كتبت – زينب أحمد:
كشف استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة في مستشفى الشفاء د. عبدالرحمن الرفاعي أن وزارة الصحة تنفق 15 ألف دينار سنوياً على أجهزة أطفال الخداج، وتطعم الخدج بإبر ضد الـ «أر أس في»، تبلغ قيمة كل واحدة منها 500 دينار، ما يعني أنها تنفق طفل الخداج الواحد قرابة الـ 1000 دينار يومياً.
وكان مستشفى السلمانية افتتح في مارس 2013 جناحاً للخدم (309) وهو يعمل بطاقة استيعابية تدريجية ممن وضعهم أقل حدة من المرضى المحتاجين إلى رعاية قصوى، «وبدأنا فيه بستة مرضى ثم زدناهم إلى 8 إلى 10 إلى أن وصلنا حاليا إلى الطاقة الاستيعابية القصوى للجناح وهي 17 مريضاً».
وبين الدكتور الرفاعي أن من أسباب ولادة طفل خديجاً وجود مشاكل للمرأة في عنق الرحم بحيث تكون عضلاتها واسعة، فهي لا تستطيع حمل الطفل لمدة 9 شهور كاملة لذلك تتسع العضلات، بوجود ألياف تؤدي إلى نموها والضغط على عضلة الرحم، إلى جانب وجود نوع من التشوهات الخلقية في عضلات الرحم، وإصابة الأم بأمراض مثل السكلر وارتفاع ضغط الدم، والتهاب حول الكيس المائي يؤدي إلى نزول الطفل.
ولفت د. الرفاعي لحاجة الطفل لعناية واهتمام بشكل مستمر نظراً لصغر جسمه، حيث يمن خلال 24 أسبوعاً 600 غرام أي أنه صغير بما فيه الكفاية، فأعضاؤه تكون صغيرة وغير مكتملة، وحويصلاته الهوائية في رئتيه غير قادرة على الانفتاح، ويحتاج الأطفال المصابون بتلك المتلازمة إلى درجات مختلفة من المساعدة في عملية التنفس وعادة ما نحتاج إلى أكسجين إضافي ريثما تتحسن الرئتان حيث يحتاج الخدج إلى هواء مشبع بالأكسجين بنسبة قد تصل إلى 100% بينما يحتوي الهواء بشكل طبيعي على نسبة 21% من الأكسجين وقد يحتاج هؤلاء الأطفال إلى جهاز تنفس صناعي التي تعطي الطفل تنفساً دقيقاً ومتحكماً به وقد يستفيد بعض الأطفال من المساعدة التنفسية المسماة الضغط الإيجابي المستمر لمجرى الهواء حيث يثبت أنبوب بلاستيكي في كل منخر من أجل إحداث ضغط إضافي في الممرات الهوائية مما يساعد في الحفاظ على الأكياس الهوائية الدقيقة الموجودة في الرئتين منتفخة بشكل جيد، كما قد يعطى الأطفال المصابون بحالات شديدة جرعات من بعض المستحضرات الفاعلة بالسطح surfactant بشكل مباشر في الرئتين.
من جانبها، ذكرت أخصائية أمراض النساء والولادة د. فضلية النجار عدة أسباب لخروج الطفل خديجاً؛ منها وجود مشاكل وأمراض في الرحم والمشيمة مثل تكرار الإجهاض والولادة المبكرة، الرحم ذو القرنين، الاتساع المبكر لعنق الرحم، تمزق الأغشية المبكر، الالتهابات الزغبات المشيمية، انفصال المشيمة، الورم، جميعها قد تسبب بالولادة المبكرة وبالتالي ولادة طفل خدج، وربما يعود السبب الرئيس لارتفاع نسبة التلوث الجرثومي بنسبة 60 أو 70 % للمرأة الحامل. ولفتت د. النجار إلى أن أغلب المصابين بولادة طفل خدج هم من ينجبون إما توأم ثلاثي أو رباعي بعد علاج أمراض العقم، مشيرة إلى أن عنق الرحم حجمه محدود لا يتسع لأكثر من طفل واحد. وأوضحت أن عناية المرأة بنفسها وعمل التحليلات الطبية المبكرة تساهم في تفادي أمراض الرحم والمشيمية، ويمكن إجراء عملية لإزالة الألياف.
من جانبه، حذر مصدر بوزارة الصحة -فضل عدم الكشف عن اسمه- من أن غياب الرقابة عن عمليات التلقيح الصناعي في مراكز علاج العقم، بإدخال أكثر من جنين واحد في العملية يتسبب بخروج الخدج.
وأوضح المصدر أن ولادة طفل خديج يحدث نظراً لعدة أسباب، منها الطلق المبكر قبل 37 أسبوعاً، لافتاً إلى إمكان تفادي ولادة طفل خديج بإجراء الفحوصات الطيبة بشكل دوري. وبين أنه تتم العناية بالطفل الخديج من خلال تغذيته عن طريق الفم، وإذا كانت حالة الطفل حسنة ويقوم بحركات المص، يمكن تغذيته عن طريق الفم، من خلال أنبوبة تصل من الفم مباشرة إلى المعدة، لتزويده بالحريرات والسوائل، رغم أن أغلب الخديجين بوزن أقل من 1500 غ يتطلبون أنبوب تغذية بسبب عجزهم عن التنسيق بين التنفس والمص والبلع، والهدف إيصال التغذية بالفم إلى أكثر من 150-180- مل لكل كيلوجرام من وزن الخديج في اليوم، مشيراً إلى تعرض الطفل الذي يتغذى على حليب بكثافة سعرة حرارية عالية لخطر الجفاف، وعدم تحمل اللاكتوز، الإسهال، غازات بطنية، وتأخر إفراغ المعدة.
يشار إلى أنه يمكن لـ 60% من الأطفال الخدج المولودين بين الأسبوع الرابع والعشرين وحتى الشهر السادس البقاء على قيد الحياة.