كتبت - عايدة البلوشي:
أشاد سمو الشيخ خالد بن علي بن خليفة آل خليفة بالمبادرات التي تحتضن الأطفال وتنمي مواهبهم، مؤكداً ضرورة أن تتوافر لهذه الفئة الإمكانات والبيئة التي تكسبهم مهارات جديدة، وتحفزهم على الإبداع وتمكنهم من الاعتماد على الذات وتنشئتهم على مفاهيم الانتماء والولاء للوطن وخدمة المجتمع.
وتقدم سموه، لدى حضوره مساء أمس حفل ملتقى الربيع السنوي الرابع الذي نظمته جمعية الكلمة الطيبة تحت رعاية سمو الشيخ عيسى بن علي بن خليفة آل خليفة الرئيس الفخري للجمعية، بالشكر والتقدير إلى الجمعية، رئيساً ومجلس إدارة وأعضاء، واللجنة المنظمة واللجان الفرعية للملتقى، وخص بالشكر سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة لدعم سموه لإعمار شخصية الأطفال بالمعاني والقيم السامية التي تجعل منهم سواعد بناء في المجتمع.
وقبل الحفل، قام سمو الشيخ خالد بن علي آل خليفة بجولة في المعرض المصاحب، الذي تضمن أعمالاً فنية أبدع من خلالها الأطفال المشاركون في التعبير عن حبهم للبحرين.
وانطلقت أمس فعاليات ملتقى الربيع السنوي الرابع للأطفال تحت شعار «باللعب.. نتعلم الحياة» والذي تستمر فعالياته حتى يوم غدٍ الموافق 7 فبراير الحالي في إطار مشروع المتطوع الصغير بفندق إليت –سبا، بمشاركة 55 طفلاً من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وشهد الحفل عرض عمل فني عن أبرز محطات ملتقى الربيع. وكرّم سمو الشيخ خالد بن علي راعي الحفل الرعاة من مؤسسات القطاع الخاص الذين كان لدعمهم الفضل في تطوير برامج الملتقى.
إعداد جيل قادر على حماية وطنه
ورحب رئيس الجمعية حسن بوهزاع بالحضور، مشيداً بتوجيهات الرئيس الفخري للكلمة الطيبة، سمو الشيخ عيسى بن علي، التي تبلورت في برنامج متكامل يلبي احتياجات الطفل ويكفل إعداد جيل واعد قادر على حماية وطنه والذود عنه بإيمانه وعقيدته الإسلامية السمحة المبنية على القيم والمبادئ الأصيلة.
وأكد أن هدف البرنامج زيادة الترابط بين أطفال دول المجلس وغرس المواطنة الصالحة وتشجيع الأطفال على التحلي بالعادات والقيم العربية الأصيلة.
وأضاف «نرحب بكم أجمل ترحيب في حفل افتتاح ملتقى الربيع الخليجي الرابع الذي يجئ في إطار اهتمامات جمعية الكلمة الطيبة ببرامج الأطفال والناشئة كونهم يمثلون مستقبل الأوطان وأمله المشرق.. حيث تلاقى هذا الإيمان بأهمية رعاية هذه الشريحة مع إيمان سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة الرئيس الفخري لجمعية الكلمة الطيبة الذي طالما نادى بضرورة تقديم برنامج متكامل يلبي حاجات هذه الفئة ويكفل إعداد جيل واعد قادر على حماية وطنه والذود عنه بإيمانه وعقيدته الإسلامية السمحة المبنية على القيم والمبادئ الأصيلة.
وأكد حسن بوهزاع أن ذلك كان دافعاً للمبادرة بتنظيم ملتقى الربيع الخليجي الرابع للأطفال والناشئة بإشراف نخبة من المختصين في برامج الأطفال والذي وضعت له أهداف نبيلة تتمثل في التالي: زيادة الترابط والتلاحم وإتاحة الفرصة لأبناء الخليج العربي للتعارف وبناء الصداقات، وغرس المواطنة الصالحة وتعليم المشاركين الانتماء وخدمة المجتمع، إكساب المشاركين مهارات التواصل والمشاركة والتعود على الأعمال التطوعية وتعويدهم على الاعتماد والثقة بالنفس، وتشجيع المشاركين على ممارسة العادات والتقاليد الأصيلة وحثهم على التحلي بالأخلاق الفاضلة، إضافة إلى شغل أوقات فراغ الطلاب بما هو نافع ومفيد.
تنمية روح المبادرة والانخراط بالمجتمع
وقالت المنسق العام للملتقى دلال الفهيد «في الواقع هو ليس مجرد نشاط يستثمر أوقات أطفالنا في عطلة الربيع فقط، وإنما برامج يتيح للمشاركين الاستمتاع بأوقاتهم ويخلق نوعاً من المنافسة الإيجابية بينهم، ويعلمهم مهارات متعددة تدفعهم لإدراك قيمة العمل التطوعي لأنفسهم ومجتمعهم ووطنهم.. وكل ذلك تمت ترجمته تحت شعار: «باللعب.. نتعلم الحياة». والذي يشمل برامج وأنشطة تربوية وثقافية وترفيهية وخدماتية للمجتمع».
وأشارت الفهيد إلى أن البرنامج يهدف إلى تنمية المهارات القيادية والثقة بالنفس لدى جيل الناشئة، وغرس مفاهيم الوطنية وحب العمل التطوعي من خلال المسابقات والعمل الميداني، وخلق جيل قيادي يخدم مجتمعه قادر على تجاوز الصعوبات وتحمل المسؤولية، وأيضاً تشجيع المشاركين على تكوين العلاقات وتنمية روح المبادرة والانخراط في المجتمع.
وفي سؤال حول الفئة المستهدفة وعدد المشاركين ورسوم الاشتراك والسكن، أوضحت الفهيد «نستهدف الطلاب والطالبات التي تتراوح أعمارهم ما بين 10 – 12 سنة، مجموع عدد المشاركين من كل جهة 3 طلاب و3 طالبات إضافة إلى مشرف ومشرفة»، مشيرة إلى أن «رسوم الاشتراك 30 ديناراً لكل طالب وطالبة، وتتكفل الجمعية بسكن المشاركين في أحد الفنادق الراقية، كما تتكفل الجمعية بالوجبات والمواصلات، وعلى كل وفد مشارك إحضار إعلانات وكتيبات خاصة بدولته لعرضها في المعرض الذي سيقام في حفل الافتتاح مع إحضار الزي الوطني للمشاركين».
وقالت دلال الفهيد إن برنامج الملتقى تركز في اليوم الأول 5 فبراير في الفترة الصباحية زيارات علمية، وكان الافتتاح في الفترة المسائية برعاية سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، وتخلل الحفل أوبريت من تقديم طلاب البحرين كما أقيم على هامش الافتتاح معرض إعلانات وكتيبات خاصة بالدول المشاركة. واليوم الثاني 6 فبراير (اليوم) زيارات علمية ثقافية في الفترة الصباحية إلى بعض المراكز، وفي الفترة المسائية سيكون برنامجاً تعليمياً ترفيهياً في حديقة الشيخة سبيكة واليوم الثالث والأخير 7 فبراير الفترة الصباحية زيارات بعض المراكز الثقافية، الفترة المسائية اختتام البرنامج وتوزيع شهادات المشاركين في المخيم.
55 طفلاً في الملتقى
ومن جانبه، قال رئيس اللجنة العليا أنور بوحسن أن جمعية الكلمة الطيبة استقبلت صباح أمس الوفود المشاركة من الأطفال والمشرفين من دول الخليج الذين انضموا إلى زملائهم المشاركين من البحرين، وقد بلغ عدد الأطفال من جميع الدول المشاركة 55 طفلاً، حيث جاءت هذه المشاركة من جميع الدول الخليجية إلا أن دولة الإمارات العربية المتحدة تزامنت فترة انعقاد هذا الملتقى مع امتحانات الطلبة وبذلك تعذر عليهم المشاركة وعلى الرغم من ذلك ولحرصهم الشديد للمشاركة فقد شاركت المشرفة حنان علي من دولة الإمارات، حيث مثلت دولة الإمارات في هذا الملتقى. وأضاف بوحسن «يعتبر هذا الملتقى هو الرابع الذي تنظمه الجمعية للأطفال، وقد تميز هذا العام بمشاركة الدول الخليجية حيث إنها أول سنة تشارك فيها دول غير مملكة البحرين، وأيضاً تعاون الاتحاد العربي معنا، كما ميز الملتقى الشراكة المجتمعية حيث شاركت عدد من الجهات منها وزارة الداخلية والمؤسسة العامة للشباب والرياضة، وشركة بتلكو إلى جانب الجهات الأخرى».
وفي سؤال هدف اختيار شعار «باللعب نتعلم الحياة»؟ قال أنور بوحسن «أردنا من خلال هذا الشعار أن نعلم أو نوصل للأطفال الرسائل التعليمية والتربوية من خلال اللعب، فالطفل لا يتعلم إلا باللعب، فنحن نريد في هذا الملتقى نعلم الطفل كيف يتحمل المسؤولية، ونعلمه حب الانتماء وحب الوطن وزرع الوحدة الخليجية ونزرع فيه حب التطوع، فاليوم الطفل عندما يشارك أقرانه من الأطفال يتشجع في العطاء ويتعلم رسائل تربوية جديدة يفتح له آفاقاً واسعة وبالتالي يرغب في المزيد من العطاء فهذا الطفل اليوم يكون شباب الوطن ومن ثم عماد المستقبل فلابد من الاهتمام بهم».
وعلى هامش الحفل أقيم معرض إعلانات وكتيبات خاصة بالدول المشاركة، منها الجمعية البحرينية لتنمية الطفولة، وجمعية دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (افتا)، وبرنامج الشيخ حمدان لإعداد الطلبة، وأيضاً مشاركة مرك قطر للعمل التطوعي، ومركز الجمهورية اليمنية، وجمعية دار العطاء، وجمعية المستقبل الشبابية، وفريق تالا، وجمعية الكلمة الطيبة (غراس). كما تخلل الحفل أوبريت من تقديم طلاب البحرين.
الملتقى في عيون الأطفال المشاركين
«الوطن» استطلعت آراء عدد من الأطفال المشاركة في هذا المتلقى لنتعرف عن كثب انطباعاتهم ومشاركتهم في الملتقى، يقول الطفل طلال يوسف عبدالله (12 عاماً) من دولة قطر: تعتبر هذه المشاركة الأولى لي في هذا الملتقى، وقد حرصت على المشاركة منذ أن سمعت عن هذا البرنامج، حيث إنني على يقين بأنه سيضيف لي الكثير، فمن خلاله أتعرف على أصدقاء جدد من دولة البحرين والدول الخليجية الأخرى، كما أشارك في المسابقات والأنشطة التي يتخللها هذا الملتقى.
ويقول الطفل عبدالعزيز حسين (12 عاماً) من دولة الكويت: شاركت في الملتقى لأتعرف على أصدقاء جدد من الدول الخليجية وأتعرف عليهم عن قرب خاصة أننا في الدول الخليجية أسرة واحدة لابد أن نتعرف على بعضنا البعض، كما تحمست في المشاركة لوجود برامج مختلفة ومتنوعة في الملتقى. ويعلق الطفل يحيى عبدالله مراد (9 أعوام) من البحرين: تعتبر هذه المشاركة أول مشاركة لي، وحرصت على المشاركة لتنوع البرامج والأنشطة ووجود أطفال من دول خليجية بذلك نتعرف عليهم وأتمنى بأن يكون هذا الملتقى مرتين في السنة على الأقل.
ومن جانبه، تقول الطفلة شهد يوسف إبراهيم (10 سنوات) من دولة عمان: شاركت في الملتقى لأتعرف على أصدقاء جدد، وأشارك في الأنشطة والبرامج التي ينظمها الملتقى خاصة الرسم، حيث إنني أحب الرسم كثيراً، وأتمنى بأن يكون هذا الملتقى بشكل سنوي ليتسنى لنا المشاركة.
أما الطفلة مريم السهو (12 سنة) من دولة الكويت- تقول: كنت أتمنى بأن يعقد ملتقى للأطفال على مستوى الدول الخليجية وأشارك فيه، لذلك عندما عرفت عن هذا الملتقى حرصت المشاركة حيث تتنوع البرامج والأنشطة وخاصة أن الوقت مناسب في فترة الإجازة بذلك نستطيع بأن نستغل الإجازة في ما هو مفيد.
أما المشرفة المتطوعة ببرنامج حمدان بن محمد للتطوير الشخصي للطلاب حنان آل علي والتي تمثل دولة الإمارات تقول: تعذر على دولة الإمارات المشاركة بسبب تزامن امتحانات الطلبة مع هذا الملتقى إلا أننا حرصنا على الوجود والمشاركة في هذا اللقاء الخليجي الرائع، حيث عرفت البحرين بحبها لاحتضان الأطفال ومشاركتهم في مختلف البرامج والأنشطة، لذا جاءت مشاركتنا بصفتي متطوعة في برنامج (حمدان بن محمد لإعداد الشخصية للطلبة)، وبإذن الله أطفال الإمارات سيشاركون في الملتقيات والبرامج المقبلة.