قال السفير الهندي لدى البحرين مهان كومار إن حجم التجارة في الوقت الراهن بين البلدين هو ملياري دولار واعتبره لا بأس به لكن يعتقد أن البلدين باستطاعتهما الوصول إلى مستوى أفضل بكثير، مشيراً إلى أن أنه من الواجب تحسين مستوى التجارة والاستثمار بين البلدين لكونهما ليسا في المستوى المطلوب.
وأكد أن التعاون بين البلدين الصديقين يزداد ويتطور في كافة المجالات منوهاً بهذه المناسبة أن لا توجد أي مشاكل بين الدولتين الشيء الذي اعتبره نادراً بل منعدماً بين الدول في العالم، حتى الدول الصديقة منها.
وشدد السفير مهان كومار، في حوار خاص مع وكالة أنباء البحرين (بنا) أمس، أهمية الزيارة التي سيقوم بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى إلى جمهورية الهند الصديقة والتي تبدأ غداً الثلاثاء، معرباً عن سروره البالغ كون هذه الزيارة، هي الأولى لجلالته بعد زيارة والده المغفور له بإذن الله صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه والتي كانت سنة 1981.
وقال إن جلالة الملك المفدى سيلتقي خلال الزيارة بكل من رئيس جمهورية الهند ورئيس الوزراء ووزير الخارجية وكبار المسؤولين والمعارضة، واصفاً هذه الزيارة الملكية إلى الهند بأنها مهمة جداً للبلدين الصديقين، خاصة وأن جلالته سيرافقه وفد تجاري.
وأشار إلى أنه يتوقع ويأمل في أن تسهم هذه الزيارة في دعم وتعزيز التعاون البحريني الهندي في المجال التجاري، حيث إن هذا الجانب بحاجة إلى عمل وجهود دؤوبة من الجانبين.
وأكد أن زيارة جلالة الملك المفدى تعني لبلده الكثير، حيث تكمن أهميتها في ثلاث نقاط، الأولى هي العلاقات المتطورة والمتنامية بين البلدين الصديقين اللذين لا توجد بينهما أي مشاكل، معتبراً أن البحرين هي مملكة خليجية صديقة للهند، والنقطة الثانية تكمن في كون هذه هي الزيارة الرسمية الملكية الأولى لجلالة الملك للهند، والثالثة كون البحرين بلد يحتضن 350,000 مقيم هندي، مؤكداً أن عائلات كل المقيمين وغير المقيمين يفتخرون بهذه الزيارة وأنهم يعتبرون البحرين بلدهم الثاني إضافة إلى كونه بلداً استراتيجياً وأهميته تتعدى مساحته بأشواط.
استقرار المنطقة
وشدد السفير موهان كومار على أن أمن واستقرار المنطقة رهن بأمن واستقرار البحرين وأن اعتماد بلاده على المملكة كبير وعزى ذلك إلى أمرين: الأول يتعلق بالبترول والطاقة والثاني يكمن في عدد المقيمين من الجالية الهندية في البحرين، والذين يشكلون أكبر جالية مقيمة، مؤكداً أن أهمية أمن واستقرار البحرين خاصة والمنطقة عامة يصبان في مصلحة الهند.
واستعرض السفير الهندي في حواره مع وكالة أنباء البحرين تاريخ العلاقات الثنائية بين جمهورية الهند والبحرين والتي تعود إلى قرون حيث كانت قائمة بين حضارتي «دلمون» البحرينية و«هارابا» الهندية، وتطورت بعد ذلك لما كانت البحرين همزة وصل للتبادل التجاري بين الهند و«ميسوبوتاميا» (بلاد الرافدين) يأتي منها التجار الهنود بقصص من جزيرة خضراء جميلة ذات مياه حلوة كانوا يستريحون فيها بما أن الطريق كان متعباً وطويلاً.
وقال إن الوجود البريطاني جمع بين الدولتين من جديد بعد تلك الحقبة حيث إن المهندسين الهنود هم من اكتشفوا النفط في البحرين والتي كانت أول دولة في الخليج العربي ظهر فيها البترول وإنشاء مصنع شركة ألومنيوم البحرين ألبا حيث كان أول من جاء بالعمالة الهندية إلى سوق العمل، مشيراً إلى الزيارة الرسمية التي قام بها المغفور له صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه للهند في 27 أبريل عام 1981 قائلاً إنها لقيت ترحيباً كبيراً من الشعب الهندي.
وتحدث السفير الهندي عن العلاقات السياسية البحرينية الهندية واصفاً إياها بأنها تتسم بالتبادل الرفيع المستوى بين البلدين وأن عام 2013 كان عاماً مهماً من حيث الزيارات، حيث قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بزيارتين إلى الهند، واعتبر الأمر استثنائياً ومشرفاً حيث إن الزيارة الأولى كانت إلى العاصمة نيودلهي ومومباي مع وفد تجاري والتقى سموه خلالها بالرئيس الهندي ورئيس الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة الهندية .
أما الزيارة الثانية فكانت إلى ولاية كيرالا، حيث إن 70 في المائة من الجالية الهندية المقيمة في البحرين هم من كيرالا، وكذلك زيارة رئيس الوزراء الهندي.
وشدد في هذا السياق على كون الاهتمام الحالي للسفارة الهندية هو تحقيق أرفع تبادل سياسي وتجاري ممكن بين البلدين، وعزى ذلك لكون الخليج مصدر 70 بالمائة من متطلبات الطاقة في الهند فهناك حوالي 7.5 ملايين هندي في الخليج وحوالي 350,000 هندي في البحرين.
روح التسامح والتعايش
وأوضح أن التعاون بين البحرين والهند لا يعتمد على الآليات المؤسسية فقط، بل إن البلدين يتعاملان بأسلوب أكثر مرونة حيث يبقيان على اتصال دائم واجتماعات عمل مستمرة وكذلك لجان مشتركة للعمل المشترك.
وأكد أن التعاون البحريني الهندي مبني على علاقات تتسم بالصداقة الحقيقية والمتينة بحيث إنه قائم أينما احتاج أحد البلدان أو كلاهما ذلك.
وتطرق السفير الهندي إلى دعوة جلالة الملك المفدى لتفعيل الحوار الوطني، قائلاً إن السفراء والدبلوماسيين الهنود لا يعلقون على أي من الشؤون الداخلية للبلدان الصديقة، وأن الحوار الوطني شأن داخلي للدولة.
وأكد أن موقف الهند العام من مثل هذه الأمور، هو التعامل معها عن طريق الحوار بمشاركة الجميع دون استثناء والتنديد بشتى أنواع العنف.
وأكد أن سياسة البحرين تتميز بالحكمة وأن الأمر برمته راجع إلى البحرينيين أنفسهم لأنهم على حق المعرفة ببلادهم وأدرى بشؤونها.
وعن الجالية الهندية في البحرين أكد السفير أنه لا يوجد عدد محدد لهذه الجالية وذلك راجع إلى حركة الوفود.
وقال إن هناك حوالي 350,000 هندي حيث 70 بالمائة منهم ذوي أعمال متواضعة يشتغلون في البناء وغيره بيد أنهم يشكلون أولوية بالنسبة للسفارة الهندية، أما 30 بالمائة المتبقية تشمل مصرفيين ومديرين عامين ومسؤولي مبيعات ومديرين ماليين لكبرى الشركات.
وقال إن الجالية الهندية في البحرين تستمتع بثقة البحرينيين وهذا جداً مهم بالنسبة لنا»، مثنياً على روح التسامح والتعايش الذي تنعم به البحرين بالإضافة إلى التعدد الديني الذي تقدمه البحرين للجالية الهندية حيث إن هناك أربع مؤسسات دينية مختلفة تمكن كل هندي مهما كانت ديانته ممارسة عبادته مما يشعرهم بأنهم في بلدهم الأم.
وأشاد السفير الهندي مهان كومار بقانون العمل البحريني، ووصفه بأنه أفضل قانون عمل في المنطقة، مؤكداً في هذا الجانب أن الهند تتمتع بكامل التعاون الذي تمنحه هيئة تنظيم سوق العمل ووزارات العمل والداخلية والتنمية الاجتماعية، مجدداً تأكيده على كون الجالية الهندية –أكبر جالية مقيمة- سعيدة ومرتاحة جداً كونها تعيش ومقيمة في مملكة البحرين.