أرجعت أستاذ الإعلام السياسي في جامعة البحرين د.خلدية آل خليفة أسباب الطلاق في المقام الأول إلى النواحي المادية كـ»الفشخرة»، وجهل الشباب بمفهوم الزواج.
وأوضحت د. خلدية آل خليفة، لـ«الوطن»، أن متطلبات الزوجة أصبحت كثيرة بعكس السابق عندما كانت الزواجات بسيطة، وكان الزوجان يتساعدان لتكبير الأسرة وبنائها، مشيرة إلى أن الزواج نواة وألفة ومحبة، ويجب أن يكون مبنياً على معرفة هذه النواة ومسألة تكوينها في المجتمع.
وقالت إن هناك سبباً آخر وهو الجهل بمعنى الزواج، وأن دور التربية والإعلام كبير ومهم جداً، مبينة أن على الإعلاميين صناعة مواد تتضمن (نظرية التقمص) التي تعمل على تحفيز الجمهور بالتعاطي مع الأمور بشكل صحيح.
وأكدت ضرورة معرفة الشباب بماهية الزواج الصحيح، فأصبح الإعلام حديثاً يوجه الشباب إلى الطريق الخاطئ حيث يعرض مسلسلات عن ضرب الزوجة وانعدام شخصية الفتاة في المجتمع العربي، وذلك يؤثر سلباً على الحياة الزوجية.
وأشارت إلــى أن آثــار الطــلاق علــى الأبنــاء سيئ جداً، حيث إنه بعد الزواج يمكن أن يرتبط الزوج أو الزوجة بطرف آخر فيتأثر الأبناء بذلك ويتعرضون للضغوط النفسية ويشعرون بالضياع النفسي والشتات.
وذكرت أن هناك مشاريع تابعة لجمعيات وشخصيات ناشطة من أهدافها دعم الأسر وتوجيهها، ولكن من الأفضل أن تكون هناك مكاتب طلاق لتوجيه الزوجين وإرجاعهما لبعضهما، وتكون هذه المكاتب تحت وزارة العدل وتعمل على تقديم توجيهات للزواج المضطرب.
وأوضحت أن مكاتب القضاة وشيوخ الدين يسعون إلى إرجاع الزوجين لبعضهما من قبل تشجيع الدولة، ومن الضروري أن تجلس الزوجة مع الشيخ في عقد القران مثلما يجلس الزوج بحيث تستمع لنصائحه، حيث أصبحت الأسر في الآونة الأخيرة تفتقر للمبادئ وذلك يتعالج من خلال تعزيز دور شيوخ الدين وتقديم نصائح للناس عن طريق مكاتب توعية أو توزيع كتيبات، ومن المهم أيضاً أن يتأنى الأزواج ويخففوا من عصبيتهم.
ونوهت إلى ضرورة تطهير النفس وتطهير الأسرة، واختيار شريك الحياة الموفق منذ البداية، فيجب أن يتضمن الزواج تكافؤاً مادياً وأخلاقياً ودينياً وفي كل الأمور، ومن الضروري أن نعود إلى القرآن ونتأمل شرحه في الأمور الحياتية وليس فقط الزواج، فمن الضروري أن نستمع إلى التوجيهات الإلهية.
وأشارت إلى أهمية التأني وزيادة الصبر في أمور الحياة، منوهة بضرورة زيادة الحكمة لدى الأسر حيث يتعاونون مع أبنائهم لحل مشاكلهم ومساعدتهم، ولا يجب على الأسر أن تتدخل إلا بالخير.
وقالت د.خلدية آل خليفة «حلاة الثوب رقعته منه وفيه»، موضحة أن كل زوج يجب أن يأخذ زوجة من مثل مستواه فقد قال تعالى: «(الطيبون للطيبات)»، مؤكدة ضرورة تأمل الدين ومعرفة كيفية التعايش مع الناس والبيئة والمجتمع المحيط، متأسفة على حال المجتمع حيث أصبح الناس بعيدين عن المبادئ وتعاليم الدين.