بيروت - (وكالات): بعد أكثر من 10 أشهر من المفاوضات الصعبة والشروط المضادة بات للبنان حكومة جديدة سيكون عليها بشكل أساسي مواجهة تداعيات الحرب السورية على لبنان. وقال رئيس الحكومة تمام سلام في أول تصريح بعد إعلان تشكيلة الحكومة «بعد 10 أشهر من المساعي الحثيثة التي انطلقت إثر تكليفي بإجماع 124 نائباً والتي تطلبت الكثير من الجهد والصبر والتأني والمرونة، ولدت حكومة المصلحة الوطنية التي هي حكومة جامعة تمثل في المرحلة الراهنة الصيغة الأنسب للبنان».
وأضاف أن الحكومة الجديدة ستعمل على «تشكيل شبكة أمان سياسي وإنجاز الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها وترسيخ الأمن الوطني والتصدي لكل أنواع الإرهاب».
وتتألف الحكومة من 24 وزيراً، 8 منهم لقوى 8 آذار المؤيدة للنظام السوري، و8 آخرون لقوى 14 آذار المناهضة لنظام بشار الأسد، و8 وزراء من الوسطيين المقربين من رئيسي الحكومة والجمهورية إضافة إلى ممثلين للزعيم الدرزي وليد جنبلاط. ولن يكون لأي طرف بمفرده في هذه التشكيلة القدرة على استخدام الثلث المعطل أي 9 وزراء أو أكثر لعرقلة صدور أي قرار خلافي. وكان زعيم تيار المستقبل سعد الحريري أحدث مفاجأة عندما أعلن في يناير الماضي استعداده للمشاركة في حكومة واحدة يتمثل فيها «حزب الله» بعد أن كان يرفض في السابق ذلك ويطالب بحكومة حيادية. وترى مصادر مقربة من 14 آذار أن الحريري قدم تنازلاً كبيراً بموافقته على مشاركة تياره في الحكومة إلى جانب وزراء من حزب الله الذي تتهم المحكمة الخاصة بلبنان 5 من عناصره بالتورط في اغتيال والده رفيق الحريري عام 2005. واشترطت قوى 14 آذار في البداية سحب «حزب الله» لمقاتليه الذين يشاركون في المعارك في سوريا إلى جانب قوات النظام قبل الموافقة على المشاركة في حكومة واحدة معه. وسارع الحريري إلى تهنئة سلام بتشكيل الحكومة الجديدة معبراً عن الأمل بأن يكون ذلك «فاتحة خير على لبنان واللبنانيين وأن تتمكن من مواجهة الاستحقاقات الدستورية والوطنية».
وأجبر الحريري في آخر لحظة على سحب ترشيحه للواء المتقاعد اشرف ريفي لمنصب وزير الداخلية بعد أن عارض «حزب الله» هذا الأمر بشدة، واستبدله بنائب من تيار المستقبل هو نهاد المشنوق. وعين اللواء ريفي في نهاية الأمر وزيراً للعدل. كما حصل النائب ميشال عون الحليف المسيحي الأساسي لحزب الله على وزارة الخارجية التي أعطيت لصهره جبران باسيل في حين أعطيت وزارة النفط التي كانت محور خلافات كثيرة لحليف عون حزب الطاشناق ممثلاً بارثور نظاريان.