عواصم - (وكالات): أكدت مصادر متطابقة أن «نظام الرئيس بشار الأسد لم يحترم التزاماته الدولية في مجال تدمير ترسانته الكيميائية ولم يحترم المهلة التي انتهت أمس لنقل 1200 طن من العناصر الكيميائية خارج الأراضي السورية». وأعلن الناطق باسم منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مايكل لوهان أن «الوضع واضح ولا مجال لمزيد من التعليق». وإضافة إلى 700 طن من العناصر الكيميائية الأكثر خطورة التي كان يفترض أن تكون نقلت خارج الأراضي السورية في 31 ديسمبر الماضي، كان من المفترض أيضاً أن تكون 500 طن إضافية من العناصر الكيميائية المصنفة «من الفئة الثانية» قد أخرجت. لكن لم تغادر الأراضي السورية سوى شحنتين من العناصر الكيميائية في يناير الماضي عبر ميناء اللاذقية. وقالت واشنطن إن ذلك يمثل تقريباً 4% مما كان يفترض أن يكون تم نقله في 31 ديسمبر.
وإضافة إلى العناصر الكيميائية الأكثر خطورة، والتي تدخل في إنتاج غاز الخردل وغاز السارين، وأخرى من «فئة 2»، فإنه يجب أن يتم تدمير نحو 120 طناً من مادة إيزوبروبانول في سوريا بحلول الأول من مارس المقبل.
وتنص خطة نزع الأسلحة الكيميائية في سوريا التي صادقت عليها الأمم المتحدة، على الانتهاء من إتلاف الترسانة الكيميائية السورية في 30 يونيو المقبل، وقد تمت المصادقة على الخطة إثر اتفاق روسي أمريكي سمح بتفادي غارات عسكرية أمريكية على سوريا.
وتتضمن الخطة إشارة واضحة إلى الفصل السابع من شرعة الأمم المتحدة الذي ينص على أن من لا يطبق القرار ولا يحترم التزاماته، قد يتعرض لعقوبات أو اللجوء إلى القوة العسكرية. ولتبرير التأخر، تحدث نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد عن «صعوبات» تواجهها بلاده «في إطار مكافحتها للإرهاب قد تحول دون تنفيذ بعض التزاماتها» في عملية نقل وتسليم أسلحتها الكيميائية، مجدداً في الوقت نفسه المضي من أجل «التنفيذ التام» لهذه الالتزامات. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه قلق لتأخر سوريا في تسليم وتدمير ترسانتها من الأسلحة الكيميائية عن الجدول الزمني قائلاً إن لندن تعتزم الضغط على دمشق لإعادة البرنامج إلى مساره. من جهته، ندد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بالاستخدام «الوحشي» للبراميل المتفجرة من قبل نظام الرئيس السوري بشار الأسد في مناطق عدة من سوريا خصوصاً في حلب.
وقال كيري في بيان «يومياً ومع مواصلة استخدام البراميل المتفجرة في قصف حلب، فإن نظام الأسد إنما يكشف عن وجهه الحقيقي أمام العالم وبربريته التي حولت سوريا إلى مركز للإرهاب».
في موازاة ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن جماعات المعارضة المدعومة من الغرب في سوريا تجند الأطفال اللاجئين في الدول المجاورة وإن قوات الحكومة السورية تحتجز الأطفال الذين لهم صلات بالمعارضة وتعذبهم.
من ناحية أخرى، أعلنت الخارجية الأمريكية أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أقر بأن «لا سلطة» له لمناقشة النزاع السوري مع نظيره الأمريكي، في إشارة منه إلى أن هذا الملف الحساس هو في أيدي مراجع عليا في طهران. وقالت المتحدثة باسم الخارجية جنيفر بساكي إن ظريف أقر بهذا الأمر خلال لقائه نظيره جون كيري نهاية الأسبوع الماضي في ميونخ لبحث تطورات الملف النووي الإيراني. ميدانياً، عقدت «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش» ولواء «صقور الشام» الإسلامي المقاتل ضد النظام في سوريا اتفاق هدنة يقضي بوقف الاقتتال الدائر بينهما منذ أسابيع شمال سوريا، بحسب نص الاتفاق الذي نشر على مواقع إلكترونية. ويأتي ذلك في وقت تخوض كتائب مقاتلة بينها «الجبهة الإسلامية» التي ينتمي إليها «لواء صقور الشام» معركة ضارية ضد «الدولة الإسلامية» منذ مطلع ديسمبر الماضي في مناطق عدة، ما تسبب بمقتل 1500 شخص. في الوقت ذاته، يواصل نظام الأسد قصف حلب بالبراميل المتفجرة الذي أسفر عن مقتل المئات خلال الأسابيع الماضية.
من جانب آخر، قال مسؤولون أمريكيون إن السفير الأمريكي لدى سوريا روبرت فورد سيتقاعد نهاية الشهر الجاري. وقالت عدة مصادر إنه كان من المتوقع أن يصبح فورد سفيراً للولايات المتحدة لدى مصر لكن مسؤولين حكوميين مصريين رفضوا لأنهم رأوا أنه قريب جداً من الأحزاب الإسلامية في الشرق الأوسط.