صنعاء - (وكالات): بعد أسابيع من المعارك الدامية شمال اليمن، توصلت قبائل حاشد النافذة لاتفاق صلح مع الحوثيين الشيعة منقلبة على آل الأحمر الذين كانوا يتزعمون التجمع القبلي والذين منيوا بخسائر فادحة في المعارك، بحسبما أفادت مصادر قبلية. وكان آل الأحمر الذين يحظون بدعم من أجنحة حاشد ومن السلفيين ومن تجمع الإصلاح الذي يمثل الإخوان المسلمين، خاضوا معارك قاسية ضد الحوثيين وحلفائهم في معاقل قبائل حاشد في محافظة عمران الشمالية. ورأت مصادر سياسية أن هذه المعارك تهدف إلى حسم السيطرة على شمال غرب اليمن استباقاً لتقسيم اليمن إلى أقاليم ضمن نظام اتحادي جديد تم الاتفاق على إقامته بموجب الحوار الوطني. وسيطر الحوثيون على منزل آل الأحمر بعد فشل عدة محاولات لوقف إطلاق النار، فيما انسحب مقاتلو آل الأحمر من منطقة المعارك. وأكد شيخ قبلي أنه «تم التوصل إلى صلح بين الحوثيين وحاشد من دون آل الأحمر». وبحسب الشيخ، فإن «الذي يقود الصلح عن حاشد هو علي حميد جليدان، وهو من شيوخ قبيلة بني صريم». ويعد جليدان من أبرز حلفاء الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بيما آل الأحمر هم أبرز أعداء الرئيس السابق. ومازالت وساطة تنشط لتثبيت الصلح وإشراك آل الأحمر فيه، بحسب مصادر قبلية.
وأكدت المصادر أن الصلح يقضي بوقف كل أشكال الاقتتال بين الطرفين وتأكيد مبدأ التعايش وفتح الطرقات والسماح للحوثيين الذين يتخذون اسم «أنصار الله» بـ «التحرك بأمن وأمان في بلاد حاشد». وينظم لقاء قبلي كبير بين الحوثيين وحاشد في مديرية حوث في عمران، وذلك للتهاني وتثبيت الصلح. وفي هذه الأثناء، توجه الوسيط عبدالقادر هلال للقاء زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي في صعدة شمال غرب البلاد، للتوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار الذي طرحته لجنة الوساطة الرئاسية في وقت سابق بين الحوثيين وآل الأحمر، والذي تعثر بسبب تعنت الطرفين. ويبدو اتفاق الصلح بين حاشد والحوثيين بمثابة إقصاء لآل الأحمر من قبل حاشد، بعد أن تزعمت هذه العائلة تجمع حاشد القبلي لعقود وكانت السند الأقوى للحكم في صنعاء.