عواصم - (وكالات): أعلن وفد المعارضة السورية المشارك في مؤتمر «جنيف 2» بسويسرا أن الجولة الثانية من المفاوضات وصلت إلى «طريق مسدود»، وذلك إثر لقاء منفصل عقده أمس مع الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي الذي التقى أيضاً الوفد الحكومي، الذي أكد أيضاً أن الجولة الثانية من المباحثات مع وفد المعارضة، لم تحقق أي تقدم، فيما طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من وزير خارجيته جون كيري خيارات سياسية جديدة حول سوريا.وقال عضو الوفد المعارض لؤي صافي في مؤتمر صحافي «وصلنا إلى هذا الطريق المسدود، أرجو ألا يكون السد جداراً سميكاً، لكن عثرة أو عقبة يمكن أن نتجاوزها».وأضاف «المفاوضات تعثرت، هذا ليس سراً، وصلنا إلى نقطة لا يمكن تخطيها إلا بوجود فريق آخر يريد أن يتعاطى مع الحل السياسي». واعتبر أن «الفريق الحالي الذي أرسله النظام لم يبد أي تجاوب، علماً أن الموضوع يمس كل السوريين». وذكر أن وفد المعارضة لن يضع شروطاً لعقد جولة ثالثة من المحادثات في جنيف، فيما تثار الشكوك حول إمكانية عقد جولة ثالثة من المحادثات.من جهته، أعلن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن الجولة الثانية من المفاوضات، لم تحقق أي تقدم، وذلك في جلسة للوفد الحكومي مع الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي. وأضاف في مؤتمر صحافي عقده في قصر الأمم «نحن جئنا إلى مؤتمر جنيف تنفيذاً للموقف السوري المعلن من التوصل إلى حل سياسي للأزمة التي تشهدها سوريا»، ولكن «للأسف الطرف الآخر جاء بأجندة مختلفة. جاء بأجندة غير واقعية وهي ذات بند واحد تتعامل بشكل انتقائي مع وثيقة جنيف» الصادرة في يونيو 2012.ولم يتمكن الوفدان الحكومي والمعارض اللذان عقدا جلستين مشتركتين فقط خلال الجولة التي بدأت الاثنين الماضي، في الاتفاق على جدول أعمال المفاوضات، وهو خلاف قائم منذ الجولة الأولى التي أقيمت أواخر يناير الماضي. ففي حين تطالب المعارضة بالتركيز على مسألة هيئة الحكم الانتقالي التي تكون لها الصلاحيات التنفيذية الكاملة وتعمل على قيادة البلاد نحو الاستقرار والديمقراطية، يتمسك النظام بأن المطلوب أولا التوصل إلى توافق على «مكافحة الإرهاب» الذي يتهم به مجموعات المعارضة المسلحة، مؤكداً أن الحوار حول مستقبل سوريا يكون على الأرض السورية وأن مصير الرئيس يقرره الشعب السوري من خلال صناديق الاقتراع.في سياق متصل، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الرئيس باراك أوباما طلب خيارات سياسية جديدة محتملة في سوريا نظراً لتدهور الوضع الإنساني هناك.وتقر الولايات المتحدة بأن الوضع في سوريا يشكل «كارثة» معترفة ضمنياً بأن سياستها في هذا البلد لا تحقق نجاحاً لكنها تؤكد أن ليس هناك أي خيار أفضل في الوقت الراهن، وفقاً لمحللين. وتلتزم إدارة الرئيس باراك أوباما بنهجها المتمثل في أنه لا يمكنها «فرض» نتائج في ميدان معركة دائرة بين قوات الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة المفككة رغم انتشار تقارير عن حصول فظاعات وتفاقم الأزمة الإنسانية ومخاوف من أن يجد المسلحون المتطرفون ملاذاً وسط كل هذا الرعب.من جانب آخر، أعلنت الأمم المتحدة أن النظام السوري أفرج عن 181 موقوفاً من أصل 430 ذكراً تتراوح اعمارهم بين 15 و50 عاماً اعتقلهم بداعي استجوابهم لدى خروجهم من حمص القديمة وسط سوريا. ميدانياً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن سيارة ملغومة قتلت 32 شخصاً بينهم 10 من مقاتلي المعارضة في بلدة اليادودة جنوب سوريا، قرب الحدود مع الأردن. كما ذكر المرصد أن جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» المرتبطة بالقاعدة في سوريا أعدمت 13 شخصاً بينهم أقارب مقاتلين من جماعات معارضة منافسة قبل الانسحاب من بلدة قرب حلب. في موازاة ذلك، أعلن المرصد أن مسلحي المعارضة حفروا أنفاقاً تحت فندق كارلتون في حلب القديمة شمال سوريا وقاموا بتفجيرها مما أدى إلى مقتل 5 جنود. إلى ذلك، فر أكثر من 2700 شخص من سكان منطقة القلمون الجبلية في سوريا من الغارات الجوية والمعارك إلى بلدة عرسال اللبنانية، وفق ما أعلنته المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة. ومنذ 3 أيام يهاجم الجيش السوري مواقع معارضة في يبرود ومحيطها وهي كبرى مدن القلمون.وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من حشد عسكري قرب يبرود، وقالت إنها تخشى «هجوماً كبيراً» للقوات الحكومية مدعومة بميليشيات «حزب الله» الشيعي اللبناني، وشددت على أن دمشق عليها واجب قانوني للسماح للمدنيين بالمغادرة.إنسانياً، حضت منسقة الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس مجلس الأمن على اتخاذ إجراءات فورية لوقف الانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان في سوريا.
970x90
970x90