عواصم - (وكالات): أكد الجيش المصري أن قائده المشير عبد الفتاح السيسي لم يحسم أمر ترشحه للانتخابات الرئاسية وقال إن ما نقلته صحيفة «السياسة» الكويتية عنه في هذا الشأن «اجتهادات صحفية وليس تصريحات مباشرة». وجاء إعلان الجيش بعدما نشرت صحيفة «السياسة» مقابلة مع المشير عبد الفتاح السيسي قال فيها إنه «سيلبي طلب الشعب» الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل المقبل على أبعد تقدير في مصر.
وقال السيسي في المقابلة «نعم، لقد حسم الأمر وليس أمامي إلا تلبية طلب شعب مصر وهو أمر سمعه القاصي والداني ولن أرفض طلبه. سأتقدم لهذا الشعب بتجديد الثقة عبر التصويت الحر».
ودون أن ينفي احتمال ترشحه، قال الجيش في بيان «أن ما نشرته جريدة السياسة الكويتية مجرد اجتهادات صحفية وليست تصريحات مباشرة من المشير السيسي وتم تحميلها بعبارات وألفاظ غير دقيقة، خاصة بعد نقلها في مختلف وسائل الإعلام''. وأكد الجيش المصري أن «قرار ترشح المشير من عدمه هو قرار شخصي سيحسمه بنفسه أمام أبناء الشعب المصري العظيم دون غيرهم، من خلال عبارات واضحة ومباشرة، ولا تحتمل الشك أو التأويل».
وقال السيسي في المقابلة «لن أرفض رغبة أبناء بلدي ولكنني سأطلب منهم العون. فمصر دولة متوعكة وتوعكها مزمن وقد ازداد في السنوات الأخيرة».
وأضاف أن «الشعب يدرك أن الأمانة ثقيلة وتتطلب تعاون الجميع في حملها لذلك علينا أن نتشارك في هذا الحمل ونعمل من أجل شفاء بلدنا من هذه الوعكة».
وتابع أن مصر «التي عكر صفوها حكام حلموا بجعل حكمها انتفاعاً وتمصلحاً أنانياً وليس عملاً وطنياً تحتاج للتخلص من إرث الماضي كله ومعالجة ما خلفه ذاك الإرث بالإضافة إلى معالجة ما تسببت به المرحلة السابقة وأدى إلى تعثر مسيرتها». وأضاف السيسي «سنصدق الناس القول. لن نتلاعب بأحلامهم أو نقول لهم إن لدينا عصا سحرية. سأقول لهم تعالوا إلي نشبك أيدينا بأيدي بعضنا بعضاً ونعمل سوية لبناء مصر»، مؤكداً أن «ما يجري في مصر لن يؤثر في شعبها ولن يفت من عضده ولن تعيق قنبلة هنا أو تظاهرة هناك مسيرة النهوض، فهذه الأعمال ليست غير حشرجات محتضر».
من جهة أخرى، أكد السيسي أن»الدول العربية بحاجة إلى الاتحاد في ما بينها ودول مجلس التعاون الخليجي سترحب بهذه الفكرة». وشدد على أن «الشعب المصري سيتذكر الموقف التاريخي للأشقاء في دول مجلس التعاون، وسيتذكر مبادرة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ودعمه لبلدنا، وسنتذكر مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة ورجالها الذين زاروا مصر ليقدموا دعمهم السخي، مصر ستتذكر بكل اعتزاز دعم دولة الكويت وعواطف أهلها، وكذلك البحرين وسلطنة عمان».
في المقابل، أصرّ رئيس تحرير صحيفة «السياسة» الكويتية أحمد الجارالله على موقف صحيفته من خبر ترشح السيسي، معتبراً أن «بيان المجلس العسكري لا ينفي الخبر»، وفقاً لقناة «العربية».
وقال الجارالله إن «ترشح السيسي محسوم منذ زمن»، مبيناً أن ما نُشر هو «اجتهادات صحفية»، مبنية على ما استشفته الصحيفة من حديثها مع المشير السيسي.
وأعاد الجارالله بيان المجلس العسكري إلى «الذين فسّروا الترشح بشكل سيء، ومن ضمنهم ثعابين الإخوان المسلمين»، وفقاً لتعبيره.
من ناحية أخرى، أفادت مصادر قضائية أن الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ونجليه سيحاكمون في قضية جديدة بتهمة الاستيلاء على أموال عامة اعتباراً من 19 فبراير الجاري.
ويحاكم مبارك حالياً في القاهرة مع وزير داخليته حبيب العادلي و6 من كبار مساعدي الأخير بتهمة الاشتراك في قتل متظاهرين خلال الثورة التي أطاحت به في فبراير 2011. وهو يرقد حالياً في مستشفى عسكري بعد انتهاء مهلة احتجازه احترازياً مدة عامين.
ومبارك متهم مع نجليه علاء وجمال باختلاس 125 مليون جنيه «18 مليون دولار» من أموال الخزينة العامة. في سياق متصل، كشفت ، الإعلامية الكويتية وكاتبة السيناريو فجر السعيد تفاصيل لقاء لها قالت إنه جرى مع الرئيس الأسبق حسني مبارك، واستمر لمدة ساعتين في مستشفى المعادي للقوات المسلحة، تخللها حديث طويل عن غزو الكويت وكواليس القمة العربية وأسرار إنشاء مجلس التعاون العربي وترشح المشير عبدالفتاح السيسي للرئاسة، قائلة: «سعادتي لا توصف بمقابلة الرئيس مبارك والاستماع لحديثه والأسرار التي يحملها هذا الرجل ذو الذاكرة الحديدية»، نقلاً عن صحيفة «الأهرام» المصرية. وكان لافتاً أن الإعلامية الكويتية سارعت بحذف جميع التغريدات التي نشرتها حول زيارتها لمبارك دون توضيح الأسباب، في وقت أثارت فيه تلك التغريدات ردود أفعال متباينة من قبل نشطاء. من جهة أخرى، قالت مصادر قضائية إن محكمة النقض المصرية قضت بإعادة محاكمة 21 شخصاً صدرت عليهم أحكام بالإعدام في قضية ذات أبعاد سياسية لضلوعهم في أعمال عنف دامية في استاد مدينة بورسعيد الساحلية عام 2012.
وقبلت المحكمة الطعون على الأحكام الصادرة في مارس الماضي بحق عدد من المشجعين بضلوعهم في الكارثة التي أودت بحياة 74 شخصاً معظمهم من مشجعى الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي القاهري في أول فبراير 2012. في موازاة ذلك، أعلنت قناة الجزيرة القطرية أن 9 من الصحافيين العاملين لديها يحاكمون في مصر ضمن مجموعة من 20 صحافياً متهمين بالانتماء إلى «جماعة إرهابية».
اقتصادياً، قال البنك المركزي المصري إن احتياطي البلاد من النقد الأجنبي زاد إلى 17.105مليار دولار في يناير الماضي، وهذه هي الزيادة الشهرية الأولى للاحتياطي الأجنبي منذ أغسطس 2013.