كتبت – نور القاسمي:
طالت اعتداءات إرهابية أمس 20 مدرسة في مناطق متفرقة من البحرين، و 5 حافلات مدرسية، عمد الإرهابيون إلى قذفها بالزجاجات الحارقة «المولوتوف» والحجارة والأسياخ أثناء وجود طلاب داخلها بينهم أطفال بالمرحلة الابتدائية، إضافة إلى إغلاق الطرق وترهيب الطلبة وذويهم وتهديدهم بالأسلحة، فيما قالت وزارة التربية إن يوم أمس شهد 267 اعتداءً متنوعاً، إلا أنها أكدت فشل الإرهابيين بإيقاف العملية التعليمية، إذ استمرت الحركة المدرسية بشكلها الطبيعي.
وخلفت اعتداءات أمس أضراراً بالغة بينها تحطيم أسوار مدارس وزجاج النوافذ وقذف «المولوتوف» إلى داخل الحرم المدرسي، وغلق مدارس بالسلاسل ولِحام أبوابها في بعض الأحيان لمنع الطلبة ومنتسبيها من الدخول، إضافة إلى التخريب والحرق وغلق الطرق المؤدية إلى المدارس بالطوب والأخشاب والنفايات، والتهديد المباشر للمعلمين والطلبة وأولياء أمورهم بالسلاح من جانب وعن طريق الكتابة على جدران المدارس من جانب آخر، في محاولة لمنع الطلبة والمعلمين من الوصول إليها والانتظام في الدراسة.
وقالت «التربية» إن «الأعمال الإرهابية التي تعرضت لها المدارس يوم أمس أثارت الرعب والذعر لدى الطلاب مسببة قلق ورهبة في البيئة المدرسية، وثني بعض الطلبة عن الذهاب إلى المدارس وحرمانهم من حقهم الأصيل في التعليم»، منددة بـ»مثل هذه الأعمال الخارجة عن القانون، والانتهاكات الإرهابية السافرة لحرمة المؤسسات التعليمية وترويع الأطفال وبث الرعب في نفوسهم ومنعهم من حقهم في التعليم، فضلاً عن التعرض إلى منتسبي المدارس من معلمين وقيادات مدرسية وانتهاك حقوقهم في العمل، وذلك بهدف شل العملية التعليمية».
وأكدت أن «الدراسة استمرت بشكل طبيعي رغم كل الظروف، ورغم انخفاض عدد الطلبة في الغالبية العظمى من المدارس».
حرائق وأسياخ
وأوضحت التربية في بيان لها أن مخربين خارجين على القانون غلقوا بوابات عدد من المدارس بالسلاسل والأسياخ الحديدية وأشعلوا الحرائق عند أسوارها وأغلقوا الطرق المؤدية إليها»، مشيرة إلى أن الإرهابيين «أغلقوا أبواب بعض من المدارس بأقفال حديدية فجر يوم أمس، إلا أن حراس تلك المدارس طلبوا مساعدة رجال النجدة للتخلص منها قبل وصول الطلبة».
وأوضحت أن «المخربين أغلقوا جميع أبواب مدرسة بوري الابتدائية للبنين وتوبلي الابتدائية للبنين والبلاد القديم الابتدائية للبنات والنبيه صالح الابتدائية للبنات باستخدام السلاسل والأسياخ والأقفال الحديدية، وقام آخرون بسد الطرق المؤدية إلى مدرسة جد حفص الابتدائية للبنين بالطوب».
تكسير النوافذ
وقالت «التربية» إن «اعتداء إرهابيين على أكثر من 5 مدارس بقذفها بوابل من الحجارة على النوافذ والمباني، أمام مدرسة الإمام الغزالي الإعدادية للبنين ومدرسة عثمان بن عفان الإعدادية للبنين، ومدرسة المأمون ما أدى إلى تكسرها وتضرر بعض المباني، في حين قام آخرون بإشعال الحرائق قرب أسوار مدرسة مدينة عيسى الإعدادية للبنات ومدرسة الشيخ عبدالله بن عيسى الثانوية الصناعية للبنين».
وشوه الإرهابيون، بحسب بيان «التربية»، أسوار مدرسة غازي القصيبي الثانوية للبنات، فيما وضع آخرون الطوب والأشجار لإغلاق الطرقات المؤدية إلى مدارس النويدرات الابتدائية للبنات وفاطمة الزهراء الابتدائية للبنات وفاطمة بنت أسد الابتدائية للبنات وكرانة الابتدائية للبنات والتعاون الثانوية للبنين».
وتعرضت مدرسة البديع الابتدائية للبنين إلى اعتداء تمثل في اقتحام المدرسة وسرقة عشر طفايات للحريق كانت مثبتة في مبانيها، كما هاجم عدد من المخربين مدرسة بلقيس الابتدائية للبنات والجزيرة الابتدائية للبنين ومدرسة سلماباد الابتدائية للبنات وهددوا الحراس بضرورة إطفاء الإضاءات فضلاً عن تكسير عدد من الأضواء وصناديق الكهرباء.
وأشارت التربية إلى أن «حراس مدارس تمكنوا من فتح أبوابها وإزاحة العوائق الموضوعة أمامها، ومحاولة السيطرة على الوضع، وإبلاغ الجهات الأمنية المختصة بهذه الأعمال التخريبية».
استهداف الحافلات
واستهدف الإرهابيون 5 حافلات مدرسية عبر قذف زجاجات «المولوتوف» الحارقة عليها في مناطق متفرقة في المملكة، وتمثلت في حافلتين على شارع عيسى الكبير في محافظة العاصمة تضم أحدهما طالبات في المرحلة الابتدائية لمدرسة حكومية، والأخرى أطفالاً للمدرسة الهندية، وحافلة لمدرسة حكومية في منطقة المعامير، وأخرى في النويدرات، ومدينة عيسى وواحدة بالقرب من حالة بو ماهر في محافظة المحرق. فضلاً عن تثبيت أسياخ حديدية وقطع زجاج وعدد من المواد في الأرض لمنع المركبات من العبور إلى داخل وخارج هذه المناطق. وأكدت «التربية» قيام الإرهابيين بمنع باصات مدرسية تقل الطلبة، للمدارس الحكومية والمدارس الخاصة للوصول إلى مدارسهم، عن طريق عرقلة طرقهم ومنعهم من عبور بعض الطرق، بهدف الحيلولة دون وصول الطلبة إلى مدارسهم، منها منطقة الزنج، البلاد القديم، الحورة، البديع، السنابس، سترة، المعامير، العكر، النويدرات وبعض من مناطق مدينتي حمد ومدينة عيسى، كما قاموا بتثبيت أسياخ حديدية والعديد من المواد في الأرض لمنع المركبات من العبور، إلى جانب قيامهم بإغلاق أبواب المدارس أمام الطلبة وأعضاء الهيئات الإدارية والتعليمية بالسلاسل والأقفال لمنعهم من الحضور.
وتصبح حصيلة عدد الاعتداءات على المؤسسات التعليمية يوم أمس إلى 267 اعتداءً متنوعاً، ما يشكل انتهاكاً صريحاً لكل المواثيق الدولية التي تؤكد على حق الأطفال الأصيل في الحصول على التعليم في بيئة آمنة.