أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، أن ميثاق العمل الوطني ملحمة وطنية مستمرة، وبرهان متجدد لقوة الشعب بمواجهة دعاوى الفرقة والانقسام، لافتاً إلى أن إرادة البحرينيين صاغت الميثاق لرسم حاضر المملكة ومستقبلها.
وقال سموه في تصريح له أمس بمناسبة ذكرى التصويت على الميثاق المصادف غداً، إن الميثاق دشن مرحلة جديدة للمشاركة في بناء الوطن ودعم أسس الدولة الحديثة المستندة إلى مبادئ الانفتاح والمساواة وحرية الرأي والتعبير.
وأضاف سموه أن مسيرة الأعوام الـ13 الماضية كانت حافلة بالإنجازات والمكتسبات، تعززت بروح العمل الجماعي والتعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية من أجل تحقيق الحياة الكريمة والرفاه الاجتماعي لجميع المواطنين.
وأكد سمو رئيس الوزراء أن الرؤية الحصيفة لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، في بناء وطن ناهض يرتكز على أسس قانونية وتشريعية حديثة، أسهمت في تبوؤ البحرين صدارة التقارير الدولية التي ترصد وتتابع جهود التنمية على كافة المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأشار سموه إلى أن ذكرى ميثاق العمل الوطني تتجدد في كل عام لتسلط الضوء على لحظات فخر في تاريخ البحرين المعاصر، تجسدت فيها أروع مظاهر الوحدة والتلاحم بين أبناء الوطن الواحد، منوهاً إلى أن الميثاق شكل انطلاقة جديدة للبحرين في عصرها الحديث.
وعد سموه، الميثاق يمثل ملحمة وطنية مستمرة صاغتها إرادة البحرين قيادة وشعباً، لبناء حاضرها ورسم مستقبلها، وفق رؤية واضحة المعالم والأهداف، وترسخت من خلاله أسس البناء الوطني القائم على احترام قيم المواطنة وحقوق الإنسان، وتعزيز الإرادة الشعبية في بناء الوطن وازدهاره.
وأكد سموه أن ذكرى الميثاق برهان متجدد لقوة شعب البحرين وصلابته وتماسكه في مواجهة كل دعاوى الفرقة والانقسام، بعد أن حاولت تفتيت عضد الوطن المتماسك وتقويض مكتسباته الحضارية، وتجسد تمسكه بالبناء على ما أنجزه من مكتسبات.
وقال سموه «إننا في هذه المرحلة أمام مسؤولية وطنية، وعلينا أن نشكل وجه حياة ننشدها لحاضرنا ومستقبل أجيالنا، وأن نجدد الآمال ونواكب تحولات العصر حتى نعيش في وطن مزدهر».
ونوه سموه إلى أن وتيرة العمل والبناء ماضية بخطوات واثقة نحو تحقيق الغايات الوطنية، من أجل وطن مزدهر ينعم فيه جميع أبنائه بالخير والرخاء، مؤكداً أن «التحديات لن تزيدنا إلا إصراراً على استكمال ما بدأناه، وتحقيق ما نصبو إليه لخدمة شعبنا ووطننا».
وأردف سموه «علينا أن نحشد الجهد وأن نعيش من أجل الوطن ومصلحته، وأن نشخص كل ما يعترض طريقنا للوصول إلى غاية نريدها دون إهدار لأي مكتسب تم إنجازه».
وشدد سموه على أن المرحلة الحالية تتطلب العمل الجاد وتوثيق الصلة بين القطاعات الحكومية والأهلية، و»أن نجعل من ذكرى إقرار الميثاق الوطني تجديداً للتعاون والعطاء، وتجاوز ما يفرقنا إلى ما يجمعنا، وأن نؤدي واجبنا نحو الوطن ليأخذ مكانته اللائقة».
وأكد سموه أن المملكة تعيش تحديات داخلية وخارجية، مستدركاً «لكن رغم ما استنفدته من جهد، فإن الوطن ومستقبله وأمنه غاية لن نتخلى عنها، ما يتطلب من الجميع المساهمة الإيجابية في الارتقاء إلى أفق يضمن الإنجاز تلو الآخر، لينعم الوطن بأرضه وشعبه في أمن واستقرار». وقال سمو رئيس الوزراء إنه منذ إقرار الميثاق، شهدت البحرين مزيداً من التطور والتحسين طرأ على كافة برامج العمل الحكومية نحو تحقيق أفضل النتائج المرجوة على صعيد توفير المتطلبات المعيشية للمواطنين، خصوصاً في مجالات الإسكان والخدمات الصحية والتعليمية والبنية التحتية، إضافة إلى إحكام الرقابة على المال العام وحسن استغلال الموارد المتاحة.
ونوه سموه إلى ما تتمتع به البحرين من حريات إعلامية نمت وازدهرت في إطار سلسلة ضمانات مكنتها من أن تؤدي رسالتها بحرية دونما قيود، مشيداً بالأقلام والمؤسسات الصحافية الوطنية التي كانت ومازالت داعماً أساسياً ومدافعاً صلباً عن منجزات الوطن ومكتسباته. ودعا سموه أبناء الوطن كافة في هذه المناسبة الوطنية العزيزة، إلى التمسك بروح البذل والعطاء الوطني، وعدم الالتفات لمحاولات يائسة تستهدف النيل من عزيمتهم وإصرارهم، وأن تعلو مصلحة الوطن على ما عداها من غايات هدفها هدم مقدرات الوطن، بعد أن بنتها سواعد أجيال متعاقبة من أبناء الوطن المخلصين.
وقال سموه إن تحقيق الآمال في مستقبل آمن ومزدهر يحتاج إلى تعزيز ثقافة العمل والإنتاج، والتدثر بالوحدة الوطنية باعتبار البحرين وطناً للجميع. وأكد سموه أن المرحلة المقبلة من مستقبل الوطن تحتاج إلى تلاحم جميع أبنائه، وترسيخ أسس شراكة حقيقية ترتقي بالبحرين إلى مراتب أعلى من النمو والازدهار، مضيفاً «البحرين تستحق منا كل الاهتمام».
وحيا سموه شعب البحرين ومواقفه الوطنية المشرفة التي تظل شاهداً على مدى حبه وتفانيه وإخلاصه لوطنه، وحرصه على عروبته واستقلاله، ودفاعه عن سيادته واستقراره. وقال سموه إن وعي شعب البحرين وقدرته على حفظ تلاحمه وتماسك نسيجه الاجتماعي في وسط هذا الخضم الهائل من التحديات، كان ولايزال رهاناً يحفظ للوطن استقراره.
ورأى سموه أن تجاوز التحديات الراهنة يتطلب رؤية شاملة تحفظ التوازن في المنطقة، داعياً إلى حشد الدعم الرسمي والشعبي لمبادرة الاتحاد بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والاستجابة لتطلعات أبناء دول المجلس في الوحدة الشاملة.
وجدد سموه التأكيد على أهمية الاتحاد الخليجي، بعد أن أطلق مبادرته الخيرة خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة، مشيراً إلى أهمية الإسراع بدخول الاتحاد حيز التنفيذ، خاصة أن فرص الانتقال إليه كبيرة، في ظل الاتفاق الخليجي على هذا الهدف المشترك.