كتب - فهد بوشعر وصالح الرياشي:
مضى وقت طويل منذ أن فتح الوطن الرياضي الملف الاستثماري لنادي النجمة الرياضي، والذي أكده عادل جناحي الأمين المالي السابق في المقابلة الصحافية التي نشرها الوطن الرياضي في شهر سبتمبر الماضي من العام 2012، بأن مجلس الإدارة السابق قد حرك الملف الاستثماري في النادي بعد فترة لم تتجاوز الستة أشهر منذ إصدار رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة القرار رقم 7 لسنة 2012 بتعيينه لمجلس الإدارة برئاسة عصام يوسف جناحي.
وقد تغيرت أحوال النادي بشكل ملحوظ بدءاً بتغيير نتائج الفرق بشتى ألعابها والمفاوضات والتعاقدات التي تمت لفرق النادي، حيث كانت صفقات مدوية لم يتوقعها أحد، ومروراً بالحركة المتزايدة في النادي من الأعضاء والعمل الإداري الكبير والمتميز الذي ازدان بضخ الدماء الشابة بشكل واضح، واختتم الأمر بالمشروع الاستثماري الكبير الذي ينوي مجلس إدارة نادي النجمة إقامتة على أرض النادي النموذجي الجديد بمنطقة الجفير، حيث إنه من المتوقع أن يدر المشروع الاستثماري هذا على النادي مبالغ طائلة ستنعش خزينته ويجعله أحد أغنى الأندية إن لم يكن أغناها خلال السنوات المقبلة.
وجاءت التحركات السريعة هذه لحلحلة الملف الاستثماري للنادي بعد مرور أكثر من 12 سنة من الدمج الذي نتج عنه كيان نادي النجمة الرياضي، راوح فيها الملف الاستثماري النجماوي مكانه دون حراك أو محاولة تحريك لأسباب معروفة وغير معروفة في نفس الوقت.
وقد خاطب مجلس إدارة النادي المؤسسة العامة للشباب والرياضة آنذاك لطلب الموافقة النهائية للمشروع من أجل البدء في طرح المشروع على المستثمرين للحصول على التمويل والتراخيص اللازمة لإجراءات البناء، كي يتسنى للنادي البدء في المشروع بأسرع وقت ممكن، وذلك لما لأهمية هذا المشروع كمصدر دخل مالي للنادي في وقت يشهد فيه صعوبات ومديونيات مالية كبيرة.
وكان المشروع الاستثماري في موقع الجفير عبارة عن 72 محلاً تجارياً مع الميزانين، و24 شقة مكونة من غرفة واحدة، و16 شقة مكونة غرفتين، و8 شقق مكونة من ثلاث غرف، و12 مطعماً بالدور العلوي من المشروع.
كما تبين بأن إدارة النجمة تمتلك مجموعة من المشاريع الأخرى قيد الدراسة للمراحل القادمة لم يتم الإفصاح عنها في منطقة الواجهة البحرية للنادي النموذجي الجديد، إضافة إلى المشروع الاستثماري الفريد من نوعه في البحرين الذي سيشيد على أرض النادي في فرع السلمانية بأن يتم تشييد مركز تجاري فقط على جزء من الأرض يحول المشروع إلى مشروع تجاري رياضي، أما أرض رأس الرمان فسيتم تشييد مبنى سكني تجاري عليها مكون من ثمانية أدوار وسيكون ريع الاستثمارات للنادي الأم.
وحول العوائد المتوقعة من المشروع الاستثماري الذي ينوي مجلس إدارة النجمة تشييدة على أرض النادي النموذجي الجديد في الجفير ضمن المرحلة الأولى من المراحل الاستثمارية التي ينوون المضي فيها قدماً، فمن المتوقع أن يكون العائد على النادي من هذا المشروع في حالة الإشغال الكامل مبلغاً يتراوح بين 800 ألف دينار و1.200.000 (مليون ومائتا ألف) دينار كصافي ربح سنوياً، وهذه المبالغ تعتمد على سوق العقارات إن زاد أو نقص خصوصاً وأن الشارع الرئيس سيكون حيوياً للغاية عند إنشائه، أما الواجهة البحرية فالمشاريع فيها مؤجلة لحين الحصول على عروض ترضي طموح النجماوية، خصوصاً وأن هذه المنطقة مصرح لها بتشييد المباني حتى 50 طابقاً، وكون الوضع الحالي للسوق التجاري لا يسمح بالاستثمار لتدهور وضعه، فقد تم تأجيل الاستثمار في هذه المنطقة لحين عودة الأوضاع لطبيعتها.
تأخرت المشاريع الاستثمارية النجماوية قرابة 12 عاماً منذ بدء الدمج في العام 2001، لكن وفي فترة لم تتجاوز الستة أشهر منذ إعلان التشكيل السابق لمجلس الإدارة تمت مخاطبة المؤسسة العامة للشباب والرياضة بالمشروع الذي ينوي النادي تشييده منذ وقت طويل، لكن للأسف لم يجد النجماوية أي أصداء تفيد بتحريك الملف في المؤسسة العامة لطرحه على مجلس المناقصات.
فيا ترى هل ستواصل الإدارة الجديدة القديمة اليوم نفس الجهاد لتحريك الملف الاستثماري النجماوي الذي سيمثل نقلة نوعية للنادي ستنقله نحو عالم الاحتراف، خصوصاً في ظل المطالبات المتزايدة من قبل اللاعبين بضرورة وجود عقود تربطهم مع النادي بعد تطبيق الاتحادات للائحة حرية الانتقالات وبعض الاتحادات التي أقرت لائحة الاحتراف، مؤكداً بأن العقود للاعبين تشكل عبأً وهاجساً كبيراً للأندية في ظل الدعم المالي المتواضع الذي يصرف للأندية من قبل المؤسسة العامة للشباب والرياضة، والذي لا يكاد يغطي ربع المصاريف التي تتكبدها الأندية جراء مثل هذه اللوائح.
ولا يغفل أحد دور المؤسسة العامة البارز في إنشاء النادي النموذجي الجديد للنجمة في منطقة الجفير وتعاونها الكبير في سرعة تسليمه وتأثيثه، وهو على ثقة تامة بأن المشروع سيقر من قبل المؤسسة بشكل سريع كونه لا يحتاج إلى تفكير أكبر نظراً لما سيعود به على النادي من نفع وإنعاش للميزانية في ظل العجز والديون المتراكمة عليها، خصوصاً وأن معظم الأندية في البحرين قد دخلت إلى عالم الاستثمار ومشاريعهم مرت بكل سلاسة عدا نادي النجمة الذي تعطلت مشاريعه منذ بداية الدمج ولا تستحمل التأجيل أكثر من ذلك.