كتب - وليد صبري:
كشف رئيس قسم أمراض الدم والأورام بمجمع السلمانية الطبي استشاري الأورام د. فريد خليفة أن «عدد حالات الإصابة بالسرطان سنوياً في البحرين يقترب من 500 حالة سنوياً»، مشيراً إلى أن «وزارة الصحة توفر أحدث الأدوية رغم التكلفة العالية لسعرها».
واعتبر د. خليفة أن «نسبة انتشار السرطان في البحرين يتفق مع نسبة انتشار المرض بدول الخليج عامة، وتعتبر النسبة ضعيفة مقارنة بنسبة انتشار المرض في أمريكا وأوروبا، ذاكراً أن معدل انتشار سرطان الثدي في أمريكا أكثر من 100 حالة لكـــل 100 ألف سيدة أما في البحرين وباقي دول الخليج لا يزيد عن 70 حالة لكل 100 ألف سيدة، لكنه أوضح أن «نسبة الإصابة بالمــرض تزيد سنوياً وتعتبرعالية ويتوقع ارتفاع نسبة السرطان بصفة عامة في دول العالم الثالث لتزيد عن دول أوروبا وأمريكا في السنوات العشر المقبلة».
وقــال د. خليفـــة لـ «الوطـــن» إن «وزارة الصحة توفر أحدث الأدوية بالرغم من التكلفة العالية لسعر تلك الأدوية وهناك أيضاً تحديث لوحدة العلاج الإشعاعي بأجهزة حديثة تستخدم حالياً في علاج المرضى»، مشيراً إلى أن «هنـــاك أيضاً استمرارية في حضور الأطباء للمؤتمرات العالمية للاطلاع على أحدث العلاجات في مرض السرطان بالإضافة إلى ورش عمل على مدار السنة».
وبين د. خليفة أن «نمو وتكاثر الخلية البشرية وفترة عمرها ثم موتها لتأتي خلايا أخرى تحل محلها يعتمد على عدد من الجينات داخل الخلية، وعند حدوث خلل في عمل الجينات أو تغيير في تكوينها، إما تمتنع عن العمل أو تصدر أوامر غير صحيحة لخلايا نسيج من أنسجة الجسم ينتج عنه نمو غير منظم وعشوائي في الخلايا ينتج عنه كتلة سرطانية تؤدي إلى الضرر المباشر للعضو، ثم تنتقل الخلايا السرطانية إلى أعضاء أخرى بالجسم عن طريق الأوعية الدموية واللمفاوية».
وذكر د. خليفة أن «السبب الرئيس للإصابة بالأورام السرطانية بوجه عام، هو خلل في عمل بعض الجينات، وسبب هذا الخلل غير معروف تماماً، ولكن هناك عوامل قد تسبب هذا الخلل، فهناك ارتباط وثيق بين التدخين بجميع أنواعه وسرطانات الرئة والمعدة والبنكرياس والثدي والمثانة وعنق الرحم وسرطانات الفم، كما أن هناك أيضاً علاقة بين تناول الكحوليات والسرطان مثل سرطان الثدي والكبد».
وأشار د. خليفة إلى أن «الإصابــة ببعض الفيروسات قد تؤدي إلى السرطان مثل الإصابة بفيروسات الكبد «بي» و«سي»، فهما لهما علاقة بسرطان الكبد وفيروس الورم الحليمي البشري، وسرطان عنق الرحم».
وذكر أن «السمنة بوجه عام تزيد من احتمال الإصابة بالسرطان عامة، وخصوصاً سرطان الثدي والقولون»، موضحـــــاً أن «التعــــرض لمــــواد كيميائية مثل مادة الأسبستوس في بعض الصناعات مثل صناعة السفن والمواد العازلة قد تؤدي إلى سرطان الغشاء البلوري للرئة، كما أن التعرض لمادة البنزين لسنوات طويلة قد يؤدي إلى سرطان الدم». وحذر د. خليفة من «عدم ممارسة الرياضة وتجنب تناول الخضراوات والفواكة الطازجة الأمر الذي يؤدي يفتح الباب أمام الإصابة بالسرطان بصفــة عامــة وخصوصـــاً الجهـــاز الهضمي».
وفي رد على سؤال يتعلق بأكثر أمـــراض السرطـــان شيوعاً فــي البحرين، أفاد د. خليفة بأن «سرطان الثدي يأتي في المرتبة الأولى بين النساء، وسرطان القولون بين الرجال، وسرطان الغدد اللمفاوية يأتي في المرتبة الثانية بين النساء والرجال».
وأوضح د. خليفة أن «الشفاء من السرطان يعتمد على عدة عوامل أهمها مرحلة السرطان عند التشخيص، فالشفاء يصل إلى 90% وأكثر عندما يكتشف المرض في المراحل الأولى والثانية، وتقل فرص الشفاء في المرحلة الثالثة أما المرحلة الأخيرة من المرض وهي المرحلة الرابعة فنسبة الشفاء منه قليلة جداً». ولفت إلى أن «هناك بعض أنواع السرطان متفق عالمياً عليها بوجوب الفحص المبكر عن طريق الفحص والأشعة التشخيصية، مثل سرطان الثدي، وعادة ما يبدأ عند سن الـ 40، وكذلك سرطان عنق الرحم حيث يمكن اكتشافه في مرحلة ما قبل التحول إلى سرطان، وذلك بالكشف بواسطة صبغة معينة بسيطة بدءاً من سن الـ 30 أما باقي أنواع السرطان فليس هناك اتفاق عالمي على آلية التشخيص المبكر، لذا استمرارية أعراضه لا تستجيب إلى العلاج فيجب على المريض التوجه للطبيب للاستشارة»، مضيفاً أن هناك «أمثلة لذلك تتمثل في فقدان الوزن بدون سبب، أو فقدان الشهية، والكحة المزمنة أو الالتهاب الرئوي الذي لا يستجيب للمضاد الحيوي، والإمساك الذي يتبعه إسهال متكرر».
وبحســـب د. خليفـــة، فإن «عــلاج السرطان متنوع بصفة عامة ويتمثل في الجراحة، أو العلاج بالأدوية الكيميائية أوأدوية العلاج الموجه، وهناك علاج مناعي، وعلاج إشعاعي، وعلاج هرموني».
وذكر انه «عادة في المراحل المبكرة للمرض العلاج الأساسي هو الجراحة لإزالة الورم قد يتبعه علاج كيميائي تكميلي وعلاج إشعاعي تكميلي وعلاج هرموني، أما إذا كان المرض في حالة متأخرة وخصوصاً المرحلة الرابعة «المنتشر بأعضاء الجسم» فالعلاج الرئيس هو العلاج الكيميائي أو العلاج الهرموني أو العلاج الموجه «أدوية عن طريق الفم»، حسب نوع السرطان ويستخدم أيضاً العلاج الإشعاعي للسيطرة على الألم المصاحب للمرض».
وشدد د. خليفة على أن «العلاج الكيميائي هو أدوية مثل باقي جميع الأدوية فهي مواد كيميائية تصنع في شركات الأدوية، وتعطى عــن طريق الوريد، وهدفها القضـــاء على نمو الخلايا السرطانية، ولكن له تأثير سلبي على الخلايا المكونة لأنسجة الجسم الطبيعية، لذا قد يصاحب العلاج الكيميائي بعض المضاعفات الجانبية مثل الغثيان، والقيء، وضعف عام بالجسم، وانخفاض المناعة، والإسهــال أو الإمساك، وتغير في لون الجلد، وسقوط في الشعر، وبصفة عامةً لو حدثت بعض المضاعفات الجانبية فهي وقتية وتزول بزوال العلاج الكيميائي، وعادة ما يعطى المريض أدوية مضادة للأعراض الجانبية التي يمكن السيطرة عليها بنسبة عالية».
وقال د. خليفة ان «هناك نسبة عالية تصل أكثر من 90% من فرص الشفاء التام عند اكتشاف المرض في المراحل الأولية، أما في حالة انتشار المرض ففرص الشفاء قليلة جداً ولكن مع اكتشاف الكثير من الأدوية ذات الفعالية العالية أصبح من الممكن السيطرة على المرض لفترة طويلة، وتحويله إلى مرض مزمن، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، فهناك بعض المرضى يكونون تحت العلاج لسنوات عديدة تزيد عن 10 سنوات». وقال إنه «بالنسبة للاكتشاف المبكر لسرطان الثدي وعنق الرحم، فيقدم للسيدات في الرعاية الصحية الأولية، وكذلك توفر المملكة أيضاً تطعيماً ضد سرطان عنق الرحم للفتيات في سن مبكرة».