عواصم - (وكالات): قدم المبعوث العربي والأممي المشترك إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي وثيقة لوفدي النظام والمعارضة تفيد بأن «الجولة الثانية من مباحثات «جنيف2» ستركز على وقف العنف وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي بشكل متزامن»، وهو الملف الذي تم ترحيله من الجولة السابقة نظراً لتمسك النظام بقضية مكافحة الإرهاب.وأشار الإبراهيمي إلى أنه «سيعقد اجتماعاته مع الطرفين بشكل منفصل في اليومين المقبلين بهدف تهيئة الأجواء في المحادثات التي قد تستغرق أسبوعاً». إنسانياً، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن «مشروع قرار يطالب بتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المدن السورية المحاصرة سيطرح على مجلس الأمن الدولي». في سياق متصل، أعلنت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة ومنسقة شؤون الإغاثة الطارئة فاليري آموس أن طرفي النزاع في سوريا اتفقا على تمديد الهدنة الإنسانية في حمص لثلاثة أيام إضافية، مشيرة إلى أنه تم إجلاء أكثر من 800 شخص من الأحياء المحاصرة.وذكر بيان للأمم المتحدة أن الأخضر الإبراهيمي سيعقد محادثات مع نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف ووكيلة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان في جنيف الجمعة المقبل. من جهته، قال المتحدث باسم وفد المعارضة لؤي صافي إن وفده قدم 8 تقارير عن العنف في سوريا تستند إلى شهادات لمنظمات دولية، منها خروقات النظام في حمص وإلقاء 100 برميل متفجر على داريا في الفترة الأخيرة. ودعا صافي روسيا إلى ممارسة الضغط على النظام لوقف العنف، واتهمه بارتكاب 12 مجزرة، منها 8 في ريف حماة، وأشار إلى أن الوفد طالب بوقف كل أشكال العنف. ويشير التقرير الذي قدمته المعارضة للإبراهيمي إلى أن «النظام السوري قتل منذ بدء المفاوضات في مؤتمر جنيف2 أكثر من 1805 من السوريين، منهم 834 شخصاً في حلب وحدها، مستخدماً خلالها ما يزيد عن 130 برميلاً متفجراً». كما يشمل التقرير ما نشرته منظمة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية «هيومن رايتس ووتش» من صور وشهادات تتهم النظام بهدم آلاف المنازل «دون وجه حق»، خاصة في دمشق وحماة. في المقابل، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن الوفد الحكومي سيتابع الجهود التي بذلها في الجولة الأولى، مشدداً على مناقشة بيان جنيف1 بالتفصيل وبالتسلسل الذي ورد به. أما وزير الإعلام السوري عمران الزعبي فقال إن أي قرار قد ينجم عن مؤتمر جنيف2 سيعرض على استفتاء شعبي، حسبما نقلته وكالة سانا الرسمية. وطالب الوفد الرسمي السوري، الأخضر الإبراهيمي، بإدانة «مجزرة» قرية معان العلوية في ريف حماة، والتي راح ضحيتها أكثر من 40 شخصاً، بحسبما أعلن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد.وأكد المقداد استعداد دمشق «بلا تردد» لبحث مسألة هيئة الحكم الانتقالية التي تطالب بها المعارضة وفق بيان جنيف1، شرط معالجة بنوده بالتدرج. وقال المقداد «نؤكد أننا وضعنا عملية مكافحة الإرهاب ووقف العنف على مقدمة جدول أعمالنا في جنيف»، معتبراً أنه «لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن نتحدث عن عملية سلمية حقيقية إلا عندما يتوقف القتل والإرهاب». من جهة أخرى، قال المعارض أنس العبدة إن المعارضة عززت وفدها في محادثات جنيف بإضافة ممثلين لكتائب مسلحة تقاتل في الداخل. وأضاف أن وفداً «عسكرياً وأمنياً» يتألف من 7 أعضاء انضم إلى الشخصيات المدنية من أعضاء الائتلاف الوطني السوري. ومن بين الجماعات الممثلة جبهة ثوار سوريا وهي جماعة يقودها جمال معروف ونشطت في التصدي لجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، ومن بينها كذلك مقاتلون من محافظة درعا مهد الانتفاضة جنوب البلاد. إنسانياً، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن مشروع قرار يطالب بتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المدن السورية المحاصرة سيطرح على مجلس الأمن الدولي. في موازاة ذلك، أعلنت البعثة المشتركة للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية نقل دفعة ثالثة من العناصر الكيميائية السورية على متن سفينة نرويجية إلى المياه الدولية.ميدانياً، قال ناشطون إن 12 قتيلاً معظمهم من الأطفال سقطوا جراء استهداف الطيران الحربي مدرسة في بلدة مزيريب بريف درعا، بينما ألقت القوات النظامية براميل متفجرة على حلب وسط أنباء عن انسحاب مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام من دير الزور بعد معارك شرسة. وفي حلب قالت شبكة سوريا مباشر إن الطيران المروحي ألقى 6 براميل متفجرة على حي مساكن هنانو، في حين ذكر اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن عدداً من الجرحى سقطوا جراء تجدد القصف على هذا الحي. وفي تطور آخر، نقلت وكالة رويترز عن ناشطين قولهم إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام انسحب من محافظة دير الزور الغنية بالنفط شرق سوريا بعد معارك دارت في عدة محاور في ريف دير الزور ضد كتائب جبهة النصرة والجبهة الإسلامية والجيش الحر.وقتل 41 شخصاً هم 21 مدنياً و20 مقاتلاً موالياً للنظام السوري في قرية معان العلوية في محافظة حماة وسط سوريا، بحسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
970x90
970x90