عواصم - (وكالات): اتهم مدير المخابرات السعودية السابق الأمير تركي الفيصل حكومة الرئيس بشار الأسد «بارتكاب أعمال إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية، برضا ومساعدة إيران»، فيما دعا إلى «زيادة دعم المعارضة السورية». وأضاف في اجتماع عن الشرق الأوسط بمؤتمر ميونيخ للأمن بألمانيا «روسيا تواصل تقديم السلاح والمشورة لنظام الأسد، والصين تتبع روسيا في مجلس الأمن وتعترض على أي جهد لإنهاء القتال في سوريا». وقال الفيصل «اتهم الغرب عموماً باستثناء فرنسا بالتحفظ في تقديم يد العون للشعب السوري».
في الوقت ذاته، تعرضت مناطق سيطرة المعارضة السورية في مدينة حلب خلال الأيام الماضية لقصف بالبراميل المتفجرة أودى بحياة 85 شخصاً، في حصيلة هي الأعلى لقصف بهذا السلاح منذ بدء النزاع السوري، في وقت شنت دمشق هجوماً لاذعاً على المعارضة بعد يومين من انتهاء مفاوضات جنيف 2.
وجدد الطيران قصف الأحياء الشرقية، ومنها القاطرجي والأنصاري والشعار والمعادي، مستخدماً البراميل المتفجرة المحشوة بمادة «تي إن تي»، والتي تلقى من الجو من دون نظام توجيه، بحسب المرصد.
سياسياً، وجه أعضاء في الوفد الرسمي الذي شارك في مفاوضات جنيف 2، انتقادات لاذعة للوفد المعارض، بحسب ما نقلت وكالة سانا.
وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد إن الوفد المقابل كان «عبارة عن مجموعة عملاء لقوى أخرى تحركهم عن بعد». وقال كبير المفاوضين في الوفد، مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، إن الوفد المعارض حمل أفكاراً «مبنية على معطيات خاطئة ومنطلقة من الحقد الشخصي على الدولة».
وانتهت المفاوضات التي جمعت ممثلين لطرفي النزاع للمرة الأولى منذ بدء الأزمة، بإشراف الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي، من دون أن نتيجة تذكر. وبرزت هوة حادة بين الطرفين، إذ طالب النظام بالتشديد على «مكافحة الإرهاب»، في حين ركزت المعارضة على هيئة الحكم الانتقالي.
وحدد الإبراهيمي 10 فبراير الجاري موعداً مبدئياً لجولة مقبلة من التفاوض. وتريث الوفد الرسمي في تحديد موقفه من حضورها، بينما أكدت المعارضة مشاركتها.
وبعد توقف مفاوضات جنيف 2 حول سوريا يعتزم الغربيون، بحسب دبلوماسيين في الأمم المتحدة، تشديد الضغط على دمشق للحصول على تسهيلات أفضل لإرسال المساعدات الإنسانية وتسريع عملية إزالة الأسلحة الكيميائية. في سياق متصل، نفت الولايات المتحدة الداعمة للمعارضة، أن تكون عرضت على الوفد الرسمي إجراء محادثات مباشرة، وذلك رداً على تصريحات لرئيس الوفد الرسمي وزير الخارجية السوري وليد المعلم. وفي ميونيخ، دان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو «إفلاس» الأمم المتحدة والأسرة الدولية في سوريا، وعجزهما عن وضع حد للنزاع الذي حصد أكثر من 136 ألف شخص.
على الأرض، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إدخال مساعدات إضافية إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق لليوم الرابع على التوالي، والمحاصر منذ أشهر من القوات النظامية.