أكد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أن الميثاق فتح آفاقاً جديدة وشكل طريقاً لمستقبل البحرين المشرق، وقال «إنه يوم الأفراح والاحتفالات، ومن ينعته بأنه يوم الثورة والتخريب فهو ليس منا نحن أهل البحرين، بلد التعايش والتكافل والتضامن من أجل الوحدة الوطنية العزيزة على الجميع».
ولدى استقبال جلالته أصحاب السمو وأفراد العائلة المالكة الكريمة بمناسبة الذكرى الـ13 لميثاق العمل الوطني في قصر الصخير أمس، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس الوزراء، وأضاف «أنه يومنا الوطني العزيز علينا جميعاً، يوم توافق أهل البحرين على ميثاقهم الوطني الذي رسم مشروعنا نحو التطوير المدروس المتدرج، وأرسى قواعد ثوابتنا الوطنية، وحدّث الدستور بما يتفق ومتطلبات العصر».
وأكد جلالته أن ميثاق العمل الوطني فتح آفاقاً جديدة في مختلف المجالات، وشكل طريقاً لمستقبل البحرين المشرق، وعزز مكانتها على الصعد الإقليمية والعربية والدولية.
وأشاد جلالته بعطاء المواطن البحريني وإخلاصه في أداء واجباته ومسؤولياته في مختلف مواقع العمل والإنتاج، وما حققه الرجل وحققته المرأة البحرينية من مراكز قيادية في العديد من المنظمات العربية والإقليمية، لافتاً إلى أن مسيرة الإصلاح والبناء في المملكة مستمرة بما يسهم في تعزيز المسيرة التنموية والحضارية والديمقراطية.
ونوه جلالته إلى أن البحرين تعمل دائماً على تحقيق كل التطلعات الصادقة والمخلصة لتعزيز التلاحم الوطني، في إطار ما يربط أهل البحرين من قيم عربية أصيلة وأخلاق فاضلة وتعاون ومحبة، في إطار روح الأسرة البحرينية الواحدة.
وشدد العاهل المفدى على أن «ميثاق العمل الوطني يبقى منطلقاً نبني عليه مسيرتنا الإصلاحية، ونجني ثماره لتعزيز مختلف الجوانب الديمقراطية والتنموية».
وأعرب جلالته عن شكره وتقديره للجميع لما أبدوه من مشاعر وطنية صادقة ودعوات طيبة في هذه الذكرى العزيزة، داعياً الله العلي القدير أن يعيدها على البحرين وشعبها الكريم بمزيد من التقدم والازدهار.
واستذكر جلالته بهذه المناسبة، مآثر الآباء والأجداد من الأسرة المالكة الكريمة ممن تغمدهم الله عز وجل بواسع رحمته. وتفضل جلالة الملك المفدى بعدها، بالضغط على الزر إيذاناً بتدشين الشجرة الإلكترونية للعائلة المالكة الكريمة، واستمع إلى شرح من قبل مدير عام مجلس العائلة المالكة الكريمة الشيخ إبراهيم بن خالد آل خليفة، حول الجهود المبذولة في إعداد شجرة العائلة.
ولدى وصول موكب جلالته إلى قصر الصخير، حيت جلالته مجموعة من طلبة وطالبات مدارس وزارة التربية والتعليم، ثم تقبل العاهل المفدى التهاني من الحضور وأطيب أمنياتهم الصادقة بهذه المناسبة الوطنية العزيزة.
وأشاد الحضور بما حققته المملكة من إنجازات حضارية وتنموية في المجالات كافة، وما حظيت به من مكانة مميزة على المستويات الإقليمية والعربية والدولية في ظل قيادة جلالته وبفضل نهجه الحكيم.
وثمنوا عالياً بكل التقدير والاعتزاز الجهود الكبيرة لجلالة الملك المفدى وخطواته الرائدة من أجل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية الودية بين البحرين وسائر الدول الشقيقة والصديقة، وترسيخ مواقف المملكة المشرفة في مختلف المحافل، وتعزيز مكانتها ودورها في المحيط العربي والدولي، سائلين الباري عز وجل في هذه الذكرى الغالية، أن يحفظ العاهل المفدى ويرعاه ويسدد خطاه، ويحقق للبحرين وشعبها العزيز ما تصبو إليه من عزة وتقدم ورقي في ظل العهد الزاهر.
وبادلهم جلالة الملك المفدى التهنئة بهذه المناسبة، بعد أن شكلت نقلة نوعية في تاريخ البحرين، وبدء مرحلة جديدة من مسيرة العمل الوطني والنهضة الشاملة وترسيخ الحياة الديمقراطية.
وألقيت قصيدة للمغفور له الشاعر الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة بهذه المناسبة، وبدأت بعدها العرضة البحرينية احتفاء بهذه الذكرى المجيدة.
وفي السياق، توجه جلالة الملك المفدى، إلى صرح ميثاق العمل الوطني يرافقه سمو ولي العهد، حيث كان في استقباله وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي وكبار المسؤولين بالوزارة ورؤساء الجامعات وعدد كبير من الطلبة وأعضاء الهيئات الإدارية والتعليمية بالمؤسسات التعليمية الحكومية والخاصة والجامعات.
وقال جلالته «سعدنا اليوم بمشاركة أبنائنا الطلبة من مختلف المراحل الدراسية والجامعات احتفالهم بذكرى الميثاق الوطني، الذي جسد تلاحم شعب البحرين الوفي مع قيادته، وجسد أيضاً وحدة الصف الوطني وعبر عنها التصويت التاريخي على ميثاق العمل الوطني بنسبة 98.4%، وكان حدثاً تاريخياً كبيراً نعتز به جميعاً، وتحمله الذاكرة الوطنية في عقولنا وقلوبنا».
وأضاف جلالته «كان هدفنا من وراء هذا الميثاق الوطني، المشاركة مع أبناء شعبنا في بناء البحرين الحديثة، والدفع بها إلى مزيد من التقدم والرقي والازدهار في مختلف المجالات».
وأردف جلالته «نشكر في هذه المناسبة العزيزة، وزير التربية والتعليم ومنتسبي الوزارة والجامعات والأبناء الطلبة في المدارس الحكومية والخاصة بكافة مستوياتها، لما أبدوه في الاحتفال من شعور صادق تجاهنا وتجاه وطنهم العزيز، مؤكدين اعتزازهم بميثاقهم الوطني الذي كان ويبقى رمزاً لوحدة شعبنا، سائلين الله تعالى بدوام التوفيق للجميع».
من جانبه عبر النعيمي باسمه وباسم جميع منتسبي الوزارة، عن خالص الشكر والتقدير والامتنان لجلالة الملك المفدى، على لفتة كريمة تفضل بها جلالته، بمشاركة أبنائه الطلبة فرحتهم واحتفالهم بميثاقهم الوطني، تأكيداً من جلالته على ما يوليه للأجيال الشابة من أبناء البحرين من كريم العناية والرعاية باعتبارهم جيل المستقبل.
وأضاف «جاء هذا الاحتفال الذي تشرفنا فيه بهذه اللفتة الملكية السامية، كتعبير عن اعتزاز وزارة التربية والتعليم ومنتسبيها بذكرى الميثاق الوطني، وبما جاء به الميثاق من قيم ومعان كبيرة، وما جسده من ثوابت جامعة لأبناء البحرين، وما غرسه في عقول ونفوس الأجيال الجديدة من قيم الولاء للوطن والوفاء القيادة، والتمسك بالثوابت الوطنية الجامعة».
وشدد على أن وزارة التربية، عملت وما زالت على تفعيل قيم الميثاق الوطني، وجسدتها في المناهج الدراسية والأنشطة التربوية، معرباً عن خالص التقدير لمشاركة رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في هذه الفعاليات، سائلاً الله تعالى للبحرين مزيداً من الرقي والازدهار في ظل قيادتها الحكيمة.
وشارك جلالته أبناءه الطلبة حضور جانب من أوبريت «دار العز»، عزف موسيقاها الأوركسترا الطلابية بالوزارة، وغناها كوكبة من الطلبة، فيما أنشد عدد من الطلبة الأناشيد الوطنية، وسط عزف الأوركسترا، متغنين بالمعاني الوطنية وبالفخر والاعتزاز بالبحرين وبقيادتها الحكيمة.
واستمع جلالته إلى شرح وافٍ عن فعاليات الوزارة، وبدأت بانطلاق شعلة الميثاق الوطني من مدرسة الهداية الخليفة بمحافظة المحرق، حملها عدد من الطلبة ومرت بالمحافظات الخمس، إلى أن وصلوا بها إلى صرح الميثاق الوطني في المحافظة الجنوبية.
وشملت الفعاليات تنظيم المسيرة الوطنية بكرنفال السيارات المصممة من قبل المدارس والجامعات الحكومية والخاصة، متضمنة صوراً وتصميمات تعبر عن الاحتفاء بذكرى الميثاق والإنجازات المحققة في عهد جلالة الملك المفدى، حيث انطلقت المسيرة من جامعة البحرين وصولاً إلى صرح الميثاق الوطني، وواكب بدايتها رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وتفضل سموه بحضور المعرض التشكيلي للوزارة في صرح الميثاق، وشارك فيه العديد من المعلمين وأكثر من 400 طالباً وطالبة احتفاءً بهذه المناسبة، حيث أشاد سموه بهذه الإبداعات الفنية التي شملها المعرض وما تعبر عنه من معان وطنية قيمة.
وتضمنت هذه الاحتفالية الكبرى تنظيم معرض للفنون التشكيلة للمعلمين، ومرسم حر للطلبة والطالبات في ساحة الصرح، وشارك في الاحتفال أكثر من 7 آلاف طالب وطالبة من مختلف المدارس الحكومية والخاصة.