سلمان محمد سلمان السندي*







14 فبراير 2002، في مثل هذا اليوم عبّر مواطنو هذا البلد الحبيب عن قناعتهم عبر صناديق الاقتراع، وبإرادة حرة نزيهة وبنسبة 98.4% عندما قالوا كلمتهم بكل ثقة : نعم للميثاق الذي نقل مملكتنا الحبيبة إلى عهد إصلاحي جديد تتجسد فيه كل معاني الوفاء والولاء لقيادتنا الحكيمة التي تتطلع لتحقيق المزيد من الرقي والتقدم والازدهار عبر إحياء السلطة التشريعية لتتناغم وتتكامل مع السلطتين التنفيذية والقضائية راسمة أفقاً جديداً لمستقبل واعد زاهر لمواطني بحريننا الغالية .
إنه يوم للميثاق، يتجدد فيه الولاء تأكيداً لكلمة قالها الشعب منذ أحد عشرعاماً، ومازال مؤمناً بقناعة وثقته بعهد الإصلاح السياسي الذي دشنه جلالة الملك المفدى، وكل مواطن مخلص يعمل منذ ذلك التاريخ من أجل بناء الوطن، بناء الديمقراطية، وبلد حكم القانون، والتنمية الشاملة، أحد عشر عاماً من العمل الدؤوب للوصول إلى الأهداف المنشودة التي تضع راحة المواطن ورفاهيته ضمن أولوياتها الراسخة التي لاتتزعزع .
وإن كان رقي الشعوب وتقدمها يرتهن دائماً بتوقد الحماس، ومضاء العزيمة، وعلو الهمة فإن ما تحقق خلال العقد المنصرم من إنجازات ليؤكد على المعدن الأصيل لمواطني هذا البلد الذين أحبوا قيادتهم، وأبوا إلا أن يكونوا شركاء فاعلين يترجمون التزامهم بميثاقهم لواقع عملي يطال كل مفاصل الدولة ومؤسساتها المختلفة، وكل حسب إمكانياته وطاقاته وصدقه.
ولاشك بأن تقدم الدول والأمم وازدهارها هو عملية تراكمية تستند على تجارب متنوعة وثرية يضيف فيها كل مواطن ومن خلال موقعه في العمل أوالمجتمع بما يملك من جهد وخبرة رغبة لرفع اسم بلاده عالياً عربياً وإقليمياً ودولياً لتكون بلاده مضرب المثل، ومفخرة في تلك المحافل والاجتماعات .
وأنا باعتباري طالباً في سنة أولى جامعة بكلية الطب، فإني مازلت أذكر سنوات الذكرى واحتفالات البلد بميلاد ميثاق العمل الوطني، كنت طفلاً صغيراً أستمتع بمهرجانات الميثاق واحتفالياته بكل براءة الطفولة وانطلاقتها، وكبرت وكبر معي حبي وولائي لهذا الوطن وقيادته الرشيدة، وبدأت أدرك أن هناك عملاً يناسب كل مرحلة عمرية يبلغها الإنسان عليه أن يقوم به بكل تفان وإخلاص لأني مدرك أنني طوبة في صرح الوطن الحبيب الذي يزداد تماسكاً وصلابة كلما تعاون الجميع، ووضعوا أيديهم في أيدي بعض متجاوزين أي اختلافات قد تنشأ عن أسباب طائفية أو قبلية أو جهوية، فالبحرين تسع الجميع، ويدها ممدودة نحوهم جميعاً بلا اشتثناء.
كلية الطب والعلوم الطبية – جامعة الخليج العربي