^ كل يوم نكاد نسمع ذات الجعجعة؛ لكن لا نرى بالمقابل عملاً على الأرض يوازي هذه الجعجعة الكبيرة. كل يوم نسمع النواب الكرام (ونكن لجلهم المحبة والاحترام) يقولون تصريحات كبيرة لا يحدث منها شيء على أرض الواقع، يقولون يجب تقنين منح المسيرات، وإبعادها عن العاصمة وأيام الإجازات، والمسيرات تزداد لها التراخيص. يقولون يجب محاسبة متعهدي المسيرات، ولا حساب ولا عقاب، وكل مسيرة مرخصة فيها إرهاب. منذ مدة ونحن نسمع أنه يجب أن يحرم من خدمات الدولة (أو يعطل رقمه الشخصي على أقل تقديم) من يدينه القضاء، ومن يرتكب أعمالاً تخل بالأمن، ويجب ألا يحصل على بيت إسكان أو خدمات الإسكان، ويجب ألا يحصل على الخدمات المجانية التي تقدمها الدولة كالتعليم والصحة، وهذا أسوة ببلاد الديمقراطيات، ولا شيء يحدث على الأرض. لا أعلم هل كل ما يقال هو مشاريع تأخذ وقتها التشريعي في المجلسين؛ أم أنها فقط كلام في الصحف. نسمع عن تجفيف ينابيع الإرهاب المالية، وهذا أمر مهم وخطير، فالمال محرك كل شيء، لكننا نسمعه كلاماً فقط ولم نسمع حتى تعليقاً من المصرف المركزي. هناك من يقول إن أيادي الإرهاب تلقت أموالاً خيالية خلال الأزمة بملايين الدنانير، والرقم الذي قيل لي مخيف، فكيف دخلت الأموال؟ وعن طريق من؟ هل البنوك؟ هل عن طريق أشخاص؟ أين القانون هنا؟ أليس هناك قانون لغسيل الأموال؟ نحن الآن أمام غسيل أدمغة، وغسيل وطن، وغسيل قذر تخرج منه رائحة نتنة. نواب يطالبون بوقف التصريحات للمنظمات الأمريكية المشبوهة، أين التشريع؟ أين الإلزام؟ لماذا كلامنا يبقى كلام صحف؟ إن كانت هناك منظمات أمريكية مشبوهة؛ كيف عرف النواب ولم تعرف الدولة؟ كيف تسمح لهم أصلاً بالدخول وبممارسة أعمال لا تعرفها الدولة؟ (زاد الماي على الطحين) اليوم نريد تشريعاً، نريد قانوناً، نريد كلاماً ليس للنشر في الصحف وفي اليوم التالي ينتهي، المسألة مسألة وطن ودولة وسيادة، لا ينبغي أن ننام بعد أن حدث الهدوء النسبي، من يريد أن ينقلب يعمل ليلاً ونهاراً، وأصحاب الحق هم الذين يجب أن يعملوا ليلاً ونهاراً ولا يركنوا إلى (الظاهرة الكلامية) الناس تريد عملاً وإنجازاً. التصريح في الصحف جيد، ماذا بعد؟ هل نتوقف؟ نريد تشريعاً وقانوناً، نريد من البرلمان أن يعمل بتوازٍ مع حياة ومعيشة الناس والأمن وحفظ السيادة للدولة، فلا شيء يأتي قبل الأمن. في مجلس صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء حفظه الله تحدث بقلب مفتوح كعادته، وبحديث يتمنى الحاضرون ألا ينتهي لما فيه من الصراحة والقوة، وقد قال سموه: “يجب أن يكون الواحد من أهل البحرين عن ألف من أجل العمل لخير البحرين”، وقال سموه كلاماً كثيراً شعرت أن هذا هو الكلام الذي في قلب أي مواطن بحريني يحب بلده، وقال سموه: “الجرح الذي أصابنا لن ننساه، ولن نتناساه أبداً، نعم تجاوزنا الكثير، ونحمد الله على نعمته لكن المرحلة القادمة تتطلب عمل ووحدة وتكاتف الجميع” الشاهد هنا أن خليفة بن سلمان يقول إن على كل أهل البحرين أن يعملوا، الواحد منهم عن ألف، والمرحلة مرحلة عمل وبناء وتصحيح. ما نريده اليوم أن نخرج من كلام يقال للنشر في الصحيفة، نريد ممن يمتلك أداة مهمة وقوية ومؤثرة مثل التشريع أن يشرع، وأن يستخدم الأداة لخير البحرين ومستقبلها، نعم نحتاج للرقابة، نعم نحتاج لمعيشة الناس وحياتهم، لكن والله إن حفظ أمن البحرين يأتي أولاً وقبل أي شيء، فبدون الأمن والسيادة لن يأتي شيء آخر. إن كان الأخوة النواب يشرعون كل التصريحات (فجزاهم الله خيراً) وإن كانت فقط ظاهرة كلامية، فاعذروني كلام هذا يشبه ومضة البرق البعيد، لا يضيء الأرض ولا يأتي بعده مطر.
{{ article.article_title }}
{{ article.formatted_date }}