حوار – وليد صبري:
أكد رئيس جمعية البحرين لمكافحة السرطان استشاري أمراض الثدي والجراحة العامة د. عبدالرحمن فخرو أن «إجراء الفحوص الطبية بشكل دوري لدى الطبيب المختص، وكذلك إجراء التحاليل الشاملة، مثل تحاليل الدم والبراز والبول، مؤشر للاكتشاف المبكر للإصابة بالسرطان ومن ثم الوقاية منه»، مشيراً إلى أن «الشفاء من المرض وارد مع الأخذ في الاعتبار أن الدعم النفسي للمريض يلعب دوراً كبيراً في الشفاء من المرض».
وأضاف د. فخرو لـ «الوطن» في ذكرى اليوم العالمي لمكافحة السرطان أن « الأسباب الرئيسة للإصابة بالمرض مجهولة، وكل ما يصدر عن الأطباء والباحثين والأكاديميين مجرد تخمينات وظنون واجتهادات»، موضحاً أن «كل أنواع السرطانات قاتلة إذا لم يتم اكتشاف المرض مبكراً».
وذكر أن «أكثر أمراض السرطان شيوعاً في البحرين بالنسبة للنساء، سرطان الثدي، وسرطان القولون، وسرطان عنق الرحم، وسرطان المبيض، وبالنسبة للرجال، سرطان الرئة، وسرطان القولون، وسرطان البروستاتا، وسرطان الغدة الدرقية»، مشيراً إلى أن «هناك 5 طرق لعلاج السرطان وكل طريقة لها آثارها الجانبية على أعضاء الجسم المختلفة»، مبيناً أن «المراكز الصحية في البحرين مؤهلة لعمل مسحة عنق الرحم وتقليل الإصابة بهذا النوع من السرطان».
وبين أن «جمعية البحريــــن لمكافحة السرطان تعمل على توعية المجتمع من أخطار المرض»، لافتاً إلى أن «هناك تعاوناً بين الجمعية ووزارة الصحة لمكافحة المرض»، مؤكداً «سعي الجمعية لدعم المراكز الصحية بالأجهزة الحديثة للكشف عن السرطان وعلاجه»، وكشف فخرو عن معلومات أخرى في الحوار الآتي...
* ما الأسباب الرئيسة للإصابة بالسرطان؟
- الاهتمام بمرض السرطان أصبح عالمياً، بسبب عدم وجود سبب واضح للإصابة بالمرض، فحينما يكون هناك مصاب بمرض ما، ولا نعرف سبب الإصابة بالمرض، تكون الصعوبة الأكبر في تشخيص المرض والعلاج، وبالنسبة لمرض السرطان هناك تخمينات وظنون حول السبب الحقيقي وراء الإصابة بالمرض، وربما يتحدث العلماء والباحثون والأكاديميون عن عوامل بيئية وراء الإصابة المرض، وبعضهم يعزو السبب إلى عدم تناول الغذاء الصحي، ومن ثم تبقى أسباب الإصابة بالمرض مجهولة حتى الآن.
* ما أكثر أمراض السرطان شيوعاً في البحرين؟
- أكثر أمراض السرطان شيوعاً في البحرين بالنسبة للنساء سرطان الثدي، وسرطان القولون، وسرطان عنق الرحم، وسرطان المبيض. وبالنسبة للرجال سرطان الرئة، وسرطان القولون، وسرطان البروستاتا، وسرطان الغدة الدرقية.
وقديماً كان استنشاق المواد المسرطنة مثل «الاسبستوس» والتدخين أبرز أسباب الإصابة بسرطان الرئة. وقبل فترة كان سرطان عنق الرحم بالنسبة للسيدات منتشر في البحرين، لكن بفضل عملية فحص عنق الرحم، استطعنا أن نصل إلى حماية المرأة من الإصابة بهذا النوع من السرطان، عن طريق أخذ عينة أو مسحة من عنق الرحم، وإذا وجدنا أن هناك تغيرات في الخلايا، تتم متابعة الحالة قبل تحول الخلايا إلى خلايا سرطانية، ومن ثم يتم استئصال الرحم، ولكن الآن في البحرين كل المراكز الصحية في البحرين مؤهلة لعمل مسحة عنق الرحم، وبالتالي قل عدد المصابات بسرطان عنق الرحم في المملكة، لكن ما ظهر مؤخراً هو سرطان المبيض، وبالتالي لابد من توعية السيدات بخطورة هذا النوع من السرطان. وبالنسبة للرجال هناك تزايد في حالات الإصابة بسرطان البروستاتا.
أخطر السرطانات
* ما أخطر أمراض السرطان في البحرين؟
- كل أنواع السرطانات قاتلة إذا لم يتم اكتشاف المرض مبكراً، وفي مراحله الأولى، ومن الصعوبة بمكان التحدث عن شفاء المريض بالسرطان إذا كان في مراحله الأخيرة، ومن ثم لابد من التوعية، وهذا ما تقوم به جمعية البحرين لمكافحة السرطان منذ ربع قرن تقريباً، حيث نقوم بتوعية المجتمع ونشرح الأسباب التي ربما تكون سبباً في الإصابة بهذا المرض القاتل، وكيفية اكتشاف المرض.
* ما آلية الاكتشاف المبكر لأمراض السرطان بوجه عام؟
- أولاً لابد من توعية المجتمع بخطورة مرض السرطان، وكيفية الوقاية منه، وإذا لم يتم اكتشافه في مراحله الأولى فستكون عواقبه وخيمة، وتؤدي للوفاة، ولهذا ينصح بضرورة إجراء فحص دوري باستمرار لكي نضمن الوقاية من ذلك المرض، وعلى سبيل المثال بالنسبة للسيدات لابد من إجراء فحص دوري على الصدر والثدي، وللأسف بعض السيدات تنكر وجود المرض ولا تقوم بهذا الفحص، خوفاً من اكتشاف المرض، وهذا خطأ كبير.
وربما تكون هناك عوامل تتجنبها المرأة تؤدي إلى وقايتها من الإصابة بالسرطان. وثبت علمياً أن الزواج المبكر للمرأة يقلل نسبة إصابتها بالسرطان نتيجة عدم تعرضها لهرمون الاستروجين، فكلما تعرضت المرأة لهرمون الاستروجين كلما زاد احتمال إصابتها بالسرطان. إلى ذلك، فإن الرضاعة تؤدي إلى الإقلال من ذلك الهرمون، فيما تبقى المرأة محتفظة بنسبة كبيرة من هرمون البرولاكتين، وهذا يقيها من الإصابة بسرطان الثدي أيضاً.
ولا شك في أن الفحص الدوري والذهاب للطبيب المختص بين فترة وأخرى، وإجراء التحاليل الشاملة مثل تحاليل الدم والبول والبراز، تلعب دوراً مهماً في آلية الاكتشاف المبكر للمرض، والتوعية الصحية، كما إن الإلمام بأعراض المرض له دوره أيضاً. والسرطان بوجه عام هو مرض الكبار، باستثناء سرطان الدم، والسرطان الذي يعاني منه الغالبية العظمى يطلق عليه العلماء «سرطان البالغين»، وغالباً ما يصيب السيدات فوق سن الأربعين، وبعض أنواع السرطان تصيب الرجال فوق سن الخمسين.
* هناك أعراض تكشف الإصابة المبكرة بالسرطان؟
- هناك أعراض تكشف الإصابة بالسرطان لكنها تختلف من مرض لآخر، وكل مرض وله أعراضه الخاصة به، على سبيل المثال، بالنسبة لسرطان القولون، نستكشف من المريض هل هناك تغيرات لديه في التبرز، وهل هناك إسهال؟ ولذلك من أجل الوقوف على الحالة المرضية.
الآثار الجانبية
* كيف يؤثر العلاج سلباً على باقي أعضاء الجسم؟
- لاشك في أن العلاج يؤثر سلباً على أعضاء الجسم، وذلك لأننا نعالج مرضاً غامضاً وأسبابه مجهولة، ولا نعرف حقيقة الإصابة به، وكل ما نذكره مجرد اجتهادات وتخمينات وظنون، ويبدأ علاج مرض السرطان حال اكتشافه بـ 5 طرق، أولها العلاج الجراحي، ثم العلاج الكيميائي، فالعلاج الإشعاعي، والعلاج الهرموني، ثم العلاج الذي يرفع مناعة الجسم، وكل طريقة علاج لها آثار جانبية تختلف من وسيلة لأخرى.
فعلى سبيل المثال، يؤثر العلاج الكيميائي على شعر المريض، ويؤدي لسقوطه، خصوصاً لدى السيدات، وتلك طامة كبرى، ومشكلة اجتماعية كبيرة، وتؤثر على الحالة النفسية للمريض أو المريضة، والأطباء الذين يعالجون مرضى السرطان يعانون من عدم وجود العلاج الموجه الذي يذهب مباشرة للخلايا السرطانية، ولم يتم اكتشافه حتى الآن، ومن ثم عندما يتناول المريض العلاج، لا نعرف إلى أين سيتوجه وأي خلايا سيصيبها، وربما يصوب تجاه الخلايا السرطانية لعلاجها، ولكنه في الوقت نفسه يمكن أن يصيب خلايا سليمة ويسبب ضرراً بالغاً لها، وغالباً ما يتوجه العلاج إلى أكثر الخلايا ضعفاً وحساسية، مثل خلايا النخاع التي تتأثر بشكل مباشر بالعلاج.
* يعتقد كثير من المصابين بمرض السرطان أن الوفاة نتيجة حتمية للمرض حتى ولو بعد سنوات من تناول العلاج، إلى أي مدى تتفقون مع هذا الطرح؟
- لا يجب على المريض أن ييأس من إصابته بالمرض، وطرق العلاج متنوعة ومختلفة، وليس بالضرورة أن الوفاة ستكون نتيجة حتمية للمصاب بالمرض، بل إن الشفاء من المرض وارد، وهناك مرضى كثيرون مصابون بالسرطان، وافتهم المنية بسبب إصابتهم بأمراض أخرى، غير السرطان. وعلى مريض السرطان أن يتحلى بالإيمان والثقة بالله تعالى، وأن يؤمن أن الشفاء من عند الله، ولابد من عدم اليأس، ولاشك في أن العامل النفسي يلعب دوراً كبيراً في الشفاء من المرض، كما يلعب دوراً في زيادة الإصابة بالمرض أيضاً، وعلى مريض السرطان أن يدرك أن الشفاء من المرض ممكن، ومن ثم هناك دور كبير للعلاج النفسي، ومريض السرطان بوجه عام يحتاج إلى دعم نفسي لكي يكون مؤهلاً للتعامل مع المرض.
* كم عدد المصابين بالسرطان على مستوى المملكة؟
- لا يوجد إحصاء معين لدي حول عدد المصابين بالمرض في البحرين، وربما يتراوح عدد المرضى بين 15 ألف إلى 20 ألف مريض، وفيما يتعلق بالمرضى المصابين بسرطان الثدي ربما تكون النسبة 45 مصابة لكل 100 ألف.
توعية المجتمع
* ما دور جمعية البحرين لمكافحة السرطان في الوقاية من المرض وكيف تتواصل مع المرضى؟
- جمعية البحرين لمكافحة السرطان جمعية تطوعية غير نفعية وترحب بأي شخص في المملكة بالانضمام إليها، والهدف من إنشاء الجمعية مساعدة المرضى لاكتشاف المرض، ومساعدة المرضى في التغلب على مشاكل المرض، وتوعية المجتمع والتعاون مع الجهات الحكومية والمؤسسات الوطنية للتصدي لهذا المرض، والجمعية قامت عام 1995 بحملة وطنية للكشف عن مرض سرطان الثدي، لكن الجمعية لا توفر العلاج للمرضى، بل تسعى لتوعية المجتمع وتساعد المرضى وترشدهم، وتنظم فعاليات على مدار العام خاصة في شهر أكتوبر.
* ما حجم التعاون بين الجمعية ووزارة الصحة للوقاية من المرض؟
- الجمعية تسعى للتعاون مع وزارة الصحة من أجل مكافحة المرض وتوعية المجتمع، ونحرص على دعم الوزارة والتبرع بأجهزة للكشف عن أمراض سرطان الثدي، وتبرعنا بجهاز رقمي للكشف عن سرطان الثدي، وجهاز للكشف عن الأمراض المختلفة للسرطان خاصة سرطان البروستاتا، ونحرص على شراء أجهزة لمجمع السلمانية الطبي لإجراء العمليات الجراحية المختلفة للسرطان، ونسعى في المستقبل إلى دعم المراكز الصحية بالأجهزة الحديثة للكشف عن المرض وعلاجه، لأن المرضى أكثر تردداً على المراكز الصحية من المستشفيات.