صنعاء - (وكالات): حقق المتمردون الحوثيون من الشيعة الزيدية تقدماً في المعارك الدائرة شمال اليمن، حيث تمكنوا من السيطرة على أراض جديدة لقبائل «حاشد» قبل عملية ترسيم حدود الأقاليم التي ستشكل الدولة الاتحادية الجديدة.
وقال شهود عيان ومصادر قبلية إن مئات من «أنصار الله» من المتمردين الحوثيين سيطروا إثر مواجهات عنيفة على بلدة حوث شمال صنعاء، وعلى الخمري معقل قبائل حاشد.
وأكد المتحدث باسم المتمردين محمد عبدالسلام «لقد سيطر أنصار الله وأبناء المنطقة على حوت والخمري وفر عناصر حاشد والتكفيريون». وأشار إلى أن المعارك أوقعت «قتلى وجرحى».
وبدأت المواجهات بين الطرفين بداية يناير الماضي وازدادت وتيرتها حدة قبل أيام بحيث أدت إلى سقوط 60 قتيلاً الجمعة الماضي. يشار إلى أن التمرد الحوثي موجود بقوة شمال اليمن حيث يسيطر على محافظة صعدة ويحاول بسط سيطرته على مزيد من الأراضي قبل عملية ترسيم حدود الأقاليم التي ستشكل الدولة الاتحادية الجديدة في اليمن.
وقد سمح مؤتمر الحوار الوطني الذي انتهى قبل أيام وشاركت فيه القوى السياسية وضمنها «أنصار الله» بتحديد العناوين العريضة للدولة الجديدة.
وترتدي السيطرة على منطقة الخمري أهمية خاصة كونها تضم المنزل العائلي لآل الأحمر زعماء قبائل حاشد، أكبر تحمع قبلي في اليمن. وقالت مصادر قبلية إن الشيخ حسين الأحمر الذي كان في المنزل مع مرافقيه أمر بإخلائه.
وذكرت مصادر قبلية أن الانقسامات في صفوف حاشد قد تشكل سبباً للهزيمة.
ويشهد التجمع القبلي الكبير خلافات بين زعيمه الشيخ صادق الأحمر والرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي تنتمي قبيلته إلى هذا التكتل. وقد أرغم صالح على التخلي عن السلطة منذ عامين لكنه مازال يقود المؤتمر الشعبي العام «حزب السلطة سابقاً»، كما يتهمه معارضوه بأنه يعمل على زعزعة استقرار اليمن.
وقال الممثل الخاص للأمم المتحدة في اليمن جمال بن عمر لدى تقديمه تقريره أمام مجلس الأمن الدولي إن «عناصراً من النظام السابق لاتزال تناور لوضع العراقيل أمام التغيير وإفشال عملية الانتقال». وحذر من أن هذه «العرقلة المنهجية» قد تؤدي إلى «إعادة إغراق البلاد في الفوضى». وقال دبلوماسيون إن مجلس الأمن يعمل على مشروع قرار يلحظ عقوبات ضد أنصار النظام السابق الذين يحاولون عرقلة عملية الانتقال السياسي، في حين ترغب بعض الدول في ذكر اسم الرئيس السابق تحديداً.