتي وزوجي عائدة إلى زوجة الأب»، ومع مرور الأيام سكنت في شقة صغيرة تخلو من الأثاث مع أبنائها الصغار ومسؤوليتها الكبيرة بتوفير المال لسد جوعهم ولوازم حياتهم.
وفي غمرة حزنها ساعدتها أختها بسد بعض احتياجاتها البسيطة كغطاء للنوم، هل لك أن تتخيل حال شقة صغيرة تسكنها امرأة مع أبنائها الصغار من غير أساسيات المنزل كالفرن والغسالة والثلاجة والكبت، كانت تواجه (ن.ع) مشكلة تأخير معاملاتها في الشؤون الاجتماعية إلا أنها في نهاية الأمر قدمت لها المساعدة، وبعد مرور سنة وهي على هذا الحال حدثتها امرأة تدعى مريم طلبت مشاهدة الشقة وعندما شاهدت سوء المكان وخلوه لم تستطع التعليق بأمر في وقتها إلى أن اتصلت بها في اليوم التالي السابعة صباحاً «أنا لم أتمكن من النوم ليلاً بسبب ماشاهدته من حال يرثى بها» كانت هذه المرأة هي التي التفتت وساهمت بشفاء جروح هذه العائلة المنكسرة فقدمت إليهم كل ما استطاعت، وفي فترة خضوعها لأكثر من عملية في مختلف الأماكن كالرقبة واليد ساهموا بعد ذلك بمساعدتها الجمعيات الخيرية وأهل الخير، ومع مرور الأيام مع تزايد المشاكل في المحكمة بينها وبين طليقها قالت لقاضي المحكمة إنها لا تريد أي شي من زوجها السابق سوى حضانة الأطفال جميعهم.
عاشت (ن.ع) في شقة إيجار لأكثر من 11 سنة مع أختها من ذوي الاحتياجات الخاصة والتي تتطلب عناية فائقة بها حيث هي من تهتم بأمورها وباحتياجاتها الخاصة، ومن ضيق المسكن أصابتها حساسية بالجيوب الأنفية هي وابنها ومع كثرة الضغوط تعجز (ن.ع) تنفيذ نصائح الدكاترة حيث أكدوا عليها بضرورة الراحة وعدم التفكير كثيراً، بالنسبة إليها الأهم هم أبناؤها وراحتهم وهي لا تطالب إلا برؤية حالتها، مضيفة أنها في ديرتها البحرين قانعة بما لديها ولكن متأسفة على أبنائها حيث يمتلك الوافدون والأجانب مسكناً أفضل منهم.
وفي نهاية الأمر حمدت (ن.ع) الله وهي صابرة متأملة من أهل الخير والجهات المعنية أن تقدم إليها مسكن ملك بقرب أبنائها الكبار وتوفير ما يمكنه مساعدة أبنائها الصغار وأختها، ولا تتمنى إلا بمشاهدة حالتها عن قرب لمعرفة كيفية عيشها ومساعدتها.
970x90
970x90