مبايكي - (وكالات): تشهد جمهورية أفريقيا الوسطى منذ عدة أشهر عمليات وصفت بـ»التطهير الديني» ضد المسلمين على أيدي ميليشيات مسيحية، أدت إلى مقتل المئات ونزوح الآلاف خوفا من عمليات القتل العشوائية، الأمر الذي استدعى إرسال فرنسا قوات اتهمت فيما بعد بالانحياز ضد المسلمين لمساعدة قوات حفظ السلام الأفريقية، وسط تنديد واسع من المنظمات الدولية. من جانبها، توعدت رئيسة جمهورية افريقيا الوسطى سامبا بانزا بشن «الحرب» على ميليشيات انتي بالاكا التي تكثف تجاوزاتها ضد المدنيين المسلمين، ما يهدد بتقسيم البلاد وتعتبره باريس الحليف الرئيس لبانغي غير مقبول. وقالت الرئيسة اثناء زيارة قامت بها برفقة وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان «سنشن الحرب ضدهم»، في اشارة الى ميليشيات الدفاع الذاتي المسيحية انتي بالاكا «ضد السواطير»، مضيفة «انهم يعتقدون انني ضعيفة لانني امرأة. لكن الان فان الانتي بالاكا الذين يريدون القتل سيلاحقون». ويشكل المسلمون نحو 15? من سكان جمهورية أفريقيا الوسطى، مما يجعلها ثاني أكبر ديانة في البلاد بعد المسيحية التي يدين بها نصف السكان «25% بروتستانت و25% كاثوليك»، أما بقية السكان فإنهم يدينون بديانات محلية. ويعيش معظم مسلمي أفريقيا الوسطى في الشمال بالقرب من الحدود مع تشاد المسلمة، حيث خرج من بينهم ميشال دجوتوديا كأول رئيس مسلم للبلاد وأنصاره المقاتلون في تحالف سيليكا. وتدهورت الأوضاع الأمنية في جمهورية أفريقيا الوسطى منذ الانقلاب الذي قاده ميشال دجوتوديا وائتلاف سيليكا المتمرد وأطاح بالرئيس فرانسوا بوزيزيه في مارس 2013. وبدأت الخلافات تصيب نظام الرئيس المسلم، بعد شكوى المعارضة من تهميشها، وفشل الحكومة في السيطرة على الأمن في البلاد، لتبدأ حالة فوضى غير مسبوقة قُتل على إثرها المسلمون بطريقة عشوائية على أيدي الميلشيات المسيحية، إلى أن اضطر دجوتوديا للتنحي بضغط من رؤساء دول وسط أفريقيا مطلع يناير الماضي. ومنذ تنحي دجوتوديا غرقت البلاد في دوامة العنف الطائفي التي تشنها الميليشيات المسيحية ضد مسلحي سيليكا والمدنيين المسلمين.