عواصم - (وكالات): أعلن المتحدث باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين «القيادة العامة» أنور رجا أن «وكالات إغاثة في سوريا أجلت مئات الأشخاص من مخيم اليرموك للاجئين في دمشق»، فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «الأشخاص الذين تم إجلاؤهم نقلوا إلى المستشفيات». في موازاة ذلك، واصل الطيران الحربي السوري قصفه المركّز على أحياء حلب الشرقية مخلفاً عشرات القتلى والجرحى ومزيداً من الدمار، بينما تشهد الأروقة الخلفية لمؤتمر الأمن المنعقد في مدينة ميونخ الألمانية اجتماعات ماراثونية مكثفة، لإنقاذ مفاوضات «جنيف 2»، التي لم تسجل أي تقدم بين وفدي النظام السوري والائتلاف المعارض.
وأودى النزاع السوري المستمر منذ نحو 3 أعوام، بحياة أكثر من 136 ألف شخص، بحسب المرصد، بينهم 6 آلاف شخص في يناير الماضي.
من جهته، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن الوفد الرسمي في مؤتمر جنيف 2 رفض طلباً أمريكياً للتفاوض «مباشرة» ما لم يعتذر وزير الخارجية جون كيري عن خطابه في افتتاح المؤتمر في مدينة مونترو السويسرية. وتأتي تصريحات المعلم الذي ترأس وفد النظام، غداة انتهاء المفاوضات مع وفد المعارضة التي بدأت بمؤتمر موسع في مونترو في 22 يناير الماضي، واستكملت بمفاوضات في جنيف بإشراف الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي.
وقال المعلم «الأمريكيون طلبوا منا أن نفاوضهم مباشرة في مونترو، لكننا رفضنا قبل أن يعتذر وزير الخارجية عما قاله في المؤتمر»، وذلك في تصريحات على متن الطائرة التي تقل الوفد السوري العائد من جنيف، نقلتها وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا».
وقال كيري في مونترو إن الرئيس بشار الأسد «لن يكون جزءاً من أي حكومة انتقالية. من غير الوارد ومن المستحيل تصور أن يستعيد الرجل الذي قاد الرد الوحشي على شعبه الشرعية ليحكم». واعتبر المعلم أن «أوهام وفد الائتلاف المسمى «معارضة» التي حملهم إياها داعموهم ومؤيدوهم، إذا لم يتخلوا عنها، فسيصابون بصدمة الواقع لأننا بلد مؤسسات ودستور ولدينا رئيس للجمهورية».
ومن جنيف توجه الوسيط الأممي بين الحكومة السورية والمعارضة الأخضر الإبراهيمي إلى ميونيخ، حيث عقد اجتماعاً ضم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقد خصص الاجتماع لمناقشة جولة التفاوض المقبلة، بما يشمل ما أسموه حاجة الائتلاف إلى توسيع وفده. كما جرى التوافق على وجوب عودة الجانبين إلى طاولة المفاوضات. وفي لقاء ثنائي أمريكي روسي، أبلغ كيري نظيره الروسي الحاجة إلى تشكيل حكومة انتقالية، عبر تفاهم متبادل. كما أعرب عن قلقه بشأن الوضع الإنساني في سوريا، خاصة مدينة حمص، بالإضافة إلى قلق انزعاج بلاده من بطء وتيرة نقل النظام لمخزونه الكيمياوي، الذي اعتبره غير مقبول.
وأنهى النظام والمعارضة السوريان 10 أيام من المباحثات في سويسرا من دون نتائج تذكر، إلا أن محللين ومشاركين في المفاوضات يرون في جنيف 2 خطوة أولى أساسية، مع جلوس طرفي النزاع وجهاً لوجه للمرة الأولى منذ بدء الأزمة قبل نحو 3 أعوام.
ميدانياً، واصل الطيران الحربي السوري قصفه المركّز على أحياء حلب الشرقية مخلفاً قتلى ومزيداً من الدمار. وفي الوقت نفسه، أحكمت المعارضة سيطرتها على بلدات وطرق استراتيجية بجنوب ووسط سوريا، بينما تدور اشتباكات في محيط سجن حلب المركزي.
وقال ناشطون إن مروحيات النظام ألقت براميل متفجرة على أحياء باب الحديد وباب النصر والمعادي وطريق الباب والميسّر وقاضي عسكر والمنطقة الصناعية بحي الشيخ نجار، مما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الأشخاص.
كما واصلت مروحيات النظام قصف مناطق في داريا بريف دمشق بالبراميل المتفجرة. وفي ريف دمشق أيضاً استهدف الطيران الحربي السوري بلدات بينها جسرين وأحيا بين بلدتي كفربطنا وحمورية مما تسبب في جرح عدد من الأشخاص.
إنسانياً، أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين بالأمم المتحدة، أن عدد النازحين السوريين إلى لبنان تجاوز الـ 900 ألف نازح.
من ناحية أخرى، أفاد تقرير أن أندونيسيين انضموا إلى متشددين آخرين يقاتلون في سوريا ما يبعث مخاوف من أن يساهموا في إعادة إحياء أنشطة الجماعة الإسلامية المسؤولة عن أبرز التفجيرات في البلاد.