عواصم - (وكالات): انعكس الخلاف في وجهات النظر بين روسيا والقوى الغربية على الطرفين السوريين في محادثات السلام الجارية في جنيف أمس مما أدى إلى تعثرها في الوقت الذي استمر فيه القتال وظل عشرات الآلاف تحت الحصار على أمل وصول إمدادات إغاثة من الخارج، فيما قال ناشطون إن «قوات الرئيس بشار الأسد تدك مدينة يبرود السورية الحدودية الاستراتيجية استعداداً لهجوم جديد تقوم به ميليشيات «حزب الله» الشيعي اللبناني لطرد قوات المعارضة». من جهته، قال الوسيط الدولي الأخضر الإبراهيمي إن الولايات المتحدة وروسيا وعدتا بالمساعدة على تحريك محادثات السلام المتعثرة. وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي بعد اجتماعه لمدة ساعتين مع مسؤولين أمريكيين وروس كبار في جنيف «أكدا من جديد دعمهما لما نحاول إنجازه ووعدا بأنهما سيساعدان هنا وفي عاصمتيهما وغيرها في تحريك الموقف بالنسبة لنا لأننا حتى الآن لا نحرز تقدماً يذكر في هذه العملية». وأضاف أن «الفشل احتمال قائم وأنه سيبذل كل الجهود الممكنة لإحراز تقدم». من جهته، دعا وفد المعارضة السورية المشارك في الجولة الثانية من مفاوضات جنيف 2، موسكو وواشنطن إلى «التعاطي الجدي» مع المفاوضات، في وقت تشهد المدينة السويسرية حراكاً من دبلوماسيي البلدين للدفع بالمفاوضات قدماً.وقال كبير المفاوضين في الوفد المعارض هادي البحرة «نحن على قناعة بأنه من الواجب على الراعيين الأساسيين لهذا المؤتمر التعاطي الجدي مع عملية التفاوض وأنها ستخرج بنتائج لما فيها مصلحة الشعب السوري بشكل كامل». من جهته، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أنه لا يرى مبرراً لجدول أعمال «مفصل في أذهان» المعارضة التي قال إن عليها «الانتظار طويلاً» للحصول على رد الوفد الحكومي على التصور الذي قدمته بشأن هيئة الحكم الانتقالي.وأكد المقداد أن موسكو تعمل على «دفع» المفاوضات قدماً من خلال زيارة نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف لجنيف، وعقده لقاءات مع الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي والمسؤولة الأمريكية ويندي شيرمان. وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من طرح المعارضة خلال جلسة مشتركة بإشراف الإبراهيمي، تصورها لـ «عملية انتقال سياسي».وتلحظ الورقة التي قدمتها المعارضة تشكيل «هيئة حكم انتقالي» بصلاحيات تنفيذية كاملة تتناول وقف العنف وإصلاح المؤسسات والجيش وصولاً إلى إجراء انتخابات، من دون ذكر مصير الرئيس بشار الأسد. وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي حول الوضع الإنساني في سوريا لا ينص على توجيه تحذير لنظام الرئيس بشار الأسد.وصرح لافروف أن المشروع الغربي والعربي «هو على شكل تحذير. هناك تهديد بفرض عقوبات». وأوضح «لكن لا يمكننا القبول به. نشدد على ضرورة التركيز على عمل ملموس». وقدمت روسيا مشروع قرار حول الوضع الإنساني في سوريا بعد أن وصفت مشروع القرار الغربي والعربي بأنه «غير مقبول».وانتقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما المواقف الروسية الداعمة للحكومة السورية وموقفها من المساعي الأخيرة في الأمم المتحدة لدفع مساعدات الإغاثة. وردت وزارة الخارجية الروسية فوصفت ذلك بأنه تشويه للحقائق. وتتفق مساعي موسكو الجديدة لإصدار قرار من الأمم المتحدة يدين أعمال الإرهاب مع التصريحات الصادرة من دمشق والتي تصف كل من يقاتل للإطاحة بالأسد بالإرهاب في الحرب التي سقط فيها أكثر من 130 ألف قتيل.وقاوم وفد الحكومة السورية كل الجهود الرامية لبحث نقل السلطة في جنيف هذا الأسبوع مصراً على ضرورة بحث قضية مكافحة الإرهاب أولاً. وقال لافروف «الإرهاب بالتأكيد ليس مشكلة أقل حدة» من الأزمة الإنسانية.وأضاف أن «الجماعات الإرهابية» التي تقاتل في سوريا تمثل خطراً متزايداً. واتهم لافروف القوى الغربية التي أيدت المعارضة والجماعات ببذل محاولات لتبرير الإرهاب بالمجادلة أنه لا يمكنها القضاء على الإرهاب مادام الأسد في السلطة.ويتهم الائتلاف الوطني للمعارضة الذي يدعمه الغرب الأسد بدعم الإرهابيين في سوريا. وفي مدينة حمص وهي ساحة قتال رئيسة في الحرب استمر إجلاء المدنيين الذين يعانون الجوع ومقاتلي المعارضة من الحي القديم المحاصر ليوم سابع، فيما قال محافظ حمص طلال البرازي إن وقف إطلاق النار في المدينة للأغراض الإنسانية مدد 3 أيام أخرى.ومنذ الجمعة الماضي بلغ عدد من تم إجلاؤهم 1400 شخص في الهدنة التي تمت بوساطة الأمم المتحدة في الجولة الأولى من محادثات جنيف التي بدأت في 22 يناير الماضي. ومازال 220 من هؤلاء محتجزين لاستجوابهم.ويسمح للنساء والأطفال بالخروج من المنطقة لكن قوى الأمن تفحص حالات الرجال والشباب من سن 15 إلى 55 عاماً. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن الحكومة تعهدت بالإفراج عنهم بعد فحص حالاتهم. وفي نقطة تجميع كان يجري فيها تسجيل النازحين وجد الصحافيون أن مقاتلي المعارضة المستسلمين وأفراد الأمن السوريين يبدون درجات متفاوتة مع العداوة والارتياب والخوف بل والاستعداد للمصالحة.وقال ناشطون إن «قوات الرئيس بشار الأسد تدك مدينة يبرود السورية الحدودية الاستراتيجية استعداداً لهجوم جديد تقوم به ميليشيات «حزب الله» الشيعي اللبناني لطرد قوات المعارضة». وذكرت وسائل إعلام موالية للحكومة أن «الجيش سيطر على قرية الجراجير القريبة»، في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان المؤيد للمعارضة إن «قوات الأسد تقدمت بالمنطقة لكنها لم تبسط سيطرتها عليها بشكل كامل». وقال نشطاء إن القوات الحكومية أسقطت براميل متفجرة من الجو على المناطق الخاضعة لسيطرة قوات المعارضة حول دمشق وحلب وكذلك بلدة الزارة قرب حمص.من جهته، كشف النائب في البرلمان الإيراني محمود نبويان في تصريح غير مسبوق أن بلاده دربت عسكرياً 150 ألف سوري على أراضيها و150 ألفاً في سوريا بالإضافة إلى تدريب 50 ألفاً من عناصر «حزب الله» اللبناني مستشهداً بذلك كإثبات لـ»هزيمة أمريكا» في سوريا على حد زعمه، مؤكداً أن سوريا هي التي تدفع ثمن ما تريده إيران وليس العكس، وفقاً لما بثته قناة «العربية».