عواصم - (وكالات): التقى رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا في موسكو وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في محاولة منه لإقناع الحكومة الروسية بالضغط على حليفها الرئيس السوري بشار الأسد للقبول بتشكيل هيئة حكم انتقالي.
وجرى اللقاء بين الجربا ولافروف بعدما أخفق مؤتمر جنيف 2 حول السلام في سوريا في إحراز اي تقدم ملموس. واستمرت المفاوضات 10 أيام في جنيف بين ممثلين عن كل من النظام السوري والمعارضة، بمبادرة من الولايات المتحدة وروسيا، انتهت من دون أن تسفر عن اي نتيجة محسوسة.
ولم ينجح طرفا النزاع في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ولا بحثا في تشكيل حكومة انتقالية، ولا حتى توصلا إلى اتفاق لإيصال مساعدات إنسانية إلى الأحياء المحاصرة في مدينة حمص. وقال لافروف بحسب ما نقلت عنه وكالة انترفاكس «أعتقد أن النقاش سيكون بالغ الأهمية لتوضيح المواقف من أجل الدفع قدماً بعملية جنيف».
من جهته وفي مقابلة مع إذاعة «صوت روسيا» أجريت قبيل لقائه لافروف، شدد الجربا على ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالي لإنهاء النزاع الذي أسفر منذ اندلاعه في مارس 2011 على شكل انتفاضة شعبية عن سقوط أكثر من 136 ألف قتيل وتهجير ملايين السوريين.
وقال الجربا إن «المهمة الرئيسة للجولة التالية من مفاوضات جنيف هي تشكيل هيئة إدارة انتقالية في سوريا». وأضاف أنه «يجب على الولايات المتحدة وروسيا والمجتمع الدولي أن يضغطوا على النظام السوري من أجل أن ينفذ كل موجبات جنيف 1. نريد البحث في هذا الأمر بتفاصيله وبكل انفتاح مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف». وأكد الجربا أن «المعارضة السورية وضعت لائحة بأسماء مرشحين للانضمام إلى هذه الحكومة الانتقالية».
وأضاف «لكننا مستعدون لإبداء مرونة في ما يتعلق بالترشيحات ومستعدون للحوار. نحن نعي أن هذه اللائحة يجب أن يوافق عليها الطرفان». من ناحيته قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بحسب ما نقلت عنه وكالة ايتار تاس الرسمية «ليست لدينا أي شكوك في أن الوفد الحكومي السوري سيشارك في الجولة الثانية للمفاوضات السورية في جنيف». وخلال لقائه لافروف أكد الجربا أن ائتلاف المعارضة قرر بشكل «حاسم» المشاركة في جولة المفاوضات التالية. وأضاف «لقد أعلنا ذلك على الرغم من أنه خلال الجولة الأولى من المفاوضات تواصل ارتكاب جرائم في سوريا بواسطة البراميل المتفجرة» التي تتهم المعارضة طائرات النظام بإلقائها على مناطق تخضع لسيطرتها.
وخلال مؤتمر جنيف 2 قال الجربا الأسبوع الماضي أن لافروف أبلغه خلال اجتماع في باريس أن روسيا «ليست متمسكة» بحليفها الرئيس بشار الأسد. ولكن روسيا شددت مراراً على أن مطلب رحيل الأسد يجب أن لا يكون شرطاً مسبقاً للتوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري.
وإضافة إلى هذه النقاط تبرز نقطة خلاف أخرى بين المعارضة السورية وموسكو هي مشاركة إيران في مفاوضات جنيف، إذ ترفض المعارضة، مدعومة من حلفائها العرب والغربيين، مشاركة طهران في هذه المفاوضات بسبب دعمها نظام الاسد. لكن مصدراً دبلوماسياً أكد لصحيفة «كومرسانت» الروسية أن الولايات المتحدة اقترحت على هامش مؤتمر ميونيخ الذي عقد نهاية الأسبوع الماضي أن تنضم إيران والسعودية وتركيا إلى طاولة مفاوضات تعقد في نفس الوقت الذي ستعقد فيه المفاوضات بين طرفي النزاع السوري في جنيف. وكتبت الصحيفة أن «موسكو توافق بالإجمال على هذه المبادرة».
من جهة أخرى، قالت روسيا إن سوريا ستشحن قريباً مزيداً من أسلحتها الكيماوية إلى الخارج لتدميرها بعد أن اتهمها الغرب بالتلكؤ.
ونقلت وكالة الإعلام الروسي التي تديرها الدولة عن نائب وزيرالخارجية الروسي جينادي جاتيلوف قوله «أعلن السوريون أن من المزمع نقل شحنة كبيرة من المواد الكيماوية في فبراير. وهم مستعدون لإكمال هذه العملية بحلول أول مارس المقبل».
إنسانياً، استأنف برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة جسره الجوي من العراق إلى القامشلي شمال شرق سوريا لنقل مساعدات غذائية إلى نحو 30 ألف شخص على مدى شهر. وقالت مديرة البرنامج ارثرين كازين في بيان «أمر مأسوي رؤية السوريين الأكثر ضعفاً يعانون من الجوع ويدفعون ثمناً باهظاً لنزاع سياسي لا تبدو أي نهاية له في الأفق». ميدانياً، يتواصل القصف بالبراميل المتفجرة التي يلقيها الطيران المروحي التابع للقوات النظامية السورية على مدينة حلب وجوارها شمال سوريا للاسبوع الثالث على التوالي، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون. وقالت المعارضة أن «أحياء الميسر والمرجة والجزماتي والمعصرانية باتت أحياء أشباح، حيث أغلقت معظم المحال التجارية، وهرب الأهالي من بيوتهم، وعم الدمار».